صحيفة النبأ العدد 45 قوموا فموتوا على ما مات عليه إخوانكم يحاول أهل الباطل في كل وقت أن ...

صحيفة النبأ العدد 45
قوموا فموتوا على ما مات عليه إخوانكم


يحاول أهل الباطل في كل وقت أن يجعلوا من موت الصالحين، أو مقتلهم على أيدي أعداء الإسلام من المشركين والمرتدّين بشارة لهم على انكسار الموحّدين، وما يدري أولئك السفهاء أن الله تعالى كتب لكلِّ نفس أجلها من قبل أن تُخلق السماوات والأرض، قال تعالى: {فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ} [الأعراف: 34]، ويستوي في هذا الحكم القدري كل الناس، من نبيّ ووليّ وتقيّ، ومن كافر وظالم وشقيّ.

وما يدري أولئك السفهاء أن الله تعالى يحفظ دينه بما شاء سبحانه، ولن يزال هذا الدين قائما، لا يضره موت أحد من الناس، ولو كان ضارّه شيء لضرّه موت النبي ﷺ وصحابته الكرام، إذ بقي الدين من بعدهم، وزاده الله تمكينا وانتشارا في الأرض، بحفظه سبحانه له، وبتسخيره لخدمته عبادا له صالحين {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ} [المائدة: 54].

أما الربانيون الذي يخشون الله حق خشيته، ويعبدونه حق عبادته، فلا يكون قولهم إذا ما مات صالح منهم إلا أن يذكّروا إخوانهم بما ذكّر به أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- أصحابه: «من كان يعبد محمدا فإن محمّدا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حيّ لا يموت».

وأما المجاهدون في سبيل الله، وهم خاصة الله من خلقه، الذين اصطفاهم من عباده ليتخذ منهم الشهداء، وليبلوهم منه بلاء حسنا، فإن موت قادتهم وأمرائهم الذين كانوا يقتحمون أمامهم غمار المعارك، ويتقحمون من أجل دينهم المهالك، لا يزيدهم إلا ثباتا وإقداما في قتال أعداء الله، ولا يكون قولهم إلا كقول أنس بن النضر -رضي الله عنه- لصحابة رسول الله ﷺ وقد وجدهم في يوم أحد وقد أرهقهم ما سمعوه من دعاية المشركين عن قتلهم لرسول الله ﷺ فقال: «ما يُجلِسُكم؟» قالوا: «قُتل رسول الله ﷺ!» قال: «فماذا تصنعون بالحياة بعده؟ قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله ﷺ!» ثم استقبل القوم، فقاتل حتى قُتل.

وهذه سنة الموحّدين في كل زمان ومكان، كلما قضى منهم جيل خرج الجيل الذي يليه يحمل راية التوحيد وينغمس من جديد في أتون معركة الإسلام الباقية ضد الشرك وأهله، وشعار كلٍّ منهم: قوموا فموتوا على ما مات عليه إخوانكم الذين سبقوكم بالإيمان.

إن مقتل إخواننا السابقين المصابرين كأمثال الشيخ أبي محمد العدناني -تقبله الله- لن يضرّ الإسلام شيئا، فهو محفوظ بحفظ الله -سبحانه وتعالى- له، ولن يضرّ إخواننا شيئا، فإننا نحسبهم ما خرجوا مقاتلين في سبيل الله إلا لينالوا الشهادة مقبلين غير مدبرين، وقد قال الله تعالى فيهم: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 169-171].

وإن مقتلهم لن يضرّ الدولة الإسلامية بإذن الله، ما دامت ثابتة على التوحيد والسنة، وسيسخّر لها من الرجال من يغيض الله بهم الكفار، ويشفي بهم صدور قوم مؤمنين، كما سخّر لها من يقيم أصولها، ويرفع قواعدها، ويرفع صرحها، حتى بلغت -بفضل الله- ما بلغته اليوم من عز وتمكين.

فعندما فرح المشركون والمرتدون بمقتل الشيخ أبي مصعب الزرقاوي -تقبله الله- لم يدُرْ في خلدهم أن الله سيسخّر من جنود الشيخ وإخوانه من يرغم أنوفهم، ويغيض قلوبهم، من أمثال الشيخ أبي محمد العدناني، تقبله الله.

واليوم يفرحون بمقتل الشيخ أبي محمد العدناني -تقبله الله- ثم سيبكون كثيرا عندما يسلّط الله عليهم -بإذنه- من يسومهم سوء العذاب من جنود أبي محمد وإخوانه، {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحج: 40].


* المصدر
صحيفة النبأ - العدد 45
الثلاثاء 26 ذو القعدة 1437 ه‍ـ

◾ تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...more

فتاوى ابن تيمية: مواضع المنكرات "ليس للإنسان أن يحضر الأماكن التى يشهد فيها المنكرات ولا يمكنه ...

فتاوى ابن تيمية: مواضع المنكرات

"ليس للإنسان أن يحضر الأماكن التى يشهد فيها المنكرات ولا يمكنه الإنكار إلا لموجب شرعي مثل:

أن يكون هناك أمر يحتاج إليه لمصلحة دينه أو دنياه لا بد فيه من حضوره أو مكرها، فأما حضوره لمجرد الفرجة وإحضار امرأته تشاهد ذلك، فهذا مما يقدح في عدالته ومروءته إذا أصر عليه".

ابن تيمية - مجموع الفتاوى (239/28)
...more

إخواننا المسلمين في القوقاز يا أحفاد شامل وعمروف وأبي عمر الشيشاني انضموا إلى الدولة ...

إخواننا المسلمين في القوقاز

يا أحفاد شامل وعمروف وأبي عمر الشيشاني
انضموا إلى الدولة الإسلامية
ابنوا مع إخوانكم ولاية القوقاز
لا تكونوا لعبة بيد روسيا في حروبها
لا تكونوا يدًا للمجرمين في الكرملين

إما إقامة دولة إسلامية أو حربٌ على روسيا الصليبية!
...more

• تزوير الحقائق والطعن بالمجاهدين مبالغ هائلة وتحفيزات ومعدات متطورة قدمها الصليبيون لـ «الهيئة» ...

• تزوير الحقائق والطعن بالمجاهدين

مبالغ هائلة وتحفيزات ومعدات متطورة قدمها الصليبيون لـ «الهيئة» المرتدة لتنفيذ أجنداتهم في تشويه صورة الجهاد والمجاهدين والتحريض على قتالهم، وبدورها أغدقت «الهيئة» على أعضائها الذين باعوا دينهم وزوّروا الحقائق بالأموال الطائلة، فلفقوا عشرات الفيديوهات الكاذبة عن هجمات على مواقع جنود الخلافة في القلمون الشرقي والحماد الشامي، ونشروا أخبارا كاذبة مرارا وتكرارا عن سيطرتهم على مواقع للدولة الإسلامية وطردهم منها.

وكانت «الهيئة السورية للإعلام» نعم التلميذ للمعلم الصليبي على مدى السنوات الثلاث الماضية؛ فلم تُبقِ باباً للكذب والطعن بالمجاهدين إلا وطرقته، ولم تترك تهمة إلا وألصقتها بجنود الخلافة، عمالة للصليبيين وصدا عن سبيل الله.
وعلى الرغم من أن الدول الصليبية والحكومات الطاغوتية لم تألُ جهدا في صناعة مراكز إعلامية متطورة ومزودة بأحدث التجهيزات لمنافسة المؤسسات الإعلامية في الدولة الإسلامية، إلا أنها فشلت في مساعيها كما فشلت في مشروع إحياء الصحوات وتشكيل فصائل عسكرية تقاتل الدولة الإسلامية، التي تمكنت أجهزتها الإعلامية -بفضل الله- من تحقيق نجاحات كبيرة بما تيسر من إمكانيات، شنت بواسطتها حربا إعلامية بدرجة عالية من التقنية والشمول والاحتراف توازي عملياتها العسكرية، وعرّت من خلالها فصائل صحوات الردة وكشفت حقيقة عمالتهم وتوليهم للصليبيين، وليس إصدار ولاية الفرات (فسيكفيكهم الله) عن ذلك ببعيد.

يضاف إلى نهاية مقال:
الهيئة السورية للإعلام».. إعلام مفحوص أمريكياً!

المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 43
الثلاثاء 12 ذو القعدة 1437 ه‍ـ

تيليغرام:
@wmc111at
...more

صحيفة النبأ - العدد 43 واقعدوا لهم كلّ مرصد لا تمر أيّام إلا ويسمع الناس أنباء عن عمليات ...

صحيفة النبأ - العدد 43
واقعدوا لهم كلّ مرصد


لا تمر أيّام إلا ويسمع الناس أنباء عن عمليات كبيرة ينفّذها جنود الخلافة في المناطق التي هي خارج سيطرتهم، سواء منها ما انحازوا عنه تحت ضغط القصف والتدمير، أو التي لم يتمكّنوا منها سابقاً.

فتتوالى التفجيرات والعمليات الاستشهادية والانغماسية في مناطق بغداد وديالى وصلاح الدين والبركة والقامشلي وعين الإسلام وسد الفاروق وغيرها، بالإضافة إلى العمليات المباركة لجنود الخلافة ضد الصليبيين في أنحاء العالم المختلفة، موقعة في صفوف المشركين والمرتدين المئات من القتلى والجرحى، ومسببة لهم المزيد من الرعب والخوف في المناطق التي يحسبونها آمنة من ضربات جنود الخلافة، وغير بعيد عنا الإعلان الأخير عن توجيه ضربة موجعة لمرتدي الصحوات على الحدود التركية المصطنعة أثناء انتقالهم لقتال الدولة الإسلامية في ريف حلب الشمالي.

إن المرتدين بكل أنواعهم ومِن ورائهم أسيادهم الصليبيون يخطئون كثيرا عندما يظنون أن إخراج الدولة الإسلامية من منطقة ما بقصف جوي عنيف، أو حادثة غدر وخيانة، سيجعلها تيأس من العودة إليها، أو ترضى ببقاء الكفار فيها آمنين مطمئنين، وهم بهذا الظن يفضحون جهلهم بالعقيدة التي يحملها جنود الدولة الإسلامية، والمنهج الذي يسيرون عليه في جهادهم.

فمِن أُسُس التوحيد الراسخة عند جنود الخلافة -بفضل الله- أنهم لا يكفّون عن قتال المشركين حتى يخضعوهم لدين الله وأحكامه، إسلاما منهم، أو جزية وصغارا عليهم، أو عهدا من إمام المسلمين إليهم، ولا يكفّون عن قتال المرتدين حتى يتوبوا من ردّتهم ويصلحوا ما أفسدوه من دينهم ويعودوا إلى دائرة الإسلام، وأن ذلك من أعلى صور إعلانهم الولاء للتوحيد وأهله، والبراء من الشرك وأهله.

وشواهد التاريخ تثبت أن مجاهدي الدولة الإسلامية لم يتركوا يوما المرتدين ينعمون بالأمن والأمان ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، وشعارهم قول ربهم: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ} [التوبة : 14]، ولا أدلّ على ذلك من السنوات التي تلت خروج الصحوات في العراق، حيث انحاز المجاهدون إلى الصحراء، تاركين خلفهم عشرات المجاهدين الأخفياء من جنود المفارز الأمنية الذين أمعنوا في المرتدين قتلا وتنكيلا، والذين نغصوا على المرتدين عيشهم، وأقلقوا راحتهم، وخلخلوا صفوفهم، وأنهكوا جيوشهم وشرطهم وأجهزة مخابراتهم، حتى أذن الله بعودة فرسان الصحراء لينقضّوا على المرتدين داخل حصونهم وهم مرهقون من حصائد أيدي أسود الكواتم والعبوات والعمليات الاستشهادية، وهذا ما ستستمر عليه -بإذن الله- إلى أن يفصل الله بينها وبين القوم المجرمين في كل مكان.

فما لم تطأه حوافر خيل جيش الخلافة من الأرض في واضحة النهار، تسلل إليها أحفاد محمد بن مسلمة -رضي الله عنه- في ظلام الليل ليجوسوا خلال الديار ويتبّروا ما علوا تتبيرا.

وكما فرح الروافض والصحوات في العراق من قبل بانحياز جنود الدولة الإسلامية من مناطق تمكينهم، فرح مرتدو الصحوات وملاحدة الأكراد بذلك في الشام، دون أن يعتبروا بمن سبقهم، أو يتعلموا من دروسهم، أو يستمعوا لنصح دولة الخلافة لهم بالتوبة والرجوع إلى الله، ليحقنوا بذلك دماءهم، ويأمنوا على أنفسهم وأموالهم.

إن حرب المفارز الأمنية ضد المرتدين لا زالت في بدايتها، ولا يمرّ يوم إلا ويزداد المجاهدون فيه خبرة على خبرتهم بطرق خداع أعدائهم، وإفشال خططهم الأمنية، وتجاوز الحدود والعقبات التي ينصبونها في طريق المجاهدين لتقيهم من ضرباتهم، وما ضربات باريس وبروكسل عنّا ببعيد، وما من يوم يمرّ إلا ويهدي الله به أقواما إلى التوحيد، ويحبب إلى قلوبهم الهجرة والجهاد، فمن عجز منهم عن الوصول إلى دار الإسلام، قرر جهاد المشركين والمرتدين في عقر دار الكفر.

وعلى المرتدين من جنود فصائل الصحوات في الشام أن يراجعوا أنفسهم، ويرجعوا إلى دينهم، ويتوبوا مما أوقعهم به قادتهم من الردّة بمظاهرتهم للمشركين على المسلمين من جنود الدولة الإسلامية وامتناعهم بشوكة عن التزام شرائع الدين، وأن يعلموا أن قادتهم ومَن وراءهم مِن حلفائهم طواغيت العرب والعجم غير قادرين على حماية أنفسهم من ضربات المجاهدين، فلن يستطيعوا حمايتهم من باب أولى، وعليهم أن يعلموا أنهم لن يستطيعوا حماية أنفسهم إلا بإعلان التوبة إلى الله، فيأمنوا بذلك من عذابَي الدنيا والآخرة بإذن الله، قال تعالى: {فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [التوبة


المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 43
الثلاثاء 12 ذو القعدة 1437 ه‍ـ
...more

قصة شهيد / العالم العابد والداعية المجاهد الشيخ أبو علي الأنباري (تقبّله الله) [4/4] وفي شهر ...

قصة شهيد / العالم العابد والداعية المجاهد الشيخ أبو علي الأنباري (تقبّله الله)
[4/4]

وفي شهر ربيع الأول من عام 1427 هـ، قدّر الله أن يحضر الشيخ أبو إيمان من الشمال، ليلتقي مع بعض مسؤولي التنظيم وليذهبوا جميعا للقاء الشيخ الزرقاوي في حزام بغداد الجنوبي، وفي إحدى المحطات على الطريق، حدث إنزال أمريكي على المنزل الذي استقروا فيه، وقد كانوا خرجوا من المدينة إلى ريف بغداد بغير سلاح بسبب اضطرارهم إلى سلوك طريق عليه الكثير من الحواجز، فاعتقلهم الصليبيون بقدر من الله بعد اشتباك مع مجموعة من الاستشهاديين كانوا في مضافة بجوارهم وقصْف مقرهم، وبالتالي اكتشفت الاستراحة التي كان فيها الشيخ أبو إيمان مع إخوانه، وكانت تلك من أقسى الضربات الأمنية التي تعرض لها تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين.

وفي السجن أعمى الله أبصار المحققين مجددا عن حقيقة أغلب من وقع بأيديهم من مسؤولي التنظيم، ولما رأى الصليبيون حرص الإخوة على الشيخ أبي إيمان (وكان الأمريكيون في فترة اعتقاله يسمونه الحاج إيمان)، واجتهادهم في إبعاد التهم عنه، ورغبتهم بتخليصه بأي وسيلة، ولو بأن يتحمل بعضهم كل المسؤولية، انتابتهم الشكوك حوله، وزاد من تأثير تلك الشكوك ما رأوه من وقار الشيخ وهدوئه، فزادوا من بحثهم حول شخصيته وهم على يقين بأنه شخص مهم في التنظيم، إلا أن الله خيّب مساعيهم وكان أكثر ما توصّلوا إليه أن عرفوا انتماءه إلى التنظيم فظنوا أنه أمير تلعفر، حيث كان الشيخ يعمل في مدينته بطريقة شبه علنية، لكونه معروفا في تلك المنطقة.

فمكث في السجن بضع سنين، قضاها متنقلا بين سجون ومعتقلات الأمريكيين من جنوب العراق إلى شمالها، فلا يمكث في عنبر من سجن فترة، حتى ينقلوه إلى عنبر آخر، ثم لا يلبثون أن يسفّروه من هذا السجن إلى سجن آخر بعيد، لعلمهم بتأثيره على المعتقلين، ولما كانوا يشاهدونه من تحلقهم حوله في كل مكان يدخل إليه، وكاد الصليبيون أن يقتلوا الشيخ في سجنه، حين قُتل أحد المرتدين في عنابر السجن ولم يعرفوا المحرّض على ذلك، ولكن نجاه الله بفضله من كيدهم، واستمروا في محاولة إنهاكه بالتنقّلات، وهم لا يعلمون أنهم يخدمونه بذلك أعظم خدمة، فكلما انتقل إلى مكان جديد فُتحت له ساحة جديدة للدعوة والتعليم، وكان يركز جلّ دعوته على توحيد الله في حكمه وما ينقضه من شرك الطاعة وشرك القصور والدستور، فلا يحلّ في مكان إلا ويحدِّث أصحابه حديث يوسف عليه السلام، {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ}، فيجتمع عليه الإخوة لينهلوا من علمه، وليكون لهم أميرا ومرجعا في الأمور كلها، إذ درس عليه في تلك الفترة كثير من جنود الدولة الإسلامية، منهم الواليان البطلان اللذان جعلهما الله عذابا على الرافضة في بغداد، مناف الراوي وحذيفة البطاوي تقبلّهما الله.

وفي فترة سجنه تلك جرت أحداث هامة في تاريخ الجهاد في العراق، إذ انتقل الشيخ أبو مصعب الزرقاوي -تقبّله الله- إلى ديالى لتهيئة الأوضاع لإقامة الدولة الإسلامية، لكنه قُتل على يد الصليبيين قبل أن يعلن عن قيامها بنفسه، ليستلم الراية من بعده الشيخ أبو حمزة المهاجر، تقبله الله، والذي أعلن حلّ تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، وأعلن البيعة للشيخ أبي عمر البغدادي -تقبله الله- أوّل أمير لدولة العراق الإسلامية، ومن تلك الأحداث الجسام الردة الجماعية للفصائل والتنظيمات التي دخلت في مشروع الصحوات الأمريكي، وضاقت الأرض على الموحدين، واستحرّ القتل في المجاهدين، حتى قُتل الشيخان أبو عمر البغدادي وأبو حمزة المهاجر، تقبّلهما الله، ليأخذ الراية الشيخ أبو بكر البغدادي حفظه الله، وتبدأ مرحلة جديدة من تاريخ دولة العراق الإسلامية.

خرج الشيخ أبو علي الأنباري في بدايات تلك المرحلة الهامّة التي كانت أبرز معالمها دخول مجاهدي دولة العراق الإسلامية إلى الشام بعد الموجة التي عمّت الكثير من بلدان المسلمين وأطلق عليها (ثورات الربيع العربي)، وتمدد الدولة الإسلامية إلى الشام، لتقوم بذلك الدولة الإسلامية في العراق والشام، ليشارك -رحمه الله- في صناعة الكثير من الأحداث الهامة حتى مقتله، بعد أن قرت عينه بإقامة الدين، وعودة الخلافة، وهذا ما سنتناوله -بإذن الله- في حلقة أخرى من سيرته العطرة، تقبله الله.


المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 41
الثلاثاء 28 شوال 1437 ه‍ـ

لقراءة القصة كاملة، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...more

قصة شهيد / العالم العابد والداعية المجاهد الشيخ أبو علي الأنباري (تقبّله الله) [3/4] وقدّر الله ...

قصة شهيد / العالم العابد والداعية المجاهد الشيخ أبو علي الأنباري (تقبّله الله)
[3/4]

وقدّر الله أن يتم اللقاء بين الشيخين أبي مصعب الزرقاوي وأبي إيمان تقبلهما الله، فأحبّ كلٌّ منهما الآخر، وفرح كل منهما بأن الآخر على عقيدته ومنهجه السليم، وكان الاتجاه العام للمجاهدين في (أنصار السنة) آنذاك السعي لتوحيد الصف والاجتماع تحت إمرة الشيخ الزرقاوي والانضمام إلى صفوف (تنظيم القاعدة)، فضغطوا على قيادتهم لتحقيق ذلك، وجهد الشيخ أبو إيمان بنفسه لتنسيق اجتماع مباشر يضم أميري الجماعتين، وهذا ما تم له، حيث اجتمع الشيخ الزرقاوي بأمير (أنصار السنة) أبي عبد الله الشافعي، والذي امتنع عن توحيد الجماعتين متعلّلا بالرغبة في استشارة جنوده، رغم علمه المسبق برأيهم وأنهم هم من كان يدفع لجمع الكلمة وتوحيد الجماعتين ببيعة (أنصار السنة) لـ (تنظيم القاعدة) آنذاك، وهنا أعلن الشيخ أبو إيمان بيعته للشيخ الزرقاوي وانضمامه إلى صفوف (تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين)، ومن ورائه بايع القسم الأعظم من مجاهدي (أنصار السنة)، في واحدة من أكبر البيعات في تاريخ الجهاد في العراق والتي عرفت حينها ببيعة «الفاتحين»، حيث اختار الشيخ أبو مصعب الشيخ أبا إيمان نائبا له في إمارة التنظيم، ولكنه ما لبث أن اعتقله الصليبيون، وأودعوه زنازين سجن أبي غريب، ليأذن الله له بالخروج بعد شهور وقد أعمى أبصارهم عنه، فلم يعرفوا شخصيته الحقيقية، ولم يعرفوا الدور الذي كان يلعبه في ساحة القتال المشتعلة عليهم.

كانت وسائل الإعلام الصليبية تشنّ حملة شرسة لتشويه سمعة المجاهدين في العراق وعلى رأسهم الشيخ أبو مصعب الزرقاوي -تقبّله الله- وإخوانه، وشارك في تلك الحملة أمراء الفصائل الضالّة وقادة حزب الإخوان المرتدين «الحزب الإسلامي»، وخاصة بعد أن أصبح اسم الشيخ الزرقاوي ملء السمع والبصر، وصار وجود مجاهدي (تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين) سداً منيعا في وجه كل مشاريع الخيانة من أولئك الضالّين الذين أعلنوا ردّتهم، ومما زاد من هموم الشيخ الزرقاوي ما كان يبلغه من انتقادات مصدرها القائمون على تنظيم القاعدة في خراسان، لا تدع مجالا للشك في أنّهم كانوا يصدّقون ما يثار في الإعلام الصليبي من شائعات ضد مجاهدي العراق، ولكن لانكشاف أمر معظم الفصائل ووضوح انحرافاتها مبكّرا، لم يكن أمام هؤلاء إلا الشكوى من سوء العلاقة بين الشيخ الزرقاوي وإخوانه و(أنصار السنّة)، فقد كان قادة (أنصار السنة) على اتصال دائم مع عطية الله الليبي عن طريق إيران، حيث كان للطرفين فيها موطئ قدم ونقاط تواصل، وأمام حالة الحزن التي انتابت الشيخ الزرقاوي -تقبله الله- من معاملة بعض القائمين على قاعدة خراسان له، وسوء ظنهم به، وبسبب صعوبة التواصل معهم، كان الخيار الأفضل لديه أن يرسل مبعوثا من قبله إليهم، ليبيّن لهم حقيقة ما يجري في العراق ويكشف لهم حقيقة افتراءات أمراء (أنصار السنة) على المجاهدين، ولم يكن في نظر الشيخ الزرقاوي -رحمه الله- من هو أفضل من الشيخ أبي إيمان لإنجاز هذه المهمّة، لكونه نائبا له، ولعلمه، وقدره، ولكونه كان المسؤول الشرعي السابق لتلك الجماعة المفترية (أنصار السنة)، فهو الأعرف بحالهم وخفايا أمرهم، فاستجاب الشيخ لطلب أميره، ومضى إلى خراسان، حيث التقى بالقائمين على قاعدة خراسان وشرح لهم حقيقة ما يجري في أرض العراق، وعاد بعد ذلك ليطلع الشيخ الزرقاوي على أحداث تلك الرحلة، والنتائج التي تحققت من خلالها.

وفي الوقت الذي كان الجيش الصليبي الأمريكي يترنح في العراق، كانت مشاريع أهل الضلال أيضاً تتشكل على الأرض، وكل منهم يحاول أن يسرق ثمرة الجهاد في العراق بتلاعب شياطين «السرورية» ومخابرات الحكومات العربية المرتدة وخاصة في الخليج، فكان ردّ الشيخ الزرقاوي وإخوانه الإسراع في تطوير مشروعهم ليصلوا به إلى جمع خيرة الفصائل عقيدة ومنهجا في إطار واحد بما فيها (تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين)، وأُطلق على هذا الإطار الجامع مسمى (مجلس شورى المجاهدين في العراق)، وحصل الاتفاق على أن تكون إمارة هذا المجلس دورية بين الفصائل المشكّلة له، ووقع الاختيار هنا على الشيخ أبي إيمان ليكون أول أمير لمجلس شورى المجاهدين، حيث ألقى بنفسه البيان الأول لهذا المجلس واتخذ لنفسه اسما حركيا هو (عبد الله بن رشيد البغدادي) الذي اشتهر حينها على وسائل الإعلام.


* المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 41
الثلاثاء 28 شوال 1437 ه‍ـ

لقراءة القصة كاملة، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...more

قصة شهيد / العالم العابد والداعية المجاهد الشيخ أبو علي الأنباري (تقبّله الله) [2/4] كان للغزو ...

قصة شهيد / العالم العابد والداعية المجاهد الشيخ أبو علي الأنباري (تقبّله الله)
[2/4]
كان للغزو الصليبي للعراق نتائج عديدة، منها انهيار النظام البعثي، وجيشه، وجميع أجهزة الدولة الأمنية، وانتشار الفوضى في البلاد، وكثرة السلاح في أيدي الناس، والضربة القاصمة التي أصابت جماعة أنصار الإسلام في كردستان فقُتل الكثير من مجاهديها بصواريخ الكروز الأمريكية، ودخول عدد من المجاهدين المهاجرين إلى العراق مستغلين حالة الفوضى، ومن بينهم الشيخ أبو مصعب الزرقاوي، تقبله الله، وكذلك إظهار الإخوان المرتدين في العراق لعقيدتهم الشركية ومنهجهم الكفري، ودخولهم في صف الصليبيين والروافض.

وبعد فترة قصيرة من سقوط بغداد بأيدي الصليبيين، تشكل في العراق عدد كبير من الفصائل المقاتلة، ذات غايات ومذاهب شتى، ومن بين تلك الجماعات (جماعة التوحيد والجهاد) التي تشكلت من مجموعات المهاجرين والأنصار وقادها الشيخ أبو مصعب الزرقاوي، و(أنصار السنة) الذي كان تشكل من بقايا (أنصار الإسلام) بعد انحيازهم إلى مدن العراق ومن مجموعات الموحّدين المنتشرة في مناطق العراق المختلفة، وأسندت قيادته لقادة (أنصار الإسلام) الذين نزلوا إلى مدن العراق بعد أن فقدوا ملاذاتهم القديمة في جبال كردستان، وكانت مجموعة تلعفر السلفية من المجموعات التي انضمت إلى (أنصار السنة)، وذلك بعد فترة قصيرة من انطلاق عملها العسكري باسم (كتائب محمد رسول الله)، عليه الصلاة والسلام، ولم تمض فترة طويلة حتى اختير الشيخ أبو إيمان (وهي كنية الشيخ الأنباري التي اختارها لنفسه بعد الاحتلال الصليبي) مسؤولا شرعيا عاما لجيش أنصار السنّة.

وقدّر الله أن يتم اللقاء بين الشيخين أبي مصعب الزرقاوي وأبي إيمان تقبلهما الله، فأحبّ كلٌّ منهما الآخر، وفرح كل منهما بأن الآخر على عقيدته ومنهجه السليم، وكان الاتجاه العام للمجاهدين في (أنصار السنة) آنذاك السعي لتوحيد الصف والاجتماع تحت إمرة الشيخ الزرقاوي والانضمام إلى صفوف (تنظيم القاعدة)، فضغطوا على قيادتهم لتحقيق ذلك، وجهد الشيخ أبو إيمان بنفسه لتنسيق اجتماع مباشر يضم أميري الجماعتين، وهذا ما تم له، حيث اجتمع الشيخ الزرقاوي بأمير (أنصار السنة) أبي عبد الله الشافعي، والذي امتنع عن توحيد الجماعتين متعلّلا بالرغبة في استشارة جنوده، رغم علمه المسبق برأيهم وأنهم هم من كان يدفع لجمع الكلمة وتوحيد الجماعتين ببيعة (أنصار السنة) لـ (تنظيم القاعدة) آنذاك، وهنا أعلن الشيخ أبو إيمان بيعته للشيخ الزرقاوي وانضمامه إلى صفوف (تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين)، ومن ورائه بايع القسم الأعظم من مجاهدي (أنصار السنة)، في واحدة من أكبر البيعات في تاريخ الجهاد في العراق والتي عرفت حينها ببيعة «الفاتحين»، حيث اختار الشيخ أبو مصعب الشيخ أبا إيمان نائبا له في إمارة التنظيم، ولكنه ما لبث أن اعتقله الصليبيون، وأودعوه زنازين سجن أبي غريب، ليأذن الله له بالخروج بعد شهور وقد أعمى أبصارهم عنه، فلم يعرفوا شخصيته الحقيقية، ولم يعرفوا الدور الذي كان يلعبه في ساحة القتال المشتعلة عليهم.


* المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 41
الثلاثاء 28 شوال 1437 ه‍ـ

لقراءة القصة كاملة، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...more

قصة شهيد / العالم العابد والداعية المجاهد الشيخ أبو علي الأنباري (تقبّله الله) [1/4] أنعم الله ...

قصة شهيد / العالم العابد والداعية المجاهد الشيخ أبو علي الأنباري (تقبّله الله)
[1/4]

أنعم الله على العراق قبل الغزو الأمريكي بأشتات من الموحّدين حملوا على عاتقهم همّ نشر التوحيد ومحاربة الشرك والبدعة رغم طغيان البعث العلماني الكافر وحربه على الإسلام والمسلمين، فلما نزل الصليبيون على أرض العراق كانوا السدّ المنيع في وجههم، فأفشلوا بفضل الله مخططاتهم، وأخرجوهم منه أذلاء مدحورين، وأقاموا دولة الإسلام على أرض الرافدين، وثبتوا على ذلك، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من أبقاه الله حتى أنعم عليه برؤية اليوم الذي يكون فيه الدين كله لله، في دولة إسلامية تولّى أمرها خليفةٌ قرشيٌّ يسوس الناس على منهاج النبوة.

وكان من أولئك الدعاة الذين ساروا على منهج الأنبياء في تعلم التوحيد، وتعليمه للناس، وجهاد أعداء الله بالسيف والسنان والحجة والبرهان، والصبر على ما أصابهم في هذه الطريق من ابتلاءات، حتى قُتلوا شهداء في سبيل الله، الشيخ المجاهد أبو علي الأنباري تقبله الله، نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا.

ففي الوقت الذي كان طاغوت البعث الهالك صدام حسين وحزبه المرتد يهيمنون على العراق بحكمهم الفرعوني الغاشم، الذي لم يتوقف عند حد استبدال القوانين الوضعية بحكم الله، بل سعى إلى تغيير عقائد المسلمين بإفساح المجال لمشركي الصوفية والرافضة، ونشر المذاهب العلمانية الماديّة، وفتح الباب مشرعا أمام الرافضة والصوفية لنشر أديانهم الباطلة، وفي الوقت الذي كان فيه الناس تحت سطوة هذا الطاغوت المجرم، كان الشيخ عبد الرحمن القادولي (وهو اسمه الحقيقي) يصدع بالتوحيد في أحد مساجد مدينة تلعفر الواقعة غرب مدينة الموصل، وكان الناس يحتشدون في مسجده يوم الجمعة حتى تمتلئ الشوارع المحيطة به، فناله من أذى الطاغوت وأجهزة مخابراته ما ناله.

لم ترهبه تهديدات البعثيين، ولم يصدّه عن جهادهم أن كان وحيد أبويه، ولا كونه معيلا لأسرة كبيرة ليس لها من معيل سواه، ولا خوف على مسجد يدعو إلى الله بين جنباته، فكفر بالبعث وكفّر المنتسبين إليه، وحرض خاصته وإخوانه على تكفيرهم وقتالهم.

لم يدم صبر مرتدي البعث طويلا عليه، فلم يلبثوا أن منعوه من الخطابة، بل وحتى من الأذان في المساجد، وصاروا يضيقون عليه، إلى درجة أنه لا يمر عليه شهر إلا ويُستدعى من قبل مخابرات الطاغوت.

في ذلك الوقت كان نظام البعث في العراق يزداد ضعفا، بعد سلسلة الحروب الفاشلة التي خاضها مع أعدائه، وكان الموحّدون يترقبون انهياره، ويتوقعون في الوقت نفسه أن تقدم أمريكا الصليبية على غزو العراق لاحتلاله بحجة إسقاط نظام الطاغوت، ولكن لم يكن لديهم القدرة على تشكيل جسم قوي ينازل الطاغوت في معارك فاصلة، فكان الحال أن تجتمع كل مجموعة بعناصرها في منطقة من المناطق ليتعارف أفرادها، ويتآلفوا، ويتدارسوا الدين بعيدا عن أعين البعثيين، فتشكلت بذلك عدة مجموعات غير مترابطة ببعضها في كلٍّ من بغداد وحزامها، والأنبار وباديتها، وديالى وكركوك، والموصل، وتلعفر التي كان الشيخ أبو علاء (وهي كنيته الحقيقية) كبير إخوانه فيها، وشيخهم، ومرجعهم في الفتوى والقرارات.

لم يقتصر نشاط الشيخ أبي علاء على مدينة تلعفر التي أقام فيها ودرس سابقا في معهدها الشرعي، بل امتد إلى مناطق أخرى من العراق، وخاصة بغداد التي درس في جامعتها من قبل، حيث نسج علاقة مع جماعة الشيخ فايز -تقبله الله- السلفية، وموحدي مدينة الموصل التي كانت حاضرةَ شمال العراق، ومجاهدي كردستان، حيث جماعة أنصار الإسلام الذين كانوا يديرون ساحة الجهاد الوحيدة في المنطقة آنذاك وإليهم نفر كثير من شباب العراق وغيرها من البلاد.

أثمرت دعوة الشيخ أبي علاء وإخوانه في تلعفر خيرا، فتاب على يديه -بفضل الله- كثير من الروافض من سكان المدينة، وكفر كثير من الناس بعقيدة البعث، وتبرأ غيرهم من العمل في خدمة الطاغوت صدام في جيشه وأجهزة أمنه، وكان من هؤلاء جميعا من ثبّته الله وصار من خيار المجاهدين فيما بعد حتى توفاهم الله شهداء في سبيله، نحسبهم كذلك ولا نزكي على الله أحدا.

وبموازاة نشاطه الدعوي لم يهمل الشيخ الجهاد في سبيل الله، فكان ينسق مع المجاهدين في جبال كردستان، كما عمل مع من يثق بهم من الموحدين في تلعفر على تشكيل جماعة مجاهدة للقيام بعمليات عسكرية ضد نظام الطاغوت صدام حسين، وحزبه الجاهلي، وجنوده وأنصاره المرتدين، وأشرف على التدريب العسكري لتلك المجموعة الشيخ أبو المعتز القرشي -تقبله الله- الذي كان حينها من الضباط التائبين الذين كفروا بالبعث وتبرؤوا من موالاة الطاغوت وجيشه المرتد، ولكن قدّر الله أن يوجَّه نشاط هذه الجماعة المجاهدة إلى عدو أكبر، وهم الصليبيون الذين غزوا أرض العراق بقيادة أمريكا.


* المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 41
الثلاثاء 28 شوال 1437 ه‍ـ

لقراءة القصة كاملة، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...more

صحيفة النبأ - العدد 41 حوار مع والي غرب إفريقية الشيخ أبو مصعب البرناوي سنخرج من محنتنا أصلب ...

صحيفة النبأ - العدد 41

حوار مع والي غرب إفريقية الشيخ أبو مصعب البرناوي
سنخرج من محنتنا أصلب عوداً وأقوى ساعداً بإذن الله
[4/4]

• يثير الإعلام كثيرا من الأخبار عن قيام جنود الولاية بتنفيذ عمليات تفجير في المساجد والأسواق وما شابه ذلك، فهل من منهجكم التفجير في عوام الناس المنتسبين إلى الإسلام؟ وهل تقولون أن الأصل في الناس في دار الكفر الطارئ هو الكفر؟

الحمد لله على توجيهك لي هذا السؤال، فكم كنت مشتاقا أن أبيّن ويعلم الناس حقيقتنا وحقيقة تلك الأفعال، فقد نهت الدولة عن استهداف عوام الناس المنتسبين إلى الإسلام وتبرأت من هذا الفعل؛ فكل من يفعل هذا إنما يفعله لنفسه لا باسم الخلافة -أعزها الله- ولا تتبنى مثل هذا، وأما نحن فالله يعلم ثم جنودنا يعلمون أننا لا نقول بأن الأصل في الناس في دار الكفر الطارئ هو الكفر، وكذلك لا نقول بأن الأصل فيهم هو الإسلام، لكن من أظهر الإسلام ولم يظهر ناقضا من نواقضه، لم نكفّره فضلا عن أن نستبيح دمه، وكم حاربنا هذا الغلو ولا زلنا نحاربه، وبناء على ذلك فإننا لا نستهدف مساجد عوام الناس المنتسبين إلى الإسلام ولا أسواقهم.

• يتحدث الإعلام الغربي عن ازدياد في عدد جنود الدولة الإسلامية في غرب إفريقية، فهل تحدثوننا عن أهم الأسباب التي تدفع بالشباب إلى النفير والالتحاق بصفوفكم؟

الحمد لله، الأمر كما ذكرت لكم، وأهم الأسباب التي تدفع الشباب إلى النفير هي أولا: مشاهدتهم جنود الخلافة وهم يسطرون أروع الصفحات للأمة، ووقوفها في وجه أعتى حملة صليبية أعاد لكل الأمة الثقة بنفسها، وجعل شبابها ينفرون إلى سوح الجهاد، ثانيا: من أهم الأسباب التي تدفع الشباب للنفير إلينا، هي تسلط الحكام الطواغيت على بلدان المسلمين ومحاربة كل مظاهر الإسلام، فضلا عن ظلمهم وخيانتهم، وطغيانهم عليهم.

• كيف تقيّمون وضع ولاية غرب إفريقية في ظل الحرب الصليبية عليها؟

هي بخير والحمد لله، ولا زالت قوية وصامدة بفضل الله، وهي باقية -بإذن الله- شوكة في حلوق الصليبيين والمرتدين.


• هل من رسائل توجهونها للمسلمين عموما وللمجاهدين خصوصا؟

نعم، نقول للمسلمين عموما: انفروا في سبيل الله، واللهَ اللهَ في دولتكم فقد اجتمع الكفار عليها، فقفوا موقفا يرضى به الله عنكم، ومن لم يستطع النفير منكم فدونه المرتدون والصليبيون، فليُسعر الحرب في عقر دارهم فذلك أنكى فيهم وأوجع لهم، وإياكم أن تنجرّوا لمعاونة الصليبيين على خلافتكم ولو بكلمة واحدة أو بشطر كلمة، فإن ذلك ردة جامحة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

أما رسالتي للمجاهدين -في الولاية وبقية ولايات الدولة الإسلامية- فأقول لهم: اثبتوا إنكم على الحق، اثبتوا إنكم على الحق، وظنوا بربكم خيرا، حاشاه أن يخذلكم وأنتم تقاتلون أعداءه وتسعون في نصرة دينه، {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}، فإياكم أن تهنوا أو تلينوا، واصدقوا مع الله يصدقكم، فتمسكوا بدينكم وتعاونوا على البر والتقوى، ولا يستخفّنكم الذين لا يوقنون، وأستودعكم الله.


* المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 41
الثلاثاء 28 شوال 1437 ه‍ـ

لقراءة الحوار كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...more

صحيفة النبأ - العدد 41 حوار مع والي غرب إفريقية الشيخ أبو مصعب البرناوي سنخرج من محنتنا أصلب ...

صحيفة النبأ - العدد 41

حوار مع والي غرب إفريقية الشيخ أبو مصعب البرناوي
سنخرج من محنتنا أصلب عوداً وأقوى ساعداً بإذن الله
[3/4]

• يستخدم الصليبيون وأذنابهم الطواغيت سلاح الصحوات بشكل دائم ضد المجاهدين، فهل حدث هذا في غرب إفريقية؟ وكيف تعاملتم معه؟ أو كيف ستعاملونها لو ظهرت؟

بالتأكيد هذا حدث، وفي بلادنا هم المتمثلون في حملة العصي، وتم ردعهم بفضل الله، وليس لهم الآن تجمع يذكر، والله أعلم.

• من هم حملة العصي وما هي قوات JTF، وما هو حكمهم لديكم وكيف تتعاملون معهم؟

قوات JTF اسمها الكامل (Joint Task Force) وتعني بالعربية: (قوات المهام المشتركة)، وهي قوة مرتدة من الجيش النيجيري أوكل لها في عام 1433هـ مهمة قتال الموحدين وإبادتهم، وقد تلقت -بفضل الله- ضربات قوية من المجاهدين، مما أنهى فائدتها عند أسيادها، وجعلهم يوقفونها ويشكلون غيرها.

وأما حملة العصي فهم أناس «مدنيون» حملوا العصا والسكاكين لقتال المجاهدين، وقد جُنّدوا من قبل قوات الجيش النيجيري، وحمّلوهم مهمة طردنا من المدن، وأسموهم (Civilian JTF)، وقد ترك جلهم (أي حملة العصي) هذا العمل بعد أن رأوا صلابة المجاهدين وعدم استسلامهم، ولم يبق منهم إلا القليل، ونشاطاتهم أيضا محدودة، ولا يستطيعون شيئا سوى إرشاد الطواغيت إلى مواقع المجاهدين، لأنهم من أبناء المنطقة، وندعو البقية الباقية منهم إلى التوبة والإنابة إلى الله من الردة التي وقعوا فيها قبل أن نقدر عليهم، فيندمون ولات حين مندم.

• من المعروف سعي النصارى إلى الهيمنة على أغلب إفريقية، فهل تحدثونا عن هذا الموضوع وعن وضع الدول التي تحاربكم اليوم بشكل خاص؟

الحديث عن هذا الموضوع ذو شجون، فقد تغلب النصارى على أجزاء واسعة من إفريقية، مثال ذلك: كانت نسبة النصارى في «نيجيريا» في أواخر القرن الماضي قريبة من 20% ويعيشون في الغالب في جنوبي البلاد، واليوم ازدادوا عددا ولازالوا -وللأسف الشديد- في ازدياد، وقاربت نسبتهم المئوية إلى 35%، فقد انتشروا اليوم في الشمال أيضا حتى أن لهم فيها مناطق لا يقترب منها أحد ممن ينتسب إلى الإسلام ولو كان لا يحمل من الإسلام إلا اسمه، إلا أننا نعدها إن شاء الله بالفشل والانحسار، قال تعالى: {كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ}.

• النشاط التنصيري الصليبي في غرب إفريقية، ما واقعه وكيف تعاملونه؟

النشاط التنصيري كبير جدا في هذه البلاد، إذ يسهل على النصارى إغراء كثير من أبناء المسلمين بالأموال تارة وبالعيش الرغيد في الغرب تارة أخرى، مستغلين بذلك وضعهم المعيشي، ولا يجدون غالبا من يقف في وجوههم إلا القلة من المجاهدين والعلماء العاملين، وواقعهم اليوم أنهم يسعون وبقوة لتنصير المجتمع، وتساعدهم الحكومة المرتدة على ذلك، ويستغلون وضع النازحين في ظل الحرب المستعرة، فيوفرون لهم الغذاء والملجأ ثم يُنصّرون أطفالهم من حيث لا يشعرون، وأما معاملتنا له فبالقيام بتفخيخ وتفجير كل كنيسة نقدر عليها، وقتل كل من نجده من رعايا الصليب، هذا من جهة، ومن جهة أخرى نقوم بتوعية الناس وتحذيرهم من خطر المنظّمات الصليبية، وأنها ما أتت إلا لتنصير أبنائهم باسم الإغاثة، وأن لا ينخدعوا بها، وكانت استجابتهم كبيرة ولله الحمد.

• في كل مكان من العالم يقوم علماء الطواغيت بإثارة الشبهات لتنفير الناس عن المجاهدين، فما هي أبرز الشبه التي يثيرها علماء الطواغيت في دول غرب إفريقية؟

طبعا هي شبهة الخوارج وأننا نقتل المسلمين ونشرب دماءهم وأننا وأننا... ويعلم الله أننا لسنا خوارج، وإني لأعجب والله من أمّة لا يحمل همّها إلا «الخوارج»! ولا يكفر بالطاغوت منها إلا «الخوارج»! ولا يدفع عنها العدو الصائل إلا «الخوارج»! عجبا لتلك الأمّة كيف رضيت لنفسها التبعية والخنوع، ولا يرفع أحد منها رأسه إلا رمي بالخارجية؟! عش رجبا ترى عجبا. وإننا سنظل نقاتل الكفر بكل ملله ونحله حتى قيام الساعة، وتسير قافلتنا ولن يضرها نباح الكلاب، ونقول لعلماء البلاط، وكهنة السلطان الذين لا نسمع نشازهم إلا في مناوأة المجاهدين، وأما عند جرائم الصليبيين في كل بلاد المسلمين فهم عنها صم بكم لا نسمع لهم ركزا، فنقول لهم: موتوا بغيظكم، وعضوا أصابعكم من الغيظ وقطّعوها وكلوها، فلن توقفنا فتاويكم الضالة التي تخرج من قصور الطواغيت.


* المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 41
الثلاثاء 28 شوال 1437 ه‍ـ

لقراءة الحوار كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...more

صحيفة النبأ - العدد 41 حوار مع والي غرب إفريقية الشيخ أبو مصعب البرناوي سنخرج من محنتنا أصلب ...

صحيفة النبأ - العدد 41

حوار مع والي غرب إفريقية الشيخ أبو مصعب البرناوي
سنخرج من محنتنا أصلب عوداً وأقوى ساعداً بإذن الله
[2/4]

• الإعلام الصليبي الكافر ألصق بمجاهدي ولاية غرب إفريقية ومن قبلها (جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد) تسمية (بوكو حرام)، فما هو مصدر هذه التسمية، ولماذا يصر الإعلام الصليبي على إلصاقها بكم؟

إن هذا الاسم مما يشوّه به الإعلام الكافر سمعة المجاهدين، وهي كلمة بلغة الهوسا (اللغة السائدة هنا)، فلم يكن يعرفه سوى أهل الهوسا، ويعنون بها ‏»اتباع النظام التربوي الغربي حرام»، فيصر الإعلام على تسميتنا بها قبل وبعد البيعة، ليُنفر ضعاف القلوب المعجبين بالغرب وأفكاره عنا.
وهذه التسمية ظهرت بدايةً بين أوساط الناس، وذلك نتيجة صعوبة الاسم الحقيقي على ألسنتهم من جهة، ومن جهة أخرى فهي تسمية مشتقة مما أكثر علماؤنا ذكره مرارا لنصيحة الناس خاصة الآباء وطلبة المعاهد والجامعات وسائر المعتنين بالتربية، فلُقّبنا بها من باب التلقيب بما أكثر المرء من ذكره، وعلى كل فإننا لم نرض بهذه التسمية ولم ندعُ بها أنفسنا، فتسميتنا بها من التنابز بالألقاب، وقد نهي العليم الخبير عنه، والله المستعان على ما يصفون.

• نلاحظ أن عملياتكم عابرة للحدود المصطنعة، فهل تحدثونا عن الطوائف والدول التي تقاتلونها اليوم؟

نعم إن عملياتنا عابرة لها لأننا نعتقد أن هذه الحدود المصطنعة لا تستطيع أن تُقوقعنا أو تُحجّم حركتنا؛ قال تعالى: {إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُون}، وحينما بدأتنا الدويلات المجاورة بالحرب، وسعنا دائرة الحرب ووجهنا سهامنا نحوهم كما وجهوها نحونا، والدويلات التي تقاتلنا اليوم هي النيجر ونيجيريا والكاميرون وتشاد وبنين، ويمولها ويساعدها الغرب الصليبي.

• غالب الأخبار التي نسمعها هي عن عمليات مشتركة للتحالف الإفريقي (تشاد، والكاميرون، ونيجيريا، والنيجر)، فهل هناك مشاركة للدول الغربية الصليبية في هذه المعارك؟

نعم، هناك مشاركة لتلك الدول، فنحن نرى طائرات تلك الدول، الحربية والاستطلاعية تحوم فوقنا بكثافة، لا سيما في حملتهم الأخيرة لإخراجنا من محيط بحيرة تشاد وما جاورها، فمشاركتها مقتصرة على الجو، وليس لهم مشاركة فعلية على الأرض، وإننا إن شاء الله نعدها بالخيبة، فالله الكبير الجبار وعدنا بالنصر، وسوف ينصرنا سبحانه لا يخلف الميعاد، قال المولى عز وجل: {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ}.

• كيف تدير القوات الإفريقية حربها ضد جنود الخلافة في ولاية غرب إفريقية؟

تدير حربها الشعواء عبر غرفة عمليات مشتركة في النيجر، وإذا أرادوا شن هجوم علينا ترسل القوات الأمريكية والفرنسية المتواجدة في النيجر طائرات بدون طيار لتقوم برصد الأماكن، ومن ثَم تقوم القوات المشتركة بالهجوم وبغطاء قصف جوي كثيف، ومما يجدر بالذكر أنهم لا يجتمعون على شيء إلا اختلفوا فيه، فهم كما قال ربنا جل جلاله: {بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ}، ولله الحمد أولا وآخرا.

• يتحدث المرتدون عن تحقيق انتصارات كبيرة على جنود الخلافة في غرب إفريقية، فما ردكم على هذا الكلام؟

لقد اغتصبوا منا بعض المناطق ونحن عاملون على استعادتها، ونقول لهم إن هذا لا يعد نصرا، وإن الهزيمة هي الاستسلام وفقد الإرادة، وإننا -والحمد لله- نعتقد أنها بلاء لتنقية الصف، وإن شاء الله سنخرج بعدها أصلب عودا وأقوى ساعدا، وإن الخبر ما ترونه لا ما تسمعونه.


* المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 41
الثلاثاء 28 شوال 1437 ه‍ـ

لقراءة الحوار كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...more