أيها المسلمون، لا تتعجبوا من اجتماع أمم الكفر ودوله وملله على الدولة الإسلامية، فهذا حال الطائفة ...

أيها المسلمون، لا تتعجبوا من اجتماع أمم الكفر ودوله وملله على الدولة الإسلامية، فهذا حال الطائفة المنصورة في كل زمان، وسيستمر هذا الاجتماع وتشتد الفتن والمحن حتى يكتمل الفسطاطان، فلا يبقى في هذا منافق، ولا يبقى في ذاك مؤمن، ثم كونوا على يقين أن الله سينصر عباده المؤمنين، وأبشروا واطمئنوا فإن دولتكم لا زالت بخير، وكلما ازداد تكالب الأمم عليها كلما ازدادت يقينا بنصر الله، وأنها على الصراط المستقيم، وكلما اشتدت بها المحن كلما لفظت الأدعياء والمنافقين، وازداد صفها نقاء وازدادت صلابة وثباتا.

أيها المسلمون، إن المعــركة اليوم لم تعد مجرد حملة صليبية، وإنما هي حرب أمم الكفر جميعا ضد أمة الإسلام، ولم يسبق في تاريخ أمتنا أن اجتمع عليها العالم بأسره في معــركة واحدة كما هو حاصل اليوم، إنها معركة الكفار جميعا ضد المسلمين جميعا، وإن كل مسلم معني بهذه الحرب، معني بامتثال أمر الله له، بتأدية فريضة الجهاد في سبيل الله، فإن امتثل فله الحسنى، والنجاة والفوز والقرب من الله ونيل رضاه، وإن عصى فله السوء والهلاك والخسران، والبوء بغضب الله وسخطه، وإن كل مسلم معني بهذه الحـرب، بالدفاع عن دين الله وشرعه، ونصـرة المستضعفين من الرجال والنساء والولدان، فهذه الحرب حرب كل مسلم، وعليه خوضها للدفاع عن دينه ونفسه وماله وعرضه وكرامته، فشمروا لحـربكم أيها المسلمون في كل مكان، شمروا وأنتم واثقون من نصر الله، شمروا ولا تهنوا ولا تحزنوا، ولقد قال لكم ربكم - عز وجل - عن الكفار: (لَأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِم مِّنَ اللَّهِ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَفْقَهُونَ لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ)، وصدق الله عز وجل، وها هم النصـارى الصلـيبيون وأمم الكـفر وملله معهم ومن ورائهم اليهود، لا يجرؤون على المجيء برا لقتال ثلة قليلة من المجاهدين، وكل يدفع صاحبه ليورطه، لا يجرؤون على المجيء لامتلاء قلوبهم رعبا من المجا،هدين، ولأنهم بفضل الله تأدبوا في أفغانستان والعراق، وعلموا أنه لا طاقة لهم بالمجاهـدين، لا يجرؤون على المجيء لأنهم يعلمون يقينا ما ينتظرهم من الأهوال والويلات، في الشام والعراق وليبيا وأفغانستان وسيناء وأفريقيا واليمن والصومال، يعلمون ما ينتظرهم في دابق والغوطة من الهزيمة والهلاك والدمار، يعلمون أنها الحرب الأخيرة، وبعدها - بإذن الله - نغزوهم ولا يغزوننا، ويسود الإسلام العالم من جديد، وإلى قيام الساعة، ولذا يؤخرون المجيء ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، ويعملون جاهدين لحشد المزيد من أذنــابهم وعملائهم، من الصحوات والمرتدين وملحدي الأكراد، وقطعان الروافض البهائم، وما زالت أمريكا وحلفاؤها يحلمون بالقضاء على الخلافـة عبر وكلائهم وأذنابهم.

وكلما فشل لهم حلف أو قُطع ذنب، سارعوا لإنشاء آخر، حتى أعلنوا مؤخرا عن التحالف السلــولي المسمى زورا بالإسلامي، وقد أعلن أن هدفه محــاربة الخلافة، ولو كان تحالفا إسلاميا لأعلن نصرته ونجدته لأهل الشام المستضعفين المنكوبين، وأعلن حــربه على النصيرية وأسيادهم الروس، ولو كان إسلاميا لأعلن العداوة والحـرب على الروافض المشركين والأكراد الملحدين في العراق، الذين استباحوا أهل السنة قتلا وتشريدا وعاثوا في ديارهم فسادا، ولو كان تحالفا إسلاميا لما أيدته الصين الملحدة وطالبت الدخول فيه، ولو كان تحالفا إسلاميا لأعلن براءته من أسياده اليـهود والصلـيبيين، ولجعل هدفه قتل اليهود وتحرير فلسطين، نعم فلسطين، التي ظن اليهود أننا نسيناها وظنوا أنهم أشغلونا عنها، كلا يا يهـود، ما نسينا فلسطين لحظة، وبإذن الله لن ننساها وقريبا قريبا بإذن الله تسمعون دبيب المجاهدين، وتحاصركم طلائعهم، في يوم ترونه بعيدا ونراه قريبا، وها نحن نقترب منكم يوما بعد يوم، وإن حسابكم لعسير عسير، لن تهنؤوا في فلسطين أبدا يا يــهود، ولن تكون داركم وأرضكم، لن تكون فلسطين إلا مقبــرة لكم، وما جمعكم الله فيها إلا ليقـتلكم المسلمون، حتى تختبئوا خلف الشجر والحجر، ولقد علمتم ذلك جيدا، فتربصوا إنا معكم متربصون.

• مقتطف من الكلمة الصوتية لأمير المؤمنين الشيخ أبو بكر البغدادي - تقبله الله- بعنوان: (فتربّصوا إنّا معكم متربّصون)
...more

من قصص الثبات في حياة الصحابيات [2/2] وأما أسماء، فبنت الصديق، رضي الله عنها وعن أبيها، تلك ...

من قصص الثبات في حياة الصحابيات
[2/2]

وأما أسماء، فبنت الصديق، رضي الله عنها وعن أبيها، تلك التي ضربت في الثبات والجهاد أروع الأمثلة، أسماء التي يخرج أبوها مهاجرا مع النبي، صلى الله عليه وسلم، فيأخذ كل ماله ولا يترك لهم شيئا، فلا تتذمر ولا تتبرم، بل تحتال على جدها ولا تفضح أباها، فعن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، أن أباه، حدثه عن جدته أسماء بنت أبي بكر، قالت: «لما خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وخرج معه أبو بكر، احتمل أبو بكر ماله كله معه: خمسة آلاف درهم، أو ستة آلاف درهم»، قالت: «وانطلق بها معه»، قالت: «فدخل علينا جدي أبو قحافة وقد ذهب بصره، فقال: والله إني لأراه قد فجعكم بماله مع نفسه»، قالت: «قلت: كلا يا أبه، إنه قد ترك لنا خيرا كثيرا»، قالت: «فأخذت أحجارا، فوضعتها في كوة البيت، كان أبي يضع فيها ماله، ثم وضعت عليها ثوبا، ثم أخذت بيده، فقلت: يا أبه، ضع يدك على هذا المال»، قالت: «فوضع يده عليه، فقال: لا بأس، إن كان قد ترك لكم هذا، فقد أحسن، وفي هذا لكم بلاغ»، قالت: «ولا والله ما ترك لنا شيئا، ولكني قد أردت أن أسكّن الشيخ بذلك» [رواه أحمد وغيره].

ولم تسلم ذات النطاقين من بطش الطاغوت أبي جهل إذ تقول: «لما خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر، أتانا نفر من قريش فيهم أبو جهل، فوقفوا على باب أبي بكر فخرجت إليه»، فقالوا: «أين أبوك يا بنت أبي بكر؟» قالت: «قلت: لا أدري والله أين أبي»، قالت: «فرفع أبو جهل يده، وكان فاحشا خبيثا، فلطم خدي لطمة خر منها قرطي»، قالت: «ثم انصرفوا» [حلية الأولياء].

هكذا حال المسلمة المؤمنة بربها، الظانة به ظن الخير، المستعذِبة العذابَ في سبيل دينها، وإنه لما خرج قوم على خليفة المسلمين عبد الله بن الزبير -رضي الله عنهما- وحاصره الحَجّاج الثقفي في مكة، كانت أسماء تلك الأم التي ثبتت ابنها وحرضته على الموت في سبيل الله تعالى، يقول ابن كثير: «ودخل عبد الله بن الزبير على أمه فشكا إليها خذلان الناس له، وخروجهم إلى الحَجّاج حتى أولاده وأهله، وأنه لم يبق معه إلا اليسير، ولم يبق لهم صبر ساعة، والقوم يعطونني ما شئت من الدنيا، فما رأيك؟ فقالت: يا بني، أنت أعلم بنفسك، إن كنت تعلم أنك على حق وتدعو إلى حق فاصبر عليه، فقد قُتل عليه أصحابك، ولا تمكّن من رقبتك، يلعب بها غلمان بني أمية، وإن كنتَ إنما أردتَ الدنيا فلبئس العبد أنت؛ أهلكتَ نفسك وأهلكتَ من قُتل معك، وإن كنتَ على حق فما وهن الدين، وإلى كم خلودكم في الدنيا؟ القتل أحسن [...] ثم جعلت تذكّره بأبيه الزبير، وجدّه أبي بكر الصديق، وجدّته صفية بنت عبد المطلب، وخالته عائشة زوج رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وترجيه القدوم عليهم إذا هو قتل شهيدا، ثم خرج من عندها، فكان ذلك آخر عهده بها، رضي الله عنهما وعن أبيه وأبيها» [البداية والنهاية].

وأما الخنساء بنت عمرو، فحالها ليس ببعيد عن حال أسماء، فعن أبي وجزة، عن أبيه، قال: «حضرت الخنساء بنت عمرو بن الشريد السلمية حرب القادسية ومعها بنوها أربعة رجال، فقالت لهم من أول الليل: يا بني، إنكم أسلمتم طائعين، وهاجرتم مختارين، ووالله الذي لا إله إلا هو إنكم لبنو رجل واحد، كما أنكم بنو امرأة واحدة ما خنت أباكم، ولا فضحت خالكم، ولا هجنت حسبكم، ولا غبرت نسبكم، وقد تعلمون ما أعد الله للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الكافرين، واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية، يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}، فإذا أصبحتم غدا إن شاء الله سالمين فاغدوا إلى قتال عدوكم مستبصرين، وبالله على أعدائه مستنصرين، فإذا رأيتم الحرب قد شمّرت عن ساقها، واضطرمت لظى على سياقها، وجللت نارا على أوراقها، فتيمموا وطيسها، وجالدوا رئيسها، عند احتدام خميسها، تظفروا بالغنم والكرامة، في دار الخلد والمقامة» [الاستيعاب].

فكان للخنساء ما أرادت، وخرج أبناؤها الأربعة يبتغون الموت مظانه فقتلوا جميعهم في يوم واحد، ولما بلغها خبرهم ما زادت على أن قالت: «الحمد لله الذي شرفني بقتلهم، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته».

فلله در نساء كهؤلاء، ما قعدن يبكين وينتحبن في ساعات الشدة والبلاء، بل حملن على أعتاقهن هم الدين والأمة، فهذه تثبت زوجا، وتلك تحرض ابنا...
وبمثل هؤلاء تقتدي المسلمة، وإذا اشتدت الأزمات وضاقت الحلقات، تسلت بذكر ثباتهن، واستعطرت بطيب سيرهن.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلِّ اللهم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.


• المصدر: صحيفة النبأ - العدد 46
الثلاثاء 4 ذو الحجة 1437 ه‍ـ

• لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...more

أيها المسلمون، عليكم أن تدركوا أن الدولة الإسلا،مية منذ نشأتها قبل عشر سنين وإلى اليوم هي رأس ...

أيها المسلمون، عليكم أن تدركوا أن الدولة الإسلا،مية منذ نشأتها قبل عشر سنين وإلى اليوم هي رأس الحربة في الصراع بين فسطاط الإيمان وفسطاط الكفر، بل هي عمود هذا الفسطاط وأركانُه وأساسُه، ولأن أعداء الله يدركون هذا جيدا، اجتمعت جميع قوى الكفار والمرتدين في العالم بأسره، واتفقت قاطبة على حرب الدول،ة الإس،لا،مية، والسعي ليل نهار لإضعافها والقضاء عليها بكافة الوسائل وشتى السبل، وإن اجتماعهم هذا دليل على أن الدولة الإسلا،مية عمود فسطاط الإيمان ورأس حربة خندقه، دليل أوضح من الشمس في رابعة النهار، لم يعد يخفى حتى على العجائز والصبيان، ولا ينكره إلا مشاقق للحق معاند.

أيها المسلمون، إن خوض هذه الحرب واجب على كل مسلم، ولا يعذر فيها أحد، وإنا نستنفركم جميعا في كل مكان، ونخص أبناء بلاد الحرمين، فانفروا خفافا وثقالا، شيبا وشبابا، قوموا يا أحفاد المهاجرين والأنصار، قوموا على آل سلول الطغاة المرتدين، وانصروا أهلكم وإخوانكم في الشام والعراق واليمن، وأفغانستان والقوقاز ومصر وليبيا والصومال والفلبين وإفريقيا وإندونيسيا وتركستان وبنغلادش وكل مكان، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ * إِلَّا تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)، وقال سبحانه: (انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ).

مقتطف من الكلمة الصوتية لأمير المؤمنين الشيخ أبو بكر البغدادي - تقبله الله - بعنوان: (فتربّصوا إنّا معكم متربّصون)
...more

أيها المسلمون، ارجعوا إلى كتاب ربكم - عز وجل - وسنة نبيكم - صلى الله عليه وسلم - لتعلموا حقيقة هذه ...

أيها المسلمون، ارجعوا إلى كتاب ربكم - عز وجل - وسنة نبيكم - صلى الله عليه وسلم - لتعلموا حقيقة هذه الحرب، وحقيقة هذا التحالف اليهودي الصليبي الصفوي، بقيادة أمريكا وتخطيط اليهود، ولتعلموا حقيقة من يقف في صفه وخندقه وفسطاطه، فلقد قال لكم ربكم عز وجل: (وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ)، وقال تعالى: (وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا)، وقال سبحانه: (إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ)، وقال تعالى: (لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ)، وقال سبحانه: (وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ)، وقال سبحانه: (إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ)، وقال سبحانه: (مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ)، ثم بعد كل هذا، ما زال من المسلمين من يشك أنها ليست حربا على الإسلام والمسلمين، ما زال من المسلمين من يظن أن اجتماع دول الكفار وملله على حرب الدولة الإسلامية، ليس حربا على شرع الله وأمة محمد صلى الله عليه وسلم، فأي ضلال بلغ من يعتقد هذا؟ وعلى أي دين أصبح من يقف في خندق هذا التحالف ضد الدولة الإس،لامية؟ وعلى أي دين بات من يحرض على الدولة الإسلامية ليل نهار ويدعو لقتالها، بل لأولوية قتالها، وهي تقف هذا الموقف تقارع وحدها جيوش الكفر قاطبة؟

• مقتطف من الكلمة الصوتية لأمير المؤمنين الشيخ أبو بكر البغدادي - تقبله الله - بعنوان: (فتربّصوا إنّا معكم متربّصون)
...more

من قصص الثبات في حياة الصحابيات [1/2] الجنة... سلعة الله الغالية، خير المقام ومنتهى المرام، ...

من قصص الثبات في حياة الصحابيات
[1/2]

الجنة... سلعة الله الغالية، خير المقام ومنتهى المرام، إليها يتسابق المؤمنون، ويتنافس في نيلها المتنافسون، تحار في كنهها العقول، ويعجز عن وصفها فحل قؤول، غير أنها قد حُفّت بالأشواك لا بالورود، ودماء المشترين وأشلاؤهم على ذلك شهود، والجود بالنفس أقصى غاية الجود، «بالله ما هزلت فيستامها المفلسون، ولا كسدت فيبيعها بالنسيئة المعسرون، لقد أقيمت للعرض في سوق من يريد، فلم يرض ربها لها بثمن دون بذل النفوس، فتأخر البطّالون، وقام المحبّون ينتظرون أيُّهم يصلح أن يكون نفسه الثمن» [زاد المعاد].

يقول الله -عز وجل- في كتابه العزيز قولا عظيما، طوبى لمن قرأه أو سمعه فتأمله وتدبره: {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ * أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} [آل عمران: 140-142]، إنه التدبير الرباني المحكم؛ قرح بقرح، ودولة بدولة، والمؤمنون منهم شهداء، والذين آمنوا يُبتلون ليتمايزوا، ويعلو الطيّب على الخبيث، وأما الجنة فثواب من نجح في الاختبار، وصبر عند البلاء، وثبت ساعة الشدة، ولم يفزع أو يسخط، ولم يكن لسان حاله: {مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا}، وهيهات لمثل هذا أن ينعم بجنان ربه هيهات.

ولا تظنَّنَّ المسلمة الموحدة أنها بمنأى عن دوائر التمحيص والابتلاء، بل إنها في ذلك والرجل سواء بسواء، وأكثر من ذلك؛ قد يكون لها عظيم الدور في تثبيت الزوج والأبناء.

فهذه خديجة وأسماء، وتلك سمية وخنساء وغيرهن كثيرات ممن لا يسع المقام لذكر مناقبهن؛ أما خديجة فأم المؤمنين صاحبة أول قلب يخفق إيمانا بالرسالة المحمدية، خديجة التي كانت ممن ثبّت الله هذا الدين بتثبيتها زوجها سيد المرسلين محمد، صلى الله عليه وسلم.

أخرج الشيخان في صحيحيهما من حديث عائشة -رضي الله عنها- أن النبي - صلى الله عليه وسلم- وبعد نزول الوحي عليه لأول مرة في غار حراء وفزعه منه، أتى خديجة زوجه فأخبرها الخبر ثم قال: (لقد خشيتُ على نفسي)، قالت له خديجة: «كلا أبشر، فوالله، لا يخزيك الله أبدا، والله، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكَلّ، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق...» إن أم المؤمنين خديجة -رضي الله عنها- وهي تسمع ذاك الخبر العجاب من زوجها، لم تجزع ولم تهلع، ولم تمسك بتلابيب بعلها خوفا من قادم الأيام، ولم تثبّط فؤاده بل ثبّتته، حتى قال العلماء عن كلامها كما نقل النووي فقال: «قال العلماء... وفيه [أي كلام خديجة، رضي الله عنها] أعظم دليل وأبلغ حجة على كمال خديجة -رضي الله عنها- وجزالة رأيها، وقوة نفسها، وثبات قلبها، وعظم فقهها، والله أعلم» [شرح صحيح مسلم].
وتمضي الأيام وينتشر أمر الدعوة ويبطش طواغيت قريش بالموحدين، ويحاصرونهم في شعب أبي طالب ويمنعون عنهم القوت والماء، وأم المؤمنين ثابتة مع زوجها، صابرة محتسبة، يصيبها ما يصيب القوم من جوع وظمأ، وهي من هي، سليلة الحسب والنسب، صاحبة المال والجاه، حتى حوصرت معهم في شعب أبي طالب لعامين، وضرها ما لاقت من جوع وتعب، فماتت وهي صابرة محتسبة، ثابتة على دينها، راض عنها زوجها، عليه الصلاة والسلام، فرضي الله عنها وأرضاها.

أما سمية فهي سمية بنت خياط، أم عمار بن ياسر، وكانت سابع سبعة في الإسلام، وأول شهيدة تسقي بدمائها شجرة التوحيد، نعم يا مسلمة؛ إن أول دماء سالت في سبيل لا إله إلا الله كانت دماء امرأة، فقد كانت سمية وزوجها وابناها من موالي بني مخزوم، ولما أسلموا لقوا صنوفا وألوانا من العذاب، فعن جابر، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مرّ بعمار وأهله وهم يعذبون، فقال: (أبشروا آل عمار، وآل ياسر، فإن موعدكم الجنة) [رواه الضياء والحاكم].

إن سمية لم تعذب إلا في الله، كي تعود عن دينها، وتترك سبيل محمد، صلى الله عليه وسلم، هذا الرجل الذي لم يأتهم بمال ولا ذهب ولا فضة، وإنما بدين «جديد» لم يكن عليه الآباء من قبل، بكلمة يشهدونها ويعملون بها فتكون لهم الجنة، ورغم التعذيب الشديد، إلا أن سمية تلك المرأة الضعيفة المستضعفة ثبتت ولم تتزحزح عن دينها، ولم تتراجع عما باتت تعتقده وتدين الله تعالى به، قال ابن إسحاق في «السيرة»: «حدثني رجال من آل عمار بن ياسر أن سمية أم عمار عذبها آل بني المغيرة على الإسلام، وهي تأبى غيره حتى قتلوها»، فكانت خاتمتها الشهادة بعد صبرها وثباتها إذ طعنها عدو الله أبو جهل بحربة فقتلها.


• المصدر: صحيفة النبأ - العدد 46
الثلاثاء 4 ذو الحجة 1437 ه‍ـ

• لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...more

Strut Support Systems, Channel Bractery & Fittings manufacturers exporters in india ...

Strut Support Systems, Channel Bractery & Fittings manufacturers exporters in india https://www.strutnfittings.com +91-77430-04154, +91-77430-04153, +91-98154-16900, +91-82839-16900

عيد الأضحى شعيرة يجب تعظيمها [1/2] ما هي إلا أيام قليلة ويحلّ علينا يوم النحر (الأضحى)، ذلك ...

عيد الأضحى شعيرة يجب تعظيمها
[1/2]

ما هي إلا أيام قليلة ويحلّ علينا يوم النحر (الأضحى)، ذلك اليوم الذي جعله الله شعيرة من شعائر الإسلام العظيمة، وشرعه الله ميقاتا لعبادة عظيمة من عبادات الإسلام وهي النُسُك، أي نحر الأضاحي تقرّبا لله وحده -سبحانه وتعالى- وجعل أيامه مزامنة للأيام المعدودات التي شرع الله فيهن أداء فريضة الحج على المسلمين، كما أمر المؤمنين أن يتخذوه عيدا لأمّة الإسلام، يفرحون فيه بفضل الله، ويهنّئ بعضهم بعضا فيه، ويتّخذونه لهم شعارا يميّزهم عن أمم الشرك والكفر، فلا يشاركون المشركين أعيادهم ومهرجاناتهم، بل يخالفونهم فيها إلى ما شرعه الله لهم من الأعياد، وهما يوما فطرهم ونحرهم.

وقد دلت الأحاديث الكثيرة على أن اتخاذ هذا اليوم عيدا للمسلمين هو شريعة شرعها الله تعالى، منها حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: «كان لأهل الجاهلية يومان في كل سنة يلعبون فيهما، فلما قدم النبي - صلى الله عليه وسلم- المدينة قال: (كان لكم يومان تلعبون فيهما وقد أبدلكم الله بهما خيرا منهما: يوم الفطر ويوم الأضحى)» [رواه النسائي، وقال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم»، ووافقه الذهبي].

وبذلك يتبيّن أن تعظيم هذا اليوم، واتخاذه عيدا، إنما هو تعظيم لأمر الله تعالى، الذي جعل هذا اليوم خاصّا بأمّة الإسلام، كما قال تعالى: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج: 32]، وأن إظهار الفرح والسرور بهذا اليوم أمر مندوب، كما في قول النبي - صلى الله عليه وسلم- لصاحبه أبي بكر الصديق –رضي الله عنه- في قصة الجواري اللواتي كن يغنين عند أم المؤمنين عائشة، رضي الله عنها: (يا أبا بكر، إن لكلّ قومٍ عيدا، وإنّ هذا عيدنا) [رواه البخاري ومسلم]، بخلاف ما يدعو إليه بعض الناس هذه الأيام، ممّن ينهى المسلمين عن اتخاذه عيدا وفرحا بقوله: «لا عيد حتى تتحرّر القدس!»، أو «لا عيد والمسلمون يُقتَّلون في كل مكان!»، وما إلى ذلك من الأقوال المنكرة التي ما أنزل الله بها من سلطان، وما لهم عليها من بينة ولا دليل، بل شابهوا فيها قول الرافضة الذين خالفوا أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بشكر الله -عز وجل- يوم العاشر من محرم على إنجائه موسى -عليه السلام- وقومه من فرعون بالصوم، بأن جعلوه يوم نَوْح ولطم بدعوى أنّه وافق يوم مقتل الحسين بن علي بن أبي طالب، رضي الله عنهما.

ومن صور تعظيم هذا اليوم طاعة الله تعالى فيما أمر به من عبادات مخصوصة به، وعلى رأسها النُسُك وهو نحر الأضاحي قربة لله -عز وجل- فقد قال تعالى: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ} [الحج: 34]، وقال تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} [الكوثر: 2]، وقال تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام: 162]، لذلك فإن الحرص على أداء هذه العبادة هو حرص على التوحيد، وإظهار له، وصورة من صور البراءة من الطواغيت الذين يذبح المشركون لهم الذبائح تقربا إليهم من دون الله -جل جلاله- وصورة من صور التمايز بين أهل الإيمان وأهل الأوثان ينبغي على الموحّدين إظهارها والحرص عليها.

وقد قال طائفة من الفقهاء بأن هذه العبادة واجبة على كل قادر من المسلمين يأثم بتركها، واتفق من لم يقل بوجوبها على أنها سنّة مؤكّدة عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أما وقتها فبعد صلاة يوم النحر، وطيلة أيام التشريق الثلاث التي تليه، لقول النبي، صلى الله عليه وسلم: (من ذبح قبل الصلاة فليذبح شاةً مكانها، ومن لم يكن ذبح فليذبح على اسم الله) [رواه البخاري ومسلم].

ومن عبادات هذا العيد أيضا، التكبير عقب الصلوات وفي الطريق إلى صلاة العيد، ورفع الصوت بذلك، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: «أصحّ الأقوال في التكبير، الذي عليه جمهور السلف والفقهاء من الصحابة والأئمة: أن يكبَّر من فجر يوم عرفة، إلى آخر أيام التشريق، عقب كل صلاة، ويشرع لكل أحد أن يجهر بالتكبير عند الخروج إلى العيد، وهذا باتفاق الأئمة الأربعة» [مجموع الفتاوى].

ومن هذه العبادات أداء صلاة العيد مع الجماعة، ومن سننها تأخيرها يوم الفطر، ليتمكّن المسلمون من أداء زكاة فطرهم، بينما يُسنّ تبكيرها يوم النحر ليتمكّن المسلمون من ذبح أضاحيهم، وكذلك فإنه يسنّ أن يَطعم المسلم قبل الصلاة يوم فطره، ولا يَطعم قبل الصلاة يوم نحره حتى يأكل من ذبيحته بعد الصلاة.

ومن صور تعظيم هذه الأيام أن يترك المرء ما يندب فعله في أيام أخرى من السنة، وهو صيام التطوّع، لأنها أيام أكل وشرب كما وصفها النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: (أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر الله) [رواه مسلم].


• المصدر: صحيفة النبأ - العدد 46
الثلاثاء 4 ذو الحجة 1437 ه‍ـ

• لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...more

عيد الأضحى شعيرة يجب تعظيمها [2/2] ومن عبادات هذا العيد أيضا، التكبير عقب الصلوات وفي الطريق ...

عيد الأضحى شعيرة يجب تعظيمها
[2/2]

ومن عبادات هذا العيد أيضا، التكبير عقب الصلوات وفي الطريق إلى صلاة العيد، ورفع الصوت بذلك، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: «أصحّ الأقوال في التكبير، الذي عليه جمهور السلف والفقهاء من الصحابة والأئمة: أن يكبَّر من فجر يوم عرفة، إلى آخر أيام التشريق، عقب كل صلاة، ويشرع لكل أحد أن يجهر بالتكبير عند الخروج إلى العيد، وهذا باتفاق الأئمة الأربعة» [مجموع الفتاوى].

ومن هذه العبادات أداء صلاة العيد مع الجماعة، ومن سننها تأخيرها يوم الفطر، ليتمكّن المسلمون من أداء زكاة فطرهم، بينما يُسنّ تبكيرها يوم النحر ليتمكّن المسلمون من ذبح أضاحيهم، وكذلك فإنه يسنّ أن يَطعم المسلم قبل الصلاة يوم فطره، ولا يَطعم قبل الصلاة يوم نحره حتى يأكل من ذبيحته بعد الصلاة.

ومن صور تعظيم هذه الأيام أن يترك المرء ما يندب فعله في أيام أخرى من السنة، وهو صيام التطوّع، لأنها أيام أكل وشرب كما وصفها النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: (أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر الله) [رواه مسلم].

ومن صور تعظيم هذا اليوم اجتناب المعاصي والآثام فيه، كالنياحة على الموتى، والتبرّج وحلق اللحى بدعوى التزيّن، واختلاط الرجال بالنساء من غير المحارم والمصافحة بينهم بدعوى تهنئة العيد، والإسراف في المأكل والمشرب والملبس، وشرب الدخان، والدخول إلى أماكن الفسق والمجون، وسماع الأغاني و مشاهدة المسلسلات والأفلام والمسرحيات والبرامج التي فيها ما حرّم الله بدعوى الفرح بالعيد، وقطع الرحم والتهاجر بين المسلمين، وغير ذلك من المعاصي التي يفعلها بعض الناس في هذه الأيام عوضا عن هجر المنكرات فيها تعظيما لشأنها.

وإننا نحمد الله تعالى أن أعاد علينا هذا العيد ونحن في ظل دولة الخلافة، وفي دار الإسلام، حيث يكون الدين كله لله تعالى وحده لا شريك له، وحيث تحكّم شريعته، وتقام حدوده، ويؤمر فيها بالمعروف وينهى عن المنكر، ويعزّ فيها المسلمون، ويخنس المنافقون.

ولكن ما زال في الحلق غصّة من بقاء بيت الله الحرام وما جاوره من الأرض أسيرا بيد المرتدين من طواغيت آل سعود، الذين يمنعون الموحّدين منه كما كان مشركو قريش يفعلون مع النبي -صلى الله عليه وسلم- وصحابته الكرام، فيحرمونهم بذلك من أداء فريضة الحج التي افترضها الله على من استطاع إليه سبيلا من المسلمين، وفي الوقت ذاته يفتح أولئك الطواغيت الباب مشرعا أمام إخوانهم المشركين من الرافضة والقبوريين والطواغيت والإخوان المرتدين ليدخلوا المسجد الحرام، وقد أمر الله سبحانه بمنعهم من دخوله بقوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا} [التوبة: 28]، وتمتد أياديهم النجسة أيضا إلى مسجد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ليقيموا مجالسهم الشركية في جواره.

فإن كنا حبسَنا وإخواننا العذر عن أداء ما افترضه الله علينا هذا العام من حج بيته الحرام، فإننا واثقون من فتح الله القريب لنا، كما فتح على نبيه -صلى الله عليه وسلم- من قبل، بعد أن صدقه وعده، {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا} [الفتح: 27].

ولنطهرنّ مكّة -بإذن الله- من أوثان الطواغيت المتمثلة بمحاكمهم الوضعية الشركية، كما طهرها نبينا -صلى الله عليه وسلم- من أوثان قريش وأصنامهم، وكما طهرها تلاميذ الشيخ محمد بن عبد الوهاب من أوثان الصوفيّة والروافض، وما ذلك على الله بعزيز.

• المصدر: صحيفة النبأ - العدد 46
الثلاثاء 4 ذو الحجة 1437 ه‍ـ

• لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...more

قِصَّةُ مُهَاجِرَةٍ قال الله عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي ...

قِصَّةُ مُهَاجِرَةٍ

قال الله عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا * إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا * فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا * وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: 97-100].

وعن عبد الله بن السعدي أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا تنقطع الهجرة ما قوتل العدو) [رواه أحمد والنسائي].

وعن معاوية قال: «سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها)» [رواه أحمد وأبو داود].

ولقد ظلت الهجرة وحتى زمن قريب، حلما يراود كثيرا من الموحدين والموحدات، إلى أن منّ الله تعالى على المسلمين بقيام دولة الإسلام، ففتحت أبوابها لهم، فتوافدوا عليها -وما يزالون- وحدانا وزرافات، كيف لا والهجرة من دار الكفر إلى دار الإسلام واجبة على كل مسلم ومسلمة.

وللمهاجرات إلى أرض الخلافة قصص وحكايات، هي مزيج من الإقدام والخوف والمغامرات، يخالها السامع أحيانا نسجا من خيال، أو ضربا من مُحال.

أما صاحبة قصتنا فهي أخت موحدة، من اللاتي بعن الدنيا التي جاءتهنّ راغمة، وخرجن يبتغين وجه الله تعالى، نحسبها كذلك ولا نزكي على الله أحدا، هي عربية الأصل، ألمانية المولد والمنشأ، ولدت وكبرت وترعرعت في بلد صليبي محارب للإسلام والمسلمين، ولكنها -ولله الحمد- لم تتلوث بلوثات «المتأسلمين» المقيمين في ديار الكفر الأصلي، الذين يؤمنون بحوار الأديان، ويرون في الكافر «آخر» تجب موادته واحترام دينه ومعتقده، فبقيت تحمل فطرة سليمة لم تدنسها ذلة ولا سلمية.

تزوجت أختنا من شخص كان يحب الجهاد، وكان دائم البحث عن الحق، حتى سخّر الله له بعض الإخوة الذين أخذوا بيده وأناروا له السبيل، فعرف أن الجهاد في زماننا فرض متعين على كل مسلم، وحينها بدأ بالترتيب مع زوجه للخروج إلى أرض من أراضي الجهاد، إما إلى خراسان أو العراق أو الصومال أو الشيشان.

ولكن الخروج من ألمانيا إلى إحدى هذه البلدان حينها كان مغامرة كبيرة، قد تؤدي بصاحبها إلى الاعتقال والسجن، فقرر الزوجان الخروج إلى بلد يكون بمثابة الغطاء لوجهتهما الحقيقية، واختارا الخروج إلى اليمن بحجة طلب العلم، وفعلا، يسّر الله لهما السفر إلى اليمن رفقة وليدهما، الذي كان حينها يبلغ من العمر خمسة أشهر، ثم مكثا هناك سنة ونيّفا، إلى أن منّ الله تعالى عليهما بالهجرة إلى خراسان.

وصلت أختنا مع زوجها وابنها أرض خراسان العصية، حيث أنجبت مولودين آخرين قبل أن يقوم الجهاد في الشام، ويبدأ كثير من المجاهدين في خراسان بالخروج إليها، ولكنّ زوجها كان معارضا لهذا الأمر، وكان يرى في ذلك تفريغا لأرض خراسان -والتي هي بدورها أرض جهاد- من المجاهدين، ولا دار إسلام في الشام -فيما ظهر له لجهله بالواقع حينها- تلزمهم بالهجرة إليها.

وفي تلك الأثناء وقعت فتنة الغدر والخيانة، التي كان خلفها أمير القاعدة في خراسان السفيه أيمن الظواهري، إذ شجع على نكث البيعة وشق الصف، وأعطى لمجموعة الغادرين معه مسمى (تنظيم القاعدة في بلاد الشام).
...more

والذين كفروا بعضهم أولياء بعض لم يزل مشركو الديموقراطية في تركيا -ممن يزعمون الانتساب إلى ...

والذين كفروا بعضهم أولياء بعض


لم يزل مشركو الديموقراطية في تركيا -ممن يزعمون الانتساب إلى الإسلام- يعملون في خدمة العلمانية الأتاتوركية منذ نصف قرن من الزمن أو يزيد.

فكلما ضاقت بطواغيت الجيش التركي السبل في التصدّي لمخاطر الشيوعية أو القوميات الانفصالية، أو فشلوا في إدارة «العملية السياسية»، أو وصل اقتصادهم إلى حافة الانهيار، وعجز أولياؤهم من العلمانيين الصرحاء عن إدارة الوضع، جاؤوا بأولئك المغفلين من الإخوان المرتدين وأشباههم ليسلموهم مقاليد الحكم والاقتصاد وهم يعلمون حرصهم على النجاح في المهام الملقاة على عاتقهم لينالوا رضى العلمانيين واليهود والصليبيين، حتى إذا ما نفّذوا المهام التي كُلّفوا بها، أبعدهم طواغيت الجيش عن الحكم معلنين حرصهم على العلمانية بمفهومها الأتاتوركي.

والأمثلة على ذلك كثيرة لعل أبرزها قصة الطاغوت الهالك نجم الدين أربكان وتلامذته المرتدين رجب أردوغان وعبد الله غول ورفاقهم الذين لم يتعلموا من تجارب أستاذهم المتكرّرة مع الجيش والأحزاب العلمانية سوى أن التنازلات هي سبيلهم الوحيد لتركهم على كراسيّهم، وأن تنفيذ أوامر أمريكا وتحقيق مصالحها هما الوسيلة المثلى لإثبات ولائهم للصليبيين، وأن مداعبة أحلام السذج والبسطاء بتاريخ العثمانيين الضالين طريق مختصر لاجتذاب قلوبهم وعقولهم وأموالهم، فيوقعونهم في الردّة بإشراكهم في الانتخابات دعما لهم للوصول إلى مجلس تشريع القوانين الوضعية، ورئاسة الحكومة العلمانية الطاغوتية.

واليوم يتجاوز الطاغوت أردوغان مخاوفه القديمة بخصوص دفع قواته وراء الحدود المصطنعة لقتال الدولة الإسلامية، ويستجيب لطلب أوباما القديم له باستخدام «جيشه الضخم» لحسم المعركة في الشام، وذلك بالضغط عليه بورقة مرتدي الـ PKK، وإرهابه بقصة الانقلاب، ليزج بعدة فرق من جيشه في ساحة معركة لم يألفها من قبل، بالاستناد إلى حلفاء لا يمكن الاعتماد عليهم أو الوثوق بقدراتهم، وفي ظل حالة توازنات قد تختل في أي لحظة، ليقع الجيش التركي المرتد في مصيدة الحرب اللامنتهية التي أحجمت جيوش كبرى في العالم عن الخوض فيها مخافة الانزلاق إلى مصير القوات السوفييتية في أفغانستان والأمريكية في العراق، واكتفت عوضا عن ذلك بالقصف الجوي والدعم عن بعد للعملاء على الأرض.

إن الضجة الحاصلة اليوم بخصوص قضية دخول الجيش التركي المرتد لقتال الدولة الإسلامية في ولاية حلب، لا تعدو كونها مناكفات بين المشركين المتحالفين على قتال أهل التوحيد، ولن يلبثوا أن يجمعوا أمرهم على صيغة تفاهم جديدة، بترتيب وضع جديد للجيش التركي ضمن خطة الحرب الشاملة على الدولة الإسلامية التي وضعتها أمريكا ووظفت لها أمم الكفر كلها بطريقة تقاسم الأدوار والتكاليف، مثلما تم ترتيب وضع هذا الجيش في معارك التحالف الصليبي ضد الدولة الإسلامية في ولاية نينوى رغم اعتراضات حكومة الرافضة في بغداد، حيث دخل الجيش التركي منذ فترة طويلة وأنشأ قواعده العسكرية، ونشر قواته ومدرعاته على خطوط القتال مع جنود الخلافة، ولا يزال يساهم في الحرب عليهم من خلال تدريب مرتدي البيشمركة، وإمدادهم بالسلاح، وإسنادهم بالقصف والخبرات.

إن الطاغوت أردوغان وجيشه المرتد وحلفاءهم المفحوصين من صحوات الردة لن يتجاوزوا المهام المحدّدة لهم من قبل أمريكا الصليبية، وإن قواعد حرب الدولة الإسلامية لن تتغير بتغير ألوان رايات المشركين، وإنّ جَلْب المزيد من القوات لقتال جنود الخلافة إنما يثبت -بفضل الله- عجز القوات الموجودة في ساحة المعركة عن حسمها، ويكشف حجم استنزاف تلك القوات على يد مقاتلي الدولة الإسلامية وانغماسييها واستشهادييها، وسيصل بهم الأمر قريبا -بإذن الله- إلى العجز عن إمداد حلفهم بالمزيد من القوات، ولن يكون إلا ما وعد به الله عباده الموحدين من النصر والتأييد، {وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} [آل عمران: 120].


◾ المصدر: صحيفة النبأ - العدد 46
الثلاثاء 4 ذو الحجة 1437 ه‍ـ
...more

انتكاس الفطرة وعلم الغيب • ومن إفرازات انتكاس الفطرة أن كثيرا من الناس لمّا لم يجدوا في صدورهم ...

انتكاس الفطرة وعلم الغيب

• ومن إفرازات انتكاس الفطرة أن كثيرا من الناس لمّا لم يجدوا في صدورهم الإيمان الذي تركن إليه أنفسهم، وتشبع منه أفئدتهم، وتملأ عليهم الفراغ الرهيب الذي يعيشون أرجعوا كل شيء إلى عالم الشهادة دون علم الغيب، فآمنوا بالمادة وكفروا بالله تعالى، بل أنكر كثير منهم وجود الخالق أصلا! ومن ثَمّ أوكلوا كل شيء إلى أنفسهم القاصرة، فانكبّوا عليها يدرسونها ويتفحصون، ويحللون وينظرون، حتى ينتهي المطاف بكثير منهم إلى مصحّات "العلاج النفسي والإدمان على حبوب الطمأنينة الموهومة وعقاقير الراحة المفقودة، وهكذا ينتهي المطاف بكل من اتبعهم في هذا التيه الكبير، الذي يصادم الفـطرة البشرية التي تتشوّف للإيمان بالله خالقا ومدبّرا، وربّا عظيما مهيمنا.

افتتاحية النبأ "الحرب على الفطرة" ٤٤٥
...more

التشريعات الربانية خير للبلاد والعباد • قد يعلم المرء المصلحة أو الحكمة من بعض التشريعات ...

التشريعات الربانية خير للبلاد والعباد

• قد يعلم المرء المصلحة أو الحكمة من بعض التشريعات الربانية وقد تخفى عليه، إلا أن ما ينبغي التسليم به في كل الأحوال أن كل التشريعات فيها الخير والمصلحة للعباد، علمها من علمها وجهلها من جهلها، حتى لو كان ظاهر بعضها خلاف ذلك؛ ذلك أن مشرعها خالق البشرية، العليم بما يصلحها، الخبير بأحوالها، ولعل أكثر العبادات التي تعرضت للقيل والقال حول المصلحة المترتبة عليها هي الجهاد في سبيل الله، وذلك لما يصاحبها من مشاق وتضحيات، تجعل طلاب الدنيا يؤجلون بسببها أو يلفون العمل بهذه العبادة العظيمة وربما يحاربون ويناصبون أهلها العداء.

[ إفتتاحية النبأ - وهو خيرٌ لكم - العدد: 446 ]
...more
Loading prayer times ...
00:00:00 Time to
17 Sha'aban 1446
Fajr 00:00 Dhuhr 00:00 Asr 00:00 Maghrib 00:00 Isha 00:00