الغِلظة والشِدَّة على الكفار في سيرة النبي المختار ﷺ [2/2] قال ابن كثير: «قال الواقدي: في شوال ...

الغِلظة والشِدَّة على الكفار في سيرة النبي المختار ﷺ
[2/2]

قال ابن كثير: «قال الواقدي: في شوال سنة ست كانت سرية كرز بن جابر الفهري إلى العرنيين الذين قتلوا راعي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- واستاقوا النعم».

عن أنس –رضي الله عنه- أن ناسا من عكل وعرينة قدموا على النبي -صلى الله عليه وسلم- وتكلموا بالإسلام فقالوا: «يا نبي الله، إنا كنا أهل ضرع ولم نكن أهل ريف»، واستوخموا المدينة، فأمر لهم النبي -صلى الله عليه وسلم- بذود وراعٍ، وأمرهم أن يخرجوا فيه فيشربوا من ألبانها وأبوالها، فانطلقوا حتى إذا كانوا ناحية الحرة كفروا بعد إسلامهم، وقتلوا راعي النبي -صلى الله عليه وسلم- واستاقوا الذود، فبلغ ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- فبعث الطلب في آثارهم فأمر بهم فسمَّروا أعينهم [والتسمير هو أن يَحمي مسمارا فيدنيه من العين دون أن تمسّ العينَ حرارتُه، فتصل حرارته إلى العين فتذيبها]، وقطعوا أيديهم، وتُركوا في ناحية الحرة حتى ماتوا على حالهم [رواه البخاري ومسلم].

فهذا عقاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وإن نهى عن المثلة لكن القصاص ثابت بحقهم وأمثالهم ولم يدع قتلة راعيه طلقاء، بل أرسل سرية تحضرهم وتنفذ فيهم حكم القصاص.

وفي فتح مكة (أعادها الله) أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقتل أناس وإن تعلقوا بأستار الكعبة، فعن أنس -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دخل مكة عام الفتح وعلى رأسه مغفر، فلما نزعه جاءه رجلٌ فقال: «ابن خطل متعلق بأستار الكعبة»، فقال: (اقتلوه) [رواه البخاري ومسلم].

وعن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- قال: «لما كان يوم فتح مكة أمّن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الناس إلا أربعة، وامرأتين، وقال: (اقتلوهم وإن وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة)» [رواه النسائي].

وذلك أيضا لأذيتهم الإسلام والمسلمين، فما كانت أستار الكعبة المشرّفة لتحميهم من شرع رب العالمين بعد الكفر المغلّظ الذي اقترفوه بأيديهم وألسنتهم.

وهذه الشواهد من سيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وغيرها كثير لا تنفي عنه صفة الرأفة والرحمة ولكنها كما قال تعالى: }مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ{ [الفتح: 29]، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- منفذ لأمر الله -عز وجل- الذي قال له: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ{ [التوبة: 12].

وكما أنه -صلى الله عليه وسلم- نبي الرحمة فهو نبي الملحمة، وأما النظر إلى الجانب المتعلق برأفته ورحمته مع أولياء الله وإسقاطه على أعداء الله فهذا منهج أولياء الطاغوت الذين أرادوا من المسلمين مداهنة أعدائهم، بل يريدون منهم أن يدخلوا في طاعتهم ما وجدوا إلى ذلك سبيلا، فإذا ما انتفض المسلم وسارع إلى أعداء الله يثخن فيهم ويعاملهم بمثل ما يعاملون به المسلمين من قتل وتشريد، سارع أولئك الشياطين للإنكار عليه محذرين من تشويه صورة الإسلام والمسلمين، فعن أي إسلام يتحدثون ولأي دين يتبعون؟


• المصدر: صحيفة النبأ - العدد 46
الثلاثاء 4 ذو الحجة 1437 ه‍ـ

• لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...more

الغِلظة والشِدَّة على الكفار في سيرة النبي المختار ﷺ [1/2] أرسل الله رسوله محمدا -صلى الله ...

الغِلظة والشِدَّة على الكفار في سيرة النبي المختار ﷺ
[1/2]

أرسل الله رسوله محمدا -صلى الله عليه وسلم- رحمة للعالمين، فصدع بدعوتهم إلى طريق الحق والهدى، فمَن قَبِل نالته هذه الرحمة، ومن ناوأه وعانده، جاهده وقاتله واستعمل معه الشدة والغلظة حتى يخضع لأمر الله، وفي سيرته -صلى الله عليه وسلم- خير شاهد ودليل.

فبعد قفول النبي -صلى الله عليه وسلم- من بدر أمر بقتل الأسير عقبة بن أبي معيط صبرا؛ وذلك لأنه كان من أشد الناس أذية للإسلام والمسلمين، قال الذهبي في «السيرة»: «وقتل بعرق الظبية عقبة بن أبي معيط، فقال عقبة حين أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بقتله: من للصبية يا محمد؟ قال: النار؛ فقتله عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح؛ وقيل: علي، رضي الله عنه».

وفي أُحُد أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقتل الأسير أبي عزة الجمحي، وكان ذا بنات، قال ابن كثير: «ولم يؤسر من المشركين سوى أبي عزة الجمحي، وقد كان في الأسارى يوم بدر، فمَنَّ عليه بلا فدية واشترط عليه ألا يقاتله، فلما أُسر يوم أحد قال: يا محمد امنن عليَّ لبناتي، وأعاهد ألا أقاتلك؛ فقال له رسول الله، صلى الله عليه وسلم: لا أدعك تمسح عارضيك بمكة وتقول: خدعت محمدا مرتين؛ ثم أُمر به فضُربت عنقه، وذكر بعضهم أنه يومئذ قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: لا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين!».

وهذان الأسيران، لم يكن المقام معهما مقام مَنٍّ أو فداء أو رأفة، فإنها إن حصلت كان ذلك مما يؤثر في هيبة رسول رب العالمين، كما أوضح -صلى الله عليه وسلم- حين قتله لأبي عزة.

ولم يكن النبي -صلى الله عليه وسلم- ليدع من يؤذي الإسلام والمسلمين آمنا في سربه، وإن كانت أذيته بالقول والتحريض، كما فعل مع اليهودي كعب بن الأشرف.

قال ابن إسحاق: «وجعل يحرض على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وينشد الأشعار، وبكى على أصحاب القليب من قريش الذين أصيبوا ببدر، ثم رجع كعب بن الأشرف إلى المدينة، فشبب بأم الفضل ابنة الحارث ثم شبب بنساء المسلمين».
وهنا صدر الأمر من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقطف رأس هذا الطاغوت، وسأل عمّن يمكن أن ينفذ هذه العملية، فعن جابر بن عبد الله، رضي الله عنه، قال: «قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (من لكعب بن الأشرف فإنه قد آذى الله ورسوله) فقام محمد بن مسلمة، فقال: يا رسول الله أتحب أن أقتله قال: (نعم)» إلى آخر الحديث [رواه البخاري ومسلم].

وبعد غزوة الأحزاب توجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى بني قريظة، ليحاصرهم جزاء نقضهم العهود، فكان حكم الله فيهم أن يُقتل رجالهم جميعا، وتُسبى نساؤهم وذراريهم.
عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: «أصيب سعدٌ يوم الخندق، رماه رجلٌ من قريش يقال له ابن العرقة، رماه في الأكحل، فضرب عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خيمة في المسجد يعوده من قريب، فلما رجع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الخندق وضع السلاح، فاغتسل، فأتى جبريل -عليه السلام- وهو ينفض رأسه من الغبار، فقال: وضعت السلاح والله ما وضعناه، اخرج إليهم؛ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (فأين؟) فأشار إلى بني قريظة، فقاتلهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فنزلوا على حكم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فرد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الحكم فيه إلى سعد، قال: فإني أحكم فيهم أن تُقتل المقاتلة وأن تُسبى الذرية والنساء، وتقسم أموالهم...»، قال عروة بن الزبير: «فأُخبرت أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لقد حكمتَ فيهم بحكم الله)» [رواه مسلم]، وهكذا كانت الشدة والغلظة على أولئك الغدرة علاجا نافعا وعظة وعبرة لغيرهم.

وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبل ذلك قد أخرج بني النضير من ديارهم وغنم أموالهم بعد أن كشف الله له سعيهم لقتله وهو بين أظهرهم، فلما لبث أن خرج وعاد محاصرا ومحاربا لهم فنصره الله عليهم، كما حارب بني قينقاع وحاصرهم، وكذلك فعل مع يهود خيبر إذ حاربهم وفتح حصونهم عنوة [انظر: سيرة ابن هشام].
ولم يكن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليسكت كذلك عن حق مسلم واحد قتل غدرا وظلما، كما يفعل دعاة السوء الذين يثبّطون المسلمين عن القيام لأخذ حقهم ممن قتل وسفك من دمائهم وانتهك من أعراضهم.


• المصدر: صحيفة النبأ - العدد 46
الثلاثاء 4 ذو الحجة 1437 ه‍ـ

• لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...more

قِصَّةُ مُهَاجِرَةٍ قال الله عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي ...

قِصَّةُ مُهَاجِرَةٍ

قال الله عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا * إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا * فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا * وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: 97-100].

وعن عبد الله بن السعدي أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا تنقطع الهجرة ما قوتل العدو) [رواه أحمد والنسائي].

وعن معاوية قال: «سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها)» [رواه أحمد وأبو داود].

ولقد ظلت الهجرة وحتى زمن قريب، حلما يراود كثيرا من الموحدين والموحدات، إلى أن منّ الله تعالى على المسلمين بقيام دولة الإسلام، ففتحت أبوابها لهم، فتوافدوا عليها -وما يزالون- وحدانا وزرافات، كيف لا والهجرة من دار الكفر إلى دار الإسلام واجبة على كل مسلم ومسلمة.

وللمهاجرات إلى أرض الخلافة قصص وحكايات، هي مزيج من الإقدام والخوف والمغامرات، يخالها السامع أحيانا نسجا من خيال، أو ضربا من مُحال.

أما صاحبة قصتنا فهي أخت موحدة، من اللاتي بعن الدنيا التي جاءتهنّ راغمة، وخرجن يبتغين وجه الله تعالى، نحسبها كذلك ولا نزكي على الله أحدا، هي عربية الأصل، ألمانية المولد والمنشأ، ولدت وكبرت وترعرعت في بلد صليبي محارب للإسلام والمسلمين، ولكنها -ولله الحمد- لم تتلوث بلوثات «المتأسلمين» المقيمين في ديار الكفر الأصلي، الذين يؤمنون بحوار الأديان، ويرون في الكافر «آخر» تجب موادته واحترام دينه ومعتقده، فبقيت تحمل فطرة سليمة لم تدنسها ذلة ولا سلمية.

تزوجت أختنا من شخص كان يحب الجهاد، وكان دائم البحث عن الحق، حتى سخّر الله له بعض الإخوة الذين أخذوا بيده وأناروا له السبيل، فعرف أن الجهاد في زماننا فرض متعين على كل مسلم، وحينها بدأ بالترتيب مع زوجه للخروج إلى أرض من أراضي الجهاد، إما إلى خراسان أو العراق أو الصومال أو الشيشان.

ولكن الخروج من ألمانيا إلى إحدى هذه البلدان حينها كان مغامرة كبيرة، قد تؤدي بصاحبها إلى الاعتقال والسجن، فقرر الزوجان الخروج إلى بلد يكون بمثابة الغطاء لوجهتهما الحقيقية، واختارا الخروج إلى اليمن بحجة طلب العلم، وفعلا، يسّر الله لهما السفر إلى اليمن رفقة وليدهما، الذي كان حينها يبلغ من العمر خمسة أشهر، ثم مكثا هناك سنة ونيّفا، إلى أن منّ الله تعالى عليهما بالهجرة إلى خراسان.

وصلت أختنا مع زوجها وابنها أرض خراسان العصية، حيث أنجبت مولودين آخرين قبل أن يقوم الجهاد في الشام، ويبدأ كثير من المجاهدين في خراسان بالخروج إليها، ولكنّ زوجها كان معارضا لهذا الأمر، وكان يرى في ذلك تفريغا لأرض خراسان -والتي هي بدورها أرض جهاد- من المجاهدين، ولا دار إسلام في الشام -فيما ظهر له لجهله بالواقع حينها- تلزمهم بالهجرة إليها.

وفي تلك الأثناء وقعت فتنة الغدر والخيانة، التي كان خلفها أمير القاعدة في خراسان السفيه أيمن الظواهري، إذ شجع على نكث البيعة وشق الصف، وأعطى لمجموعة الغادرين معه مسمى (تنظيم القاعدة في بلاد الشام).

وكانت أختنا وزوجها في حيرة من أمرهما بسبب ما حصل، غير أن الزوج ما فتئ يسأل ويستفسر باحثا عن الحق، إلى أن تبين له جليا خبث ومكر قيادة القاعدة، وأن ما حدث بينهم وبين الجولاني إنما هو أمر دُبِّر بليل بهيم.

غاب الزوج لأسبوعين متواصلين دون أن يترك وراءه أثرا، وفي تلك الأثناء حوصرت أختنا ومن معها في وزيرستان، ثم وفي ختام الأسبوعين عاد الزوج ليفاجئ أختنا: «تجهزي وجهزي الأطفال... خلال نصف ساعة ستنطلقون نحو الشام!»
كان وقع المفاجأة على الأخت كبيرا جدا، خاصة وأن الأوضاع هناك -حيث هم- كانت صعبة جدا، وأخبرها زوجها أنها ستسافر رفقة مجموعة من الأخوات، أما هو ومَن معه مِن الرجال فسيلتقونهم هناك في الشام، بإذن الله تعالى، حيث سيخرجون من طريق آخر شديد الخطورة، ولا مجال لاصطحاب النسوة والصبية في مغامرة كهذه.

تجهزت الأخت وبنوها وجاءتهم سيارة كبيرة استقلوها جميعا، وكنّ خمسة من النساء وعشرة أطفال، وبدأت رحلة الهجرة إلى الله تعالى... هكذا نحسبهم والله حسيبهم.

كان الجلوس في السيارة التي ضاقت بهم مُضنيا، ولكنّ الهدف من الرحلة كان يستحق التعب والعناء، وصلت المهاجرات وأشبالهن الحدود المصطنعة بين إيران المجوسية، وتركيا العلمانية، وكان المهرّبون قد اشترطوا على النساء أن يعطين أبناءهن منوِّما قدموه لهن، حتى لا يُسمَع لهم صوت أو بكاء عند عبور الحدود إلى تركيا، وقبلت الأمهات بذلك مكرهات على أن يساعدوهن على حمل الأطفال.

دقت الساعة الثانية عشرة ليلا فبدأ المسير، وكان الطريق عبارة عن جبال وعرة المسالك، واستغرق الوصول إلى حدود تركيا يومين كاملين! نعم يومان كاملان من المشي المتواصل وأختنا حافية القدمين، فنعلها قد تمزق بعد نصف ساعة من بدء الرحلة.

كانت الرحلة شاقة جدا، وقد كلفت بعض الأمهات غاليا، فإحدى الأخوات فقدت وليدها خلالها، نعم لقد مات ولدها قبل الوصول إلى حدود تركيا، وأخت أخرى أصيبت رضيعتها بالعمى!

وما إن وصلت قافلة المهاجرات وأبناؤهن الحدود المصطنعة، حتى ألقي القبض عليهم من قبل عساكر الجيش التركي الوثني، والذين أعادوهم نصف المسافة التي قطعوها تقريبا، ثم قالوا لهم عودوا من حيث أتيتم، ولكن المهاجرات ومن معهم عاودوا الكرّة نحو تركيا، وهذه المرة تمكنوا -بفضل الله- من الوصول ثم التسلل داخل تركيا التي مكثوا فيها عشرة أيام في انتظار تأمين طريق إلى الشام.

وفي تلك الأيام العشرة، ذاقت أختنا حلاوة الدنيا من جديد، بعد أن هجرت لذائذها في أوروبا، ورغبت عنها إلى جبال خراسان، حيث الفقر، والخوف، حيث باتت تتجول في المدن الحديثة، وتجرّب من جديدٍ أطعمة وحلويات كانت قد فقدتها منذ زمن طويل، فيما كانت تلك الأيام أول تجربة لأطفالها لهذا النمط المغري من الحياة.

وبقدر الراحة التي شعرت بها وقد اقتربت كثيرا من أرض الدولة الإسلامية، واقترب موعد الوصول إليها، كانت قلقة من البقاء لفترة أطول في تركيا، فتعتاد على هذه الحياة، وتفتنها المغريات، فتصدها عن الهجرة في سبيل الله، ولكنّ الله يسر لهنّ الدخول إلى الشام، فكانت المحنة الجديدة بأن دخلت مع أخواتها إلى المناطق التي تسيطر عليها الصحوات في شمال إدلب، إذ كان عليهن البحث من جديد عن طريق للوصول إلى الدولة الإسلامية.

ثم يسّر الله لزوج إحدى الأخوات التي كانت ضمن المجموعة، أن يدخل إدلب ويجتمع بهم لوضع خطة لإخراجهم من هناك إلى أراضي دولة الإسلام، ولكن ما كل ما يتمناه المرء يدركه، إذ اعتُقل الأخ خلال الرحلة، من قبل جنود الجولاني والظواهري الذين ارتابوا في أمره، وبقي معتقلا لديهم ثلاثة أيام حتى نجاه الله من أيديهم، فعاد إلى الأخوات وكانت فرحة عظيمة لهنّ، إذ ظنت الأخت ومن معها أنه مقتول لا محالة! ويسر الله لهم الخروج من إدلب باتجاه حلب حيث مكثوا أيضا ثلاثة أشهر.

وهناك بلغ أختنا خبر تعرض زوجها للأسر على حدود إيران، فاسترجعت واحتسبت ذلك عند ربها.

ثم يسر الله لها ولأبنائها الطريق، فخرجوا نحو دار الإسلام المنشودة، حيث لا صوت يعلو فوق صوت الشرع، ينعمون فيها بعز الخلافة سالمين آمنين، ينتظرون عودة ذلك الحاضر الغائب، والحمد لله رب العالمين.


◾ المصدر: صحيفة النبأ - العدد 46
الثلاثاء 4 ذو الحجة 1437 ه‍ـ
...more

والذين كفروا بعضهم أولياء بعض لم يزل مشركو الديموقراطية في تركيا -ممن يزعمون الانتساب إلى ...

والذين كفروا بعضهم أولياء بعض


لم يزل مشركو الديموقراطية في تركيا -ممن يزعمون الانتساب إلى الإسلام- يعملون في خدمة العلمانية الأتاتوركية منذ نصف قرن من الزمن أو يزيد.

فكلما ضاقت بطواغيت الجيش التركي السبل في التصدّي لمخاطر الشيوعية أو القوميات الانفصالية، أو فشلوا في إدارة «العملية السياسية»، أو وصل اقتصادهم إلى حافة الانهيار، وعجز أولياؤهم من العلمانيين الصرحاء عن إدارة الوضع، جاؤوا بأولئك المغفلين من الإخوان المرتدين وأشباههم ليسلموهم مقاليد الحكم والاقتصاد وهم يعلمون حرصهم على النجاح في المهام الملقاة على عاتقهم لينالوا رضى العلمانيين واليهود والصليبيين، حتى إذا ما نفّذوا المهام التي كُلّفوا بها، أبعدهم طواغيت الجيش عن الحكم معلنين حرصهم على العلمانية بمفهومها الأتاتوركي.

والأمثلة على ذلك كثيرة لعل أبرزها قصة الطاغوت الهالك نجم الدين أربكان وتلامذته المرتدين رجب أردوغان وعبد الله غول ورفاقهم الذين لم يتعلموا من تجارب أستاذهم المتكرّرة مع الجيش والأحزاب العلمانية سوى أن التنازلات هي سبيلهم الوحيد لتركهم على كراسيّهم، وأن تنفيذ أوامر أمريكا وتحقيق مصالحها هما الوسيلة المثلى لإثبات ولائهم للصليبيين، وأن مداعبة أحلام السذج والبسطاء بتاريخ العثمانيين الضالين طريق مختصر لاجتذاب قلوبهم وعقولهم وأموالهم، فيوقعونهم في الردّة بإشراكهم في الانتخابات دعما لهم للوصول إلى مجلس تشريع القوانين الوضعية، ورئاسة الحكومة العلمانية الطاغوتية.

واليوم يتجاوز الطاغوت أردوغان مخاوفه القديمة بخصوص دفع قواته وراء الحدود المصطنعة لقتال الدولة الإسلامية، ويستجيب لطلب أوباما القديم له باستخدام «جيشه الضخم» لحسم المعركة في الشام، وذلك بالضغط عليه بورقة مرتدي الـ PKK، وإرهابه بقصة الانقلاب، ليزج بعدة فرق من جيشه في ساحة معركة لم يألفها من قبل، بالاستناد إلى حلفاء لا يمكن الاعتماد عليهم أو الوثوق بقدراتهم، وفي ظل حالة توازنات قد تختل في أي لحظة، ليقع الجيش التركي المرتد في مصيدة الحرب اللامنتهية التي أحجمت جيوش كبرى في العالم عن الخوض فيها مخافة الانزلاق إلى مصير القوات السوفييتية في أفغانستان والأمريكية في العراق، واكتفت عوضا عن ذلك بالقصف الجوي والدعم عن بعد للعملاء على الأرض.

إن الضجة الحاصلة اليوم بخصوص قضية دخول الجيش التركي المرتد لقتال الدولة الإسلامية في ولاية حلب، لا تعدو كونها مناكفات بين المشركين المتحالفين على قتال أهل التوحيد، ولن يلبثوا أن يجمعوا أمرهم على صيغة تفاهم جديدة، بترتيب وضع جديد للجيش التركي ضمن خطة الحرب الشاملة على الدولة الإسلامية التي وضعتها أمريكا ووظفت لها أمم الكفر كلها بطريقة تقاسم الأدوار والتكاليف، مثلما تم ترتيب وضع هذا الجيش في معارك التحالف الصليبي ضد الدولة الإسلامية في ولاية نينوى رغم اعتراضات حكومة الرافضة في بغداد، حيث دخل الجيش التركي منذ فترة طويلة وأنشأ قواعده العسكرية، ونشر قواته ومدرعاته على خطوط القتال مع جنود الخلافة، ولا يزال يساهم في الحرب عليهم من خلال تدريب مرتدي البيشمركة، وإمدادهم بالسلاح، وإسنادهم بالقصف والخبرات.

إن الطاغوت أردوغان وجيشه المرتد وحلفاءهم المفحوصين من صحوات الردة لن يتجاوزوا المهام المحدّدة لهم من قبل أمريكا الصليبية، وإن قواعد حرب الدولة الإسلامية لن تتغير بتغير ألوان رايات المشركين، وإنّ جَلْب المزيد من القوات لقتال جنود الخلافة إنما يثبت -بفضل الله- عجز القوات الموجودة في ساحة المعركة عن حسمها، ويكشف حجم استنزاف تلك القوات على يد مقاتلي الدولة الإسلامية وانغماسييها واستشهادييها، وسيصل بهم الأمر قريبا -بإذن الله- إلى العجز عن إمداد حلفهم بالمزيد من القوات، ولن يكون إلا ما وعد به الله عباده الموحدين من النصر والتأييد، {وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} [آل عمران: 120].


◾ المصدر: صحيفة النبأ - العدد 46
الثلاثاء 4 ذو الحجة 1437 ه‍ـ
...more

وكانت أختنا وزوجها في حيرة من أمرهما بسبب ما حصل، غير أن الزوج ما فتئ يسأل ويستفسر باحثا عن الحق، ...

وكانت أختنا وزوجها في حيرة من أمرهما بسبب ما حصل، غير أن الزوج ما فتئ يسأل ويستفسر باحثا عن الحق، إلى أن تبين له جليا خبث ومكر قيادة القاعدة، وأن ما حدث بينهم وبين الجولاني إنما هو أمر دُبِّر بليل بهيم.

غاب الزوج لأسبوعين متواصلين دون أن يترك وراءه أثرا، وفي تلك الأثناء حوصرت أختنا ومن معها في وزيرستان، ثم وفي ختام الأسبوعين عاد الزوج ليفاجئ أختنا: «تجهزي وجهزي الأطفال... خلال نصف ساعة ستنطلقون نحو الشام!»
كان وقع المفاجأة على الأخت كبيرا جدا، خاصة وأن الأوضاع هناك -حيث هم- كانت صعبة جدا، وأخبرها زوجها أنها ستسافر رفقة مجموعة من الأخوات، أما هو ومَن معه مِن الرجال فسيلتقونهم هناك في الشام، بإذن الله تعالى، حيث سيخرجون من طريق آخر شديد الخطورة، ولا مجال لاصطحاب النسوة والصبية في مغامرة كهذه.

تجهزت الأخت وبنوها وجاءتهم سيارة كبيرة استقلوها جميعا، وكنّ خمسة من النساء وعشرة أطفال، وبدأت رحلة الهجرة إلى الله تعالى... هكذا نحسبهم والله حسيبهم.

كان الجلوس في السيارة التي ضاقت بهم مُضنيا، ولكنّ الهدف من الرحلة كان يستحق التعب والعناء، وصلت المهاجرات وأشبالهن الحدود المصطنعة بين إيران المجوسية، وتركيا العلمانية، وكان المهرّبون قد اشترطوا على النساء أن يعطين أبناءهن منوِّما قدموه لهن، حتى لا يُسمَع لهم صوت أو بكاء عند عبور الحدود إلى تركيا، وقبلت الأمهات بذلك مكرهات على أن يساعدوهن على حمل الأطفال.

دقت الساعة الثانية عشرة ليلا فبدأ المسير، وكان الطريق عبارة عن جبال وعرة المسالك، واستغرق الوصول إلى حدود تركيا يومين كاملين! نعم يومان كاملان من المشي المتواصل وأختنا حافية القدمين، فنعلها قد تمزق بعد نصف ساعة من بدء الرحلة.

كانت الرحلة شاقة جدا، وقد كلفت بعض الأمهات غاليا، فإحدى الأخوات فقدت وليدها خلالها، نعم لقد مات ولدها قبل الوصول إلى حدود تركيا، وأخت أخرى أصيبت رضيعتها بالعمى!

وما إن وصلت قافلة المهاجرات وأبناؤهن الحدود المصطنعة، حتى ألقي القبض عليهم من قبل عساكر الجيش التركي الوثني، والذين أعادوهم نصف المسافة التي قطعوها تقريبا، ثم قالوا لهم عودوا من حيث أتيتم، ولكن المهاجرات ومن معهم عاودوا الكرّة نحو تركيا، وهذه المرة تمكنوا -بفضل الله- من الوصول ثم التسلل داخل تركيا التي مكثوا فيها عشرة أيام في انتظار تأمين طريق إلى الشام.

وفي تلك الأيام العشرة، ذاقت أختنا حلاوة الدنيا من جديد، بعد أن هجرت لذائذها في أوروبا، ورغبت عنها إلى جبال خراسان، حيث الفقر، والخوف، حيث باتت تتجول في المدن الحديثة، وتجرّب من جديدٍ أطعمة وحلويات كانت قد فقدتها منذ زمن طويل، فيما كانت تلك الأيام أول تجربة لأطفالها لهذا النمط المغري من الحياة.

وبقدر الراحة التي شعرت بها وقد اقتربت كثيرا من أرض الدولة الإسلامية، واقترب موعد الوصول إليها، كانت قلقة من البقاء لفترة أطول في تركيا، فتعتاد على هذه الحياة، وتفتنها المغريات، فتصدها عن الهجرة في سبيل الله، ولكنّ الله يسر لهنّ الدخول إلى الشام، فكانت المحنة الجديدة بأن دخلت مع أخواتها إلى المناطق التي تسيطر عليها الصحوات في شمال إدلب، إذ كان عليهن البحث من جديد عن طريق للوصول إلى الدولة الإسلامية.

ثم يسّر الله لزوج إحدى الأخوات التي كانت ضمن المجموعة، أن يدخل إدلب ويجتمع بهم لوضع خطة لإخراجهم من هناك إلى أراضي دولة الإسلام، ولكن ما كل ما يتمناه المرء يدركه، إذ اعتُقل الأخ خلال الرحلة، من قبل جنود الجولاني والظواهري الذين ارتابوا في أمره، وبقي معتقلا لديهم ثلاثة أيام حتى نجاه الله من أيديهم، فعاد إلى الأخوات وكانت فرحة عظيمة لهنّ، إذ ظنت الأخت ومن معها أنه مقتول لا محالة! ويسر الله لهم الخروج من إدلب باتجاه حلب حيث مكثوا أيضا ثلاثة أشهر.

وهناك بلغ أختنا خبر تعرض زوجها للأسر على حدود إيران، فاسترجعت واحتسبت ذلك عند ربها.

ثم يسر الله لها ولأبنائها الطريق، فخرجوا نحو دار الإسلام المنشودة، حيث لا صوت يعلو فوق صوت الشرع، ينعمون فيها بعز الخلافة سالمين آمنين، ينتظرون عودة ذلك الحاضر الغائب، والحمد لله رب العالمين.


◾ المصدر: صحيفة النبأ - العدد 46
الثلاثاء 4 ذو الحجة 1437 ه‍ـ
...more

قِصَّةُ مُهَاجِرَةٍ قال الله عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي ...

قِصَّةُ مُهَاجِرَةٍ

قال الله عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا * إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا * فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا * وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: 97-100].

وعن عبد الله بن السعدي أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا تنقطع الهجرة ما قوتل العدو) [رواه أحمد والنسائي].

وعن معاوية قال: «سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها)» [رواه أحمد وأبو داود].

ولقد ظلت الهجرة وحتى زمن قريب، حلما يراود كثيرا من الموحدين والموحدات، إلى أن منّ الله تعالى على المسلمين بقيام دولة الإسلام، ففتحت أبوابها لهم، فتوافدوا عليها -وما يزالون- وحدانا وزرافات، كيف لا والهجرة من دار الكفر إلى دار الإسلام واجبة على كل مسلم ومسلمة.

وللمهاجرات إلى أرض الخلافة قصص وحكايات، هي مزيج من الإقدام والخوف والمغامرات، يخالها السامع أحيانا نسجا من خيال، أو ضربا من مُحال.

أما صاحبة قصتنا فهي أخت موحدة، من اللاتي بعن الدنيا التي جاءتهنّ راغمة، وخرجن يبتغين وجه الله تعالى، نحسبها كذلك ولا نزكي على الله أحدا، هي عربية الأصل، ألمانية المولد والمنشأ، ولدت وكبرت وترعرعت في بلد صليبي محارب للإسلام والمسلمين، ولكنها -ولله الحمد- لم تتلوث بلوثات «المتأسلمين» المقيمين في ديار الكفر الأصلي، الذين يؤمنون بحوار الأديان، ويرون في الكافر «آخر» تجب موادته واحترام دينه ومعتقده، فبقيت تحمل فطرة سليمة لم تدنسها ذلة ولا سلمية.

تزوجت أختنا من شخص كان يحب الجهاد، وكان دائم البحث عن الحق، حتى سخّر الله له بعض الإخوة الذين أخذوا بيده وأناروا له السبيل، فعرف أن الجهاد في زماننا فرض متعين على كل مسلم، وحينها بدأ بالترتيب مع زوجه للخروج إلى أرض من أراضي الجهاد، إما إلى خراسان أو العراق أو الصومال أو الشيشان.

ولكن الخروج من ألمانيا إلى إحدى هذه البلدان حينها كان مغامرة كبيرة، قد تؤدي بصاحبها إلى الاعتقال والسجن، فقرر الزوجان الخروج إلى بلد يكون بمثابة الغطاء لوجهتهما الحقيقية، واختارا الخروج إلى اليمن بحجة طلب العلم، وفعلا، يسّر الله لهما السفر إلى اليمن رفقة وليدهما، الذي كان حينها يبلغ من العمر خمسة أشهر، ثم مكثا هناك سنة ونيّفا، إلى أن منّ الله تعالى عليهما بالهجرة إلى خراسان.

وصلت أختنا مع زوجها وابنها أرض خراسان العصية، حيث أنجبت مولودين آخرين قبل أن يقوم الجهاد في الشام، ويبدأ كثير من المجاهدين في خراسان بالخروج إليها، ولكنّ زوجها كان معارضا لهذا الأمر، وكان يرى في ذلك تفريغا لأرض خراسان -والتي هي بدورها أرض جهاد- من المجاهدين، ولا دار إسلام في الشام -فيما ظهر له لجهله بالواقع حينها- تلزمهم بالهجرة إليها.

وفي تلك الأثناء وقعت فتنة الغدر والخيانة، التي كان خلفها أمير القاعدة في خراسان السفيه أيمن الظواهري، إذ شجع على نكث البيعة وشق الصف، وأعطى لمجموعة الغادرين معه مسمى (تنظيم القاعدة في بلاد الشام).
...more

والذين كفروا بعضهم أولياء بعض لم يزل مشركو الديموقراطية في تركيا -ممن يزعمون الانتساب إلى ...

والذين كفروا بعضهم أولياء بعض


لم يزل مشركو الديموقراطية في تركيا -ممن يزعمون الانتساب إلى الإسلام- يعملون في خدمة العلمانية الأتاتوركية منذ نصف قرن من الزمن أو يزيد.

فكلما ضاقت بطواغيت الجيش التركي السبل في التصدّي لمخاطر الشيوعية أو القوميات الانفصالية، أو فشلوا في إدارة «العملية السياسية»، أو وصل اقتصادهم إلى حافة الانهيار، وعجز أولياؤهم من العلمانيين الصرحاء عن إدارة الوضع، جاؤوا بأولئك المغفلين من الإخوان المرتدين وأشباههم ليسلموهم مقاليد الحكم والاقتصاد وهم يعلمون حرصهم على النجاح في المهام الملقاة على عاتقهم لينالوا رضى العلمانيين واليهود والصليبيين، حتى إذا ما نفّذوا المهام التي كُلّفوا بها، أبعدهم طواغيت الجيش عن الحكم معلنين حرصهم على العلمانية بمفهومها الأتاتوركي.

والأمثلة على ذلك كثيرة لعل أبرزها قصة الطاغوت الهالك نجم الدين أربكان وتلامذته المرتدين رجب أردوغان وعبد الله غول ورفاقهم الذين لم يتعلموا من تجارب أستاذهم المتكرّرة مع الجيش والأحزاب العلمانية سوى أن التنازلات هي سبيلهم الوحيد لتركهم على كراسيّهم، وأن تنفيذ أوامر أمريكا وتحقيق مصالحها هما الوسيلة المثلى لإثبات ولائهم للصليبيين، وأن مداعبة أحلام السذج والبسطاء بتاريخ العثمانيين الضالين طريق مختصر لاجتذاب قلوبهم وعقولهم وأموالهم، فيوقعونهم في الردّة بإشراكهم في الانتخابات دعما لهم للوصول إلى مجلس تشريع القوانين الوضعية، ورئاسة الحكومة العلمانية الطاغوتية.

واليوم يتجاوز الطاغوت أردوغان مخاوفه القديمة بخصوص دفع قواته وراء الحدود المصطنعة لقتال الدولة الإسلامية، ويستجيب لطلب أوباما القديم له باستخدام «جيشه الضخم» لحسم المعركة في الشام، وذلك بالضغط عليه بورقة مرتدي الـ PKK، وإرهابه بقصة الانقلاب، ليزج بعدة فرق من جيشه في ساحة معركة لم يألفها من قبل، بالاستناد إلى حلفاء لا يمكن الاعتماد عليهم أو الوثوق بقدراتهم، وفي ظل حالة توازنات قد تختل في أي لحظة، ليقع الجيش التركي المرتد في مصيدة الحرب اللامنتهية التي أحجمت جيوش كبرى في العالم عن الخوض فيها مخافة الانزلاق إلى مصير القوات السوفييتية في أفغانستان والأمريكية في العراق، واكتفت عوضا عن ذلك بالقصف الجوي والدعم عن بعد للعملاء على الأرض.

إن الضجة الحاصلة اليوم بخصوص قضية دخول الجيش التركي المرتد لقتال الدولة الإسلامية في ولاية حلب، لا تعدو كونها مناكفات بين المشركين المتحالفين على قتال أهل التوحيد، ولن يلبثوا أن يجمعوا أمرهم على صيغة تفاهم جديدة، بترتيب وضع جديد للجيش التركي ضمن خطة الحرب الشاملة على الدولة الإسلامية التي وضعتها أمريكا ووظفت لها أمم الكفر كلها بطريقة تقاسم الأدوار والتكاليف، مثلما تم ترتيب وضع هذا الجيش في معارك التحالف الصليبي ضد الدولة الإسلامية في ولاية نينوى رغم اعتراضات حكومة الرافضة في بغداد، حيث دخل الجيش التركي منذ فترة طويلة وأنشأ قواعده العسكرية، ونشر قواته ومدرعاته على خطوط القتال مع جنود الخلافة، ولا يزال يساهم في الحرب عليهم من خلال تدريب مرتدي البيشمركة، وإمدادهم بالسلاح، وإسنادهم بالقصف والخبرات.

إن الطاغوت أردوغان وجيشه المرتد وحلفاءهم المفحوصين من صحوات الردة لن يتجاوزوا المهام المحدّدة لهم من قبل أمريكا الصليبية، وإن قواعد حرب الدولة الإسلامية لن تتغير بتغير ألوان رايات المشركين، وإنّ جَلْب المزيد من القوات لقتال جنود الخلافة إنما يثبت -بفضل الله- عجز القوات الموجودة في ساحة المعركة عن حسمها، ويكشف حجم استنزاف تلك القوات على يد مقاتلي الدولة الإسلامية وانغماسييها واستشهادييها، وسيصل بهم الأمر قريبا -بإذن الله- إلى العجز عن إمداد حلفهم بالمزيد من القوات، ولن يكون إلا ما وعد به الله عباده الموحدين من النصر والتأييد، {وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} [آل عمران: 120].


◾ المصدر: صحيفة النبأ - العدد 46
الثلاثاء 4 ذو الحجة 1437 ه‍ـ
...more

أمير المؤمنين (تقبله الله) لليهود والصليبيين والمرتدين (فتربّصوا إنّا معكم متربّصون) • وجه ...

أمير المؤمنين (تقبله الله) لليهود والصليبيين والمرتدين (فتربّصوا إنّا معكم متربّصون)

• وجه خليفة المسلمين الشيخ أبو بكر البغدادي - تقبله الله - كلمة خاطب بها الأمة الإسلامية والمجاهــدين حراس العقيدة..

وتضمنت الكلمة كذلك رسائل عدة وجهها أمير المؤمنين إلى أعداء الدولة الإسلامية من يهود وصليبيين ونصيرية ورافضة ومرتدين..

وتنشر (النبأ) النص الكامل لكلمة خليفة المسلمين الشيخ المجاهد أبي بكر البغدادي:

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا - صلى الله عليه وسلم - عبده ورسوله، أما بعد:

قال الله تعالى: (قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ).

أيها المسلمون، إننا نقاتل طاعة لله وقربة له، نقاتل لأنه - سبحانه - أمرنا بالقتال ورغبنا فيه، وجعله أفضل وسيلة إليه، ونحمد الله - سبحانه - أن أمرنا بالقتال ووعدنا إحدى الحسنيين، فلم يكلفنا بالنصر، قال تعالى: (وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا)، فإنما علينا القتال والصبر، وعلى الله النصر، فلذا لا يهولنّنا اجتماع أمم الكفر علينا أو يخيفنا أو يفت من عزمنا، لأننا الفائزون على كل حال، بحول الله وقوته، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)، وقال سبحانه: (وَأُخْرَىٰ لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا) فإن صمدنا في وجه العالم وقارعنا جيوشه جميعا بقدراتها وانتصرنا، فلا عجب وهو وعد الله لنا، (وَأُخْرَىٰ تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ).

وإن أصابنا القـتل وكثرت الجراح وعصفت بنا النوائب وعظمت المصائب فلا عجب أيضا، وهو وعد الله لنا، بل إن الابتلاء قدر محتوم، قال تعالى: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ)، وعن خباب - رضي الله عنه - قال: شكونا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو متوسدٌ بردةً في ظل الكعبة فقلنا: ألا تستنصر لنا ألا تدعو لنا، فقال: (قد كان مَن قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض، فيجعل فيها، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه، فيُجعل نصفين، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه فما يصده ذلك عن دينه، والله ليَتمنّ هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون).

مقتطف من الكلمة الصوتية لأمير المؤمنين الشيخ أبو بكر البغدادي - تقبله الله - بعنوان: (فتربّصوا إنّا معكم متربّصون)
...more

{ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا } • إن الفطرة ...

{ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا }

• إن الفطرة السليمة خلقة قديمة في الإنسان منذ أن كان في عالم الذر، ذلك العالم الذي أخذ الله فيه الميثاق على بني آدم بتوحـيده وربوبيته وأشهدهم على ذلك، كما جاء في قوله سبحانه: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ} وهذه هي الفطرة التي فطر الله الناس عليها، يولدون على الحنيفية، يميلون للفضيلة ويأنسون بها ويندفعون نحوها، ويكرهون الرذيلة وتشمئز نفوسهم منها.

إلا أن هذه الفطرة تتعرض للتخريب والتشويه والإفساد من قبل الشياطين التي تجتال الناس عنها وتفسدها عليهم، بتزيين الشرك، وتحريم الحلال، وتحليل الحرام، كما قال الله تعالى في الحديث القدسي: (وإنّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلُّهُمْ وَإِنَّهُمْ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عَن دِينِهِمْ، وَحَرَّمَتْ عليهم ما أَحلَلْتُ لَهُمْ، وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْـ⥜ـرِكُوا بي ما لَمْ أَنْزل به سُلطانا..) [مسلم].

افتتاحية النبأ "الحرب على الفطرة" 445
...more

انتكاس الفطرة وعلم الغيب • ومن إفرازات انتكاس الفطرة أن كثيرا من الناس لمّا لم يجدوا في صدورهم ...

انتكاس الفطرة وعلم الغيب

• ومن إفرازات انتكاس الفطرة أن كثيرا من الناس لمّا لم يجدوا في صدورهم الإيمان الذي تركن إليه أنفسهم، وتشبع منه أفئدتهم، وتملأ عليهم الفراغ الرهيب الذي يعيشون أرجعوا كل شيء إلى عالم الشهادة دون علم الغيب، فآمنوا بالمادة وكفروا بالله تعالى، بل أنكر كثير منهم وجود الخالق أصلا! ومن ثَمّ أوكلوا كل شيء إلى أنفسهم القاصرة، فانكبّوا عليها يدرسونها ويتفحصون، ويحللون وينظرون، حتى ينتهي المطاف بكثير منهم إلى مصحّات "العلاج النفسي والإدمان على حبوب الطمأنينة الموهومة وعقاقير الراحة المفقودة، وهكذا ينتهي المطاف بكل من اتبعهم في هذا التيه الكبير، الذي يصادم الفـطرة البشرية التي تتشوّف للإيمان بالله خالقا ومدبّرا، وربّا عظيما مهيمنا.

افتتاحية النبأ "الحرب على الفطرة" ٤٤٥
...more

مكانة أهل العلم على غيرهم • رفع الله تعالى أهل العلم درجات على غيرهم، فقال عز وجل: { يَرْفَعِ ...

مكانة أهل العلم على غيرهم

• رفع الله تعالى أهل العلم درجات على غيرهم، فقال عز وجل: { يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}، ذلك أنهم لا يستوون مع غيرهم قدرا ولا نفعا كما قال تعالى: { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ }، فالعلم كان وما يزال علامة فارقة بين خلق الله تعالى؛ كونه وسيلة من وسائل الهداية إلى صراط الله المستقيم، وحامله مؤهل لأن يكون من أهل التدبر والخشية، لأنه مطلع على آيات الله، عارف بها أكثر من غيره. وفي هذا المعنى وردت آيات كثيرة، كقوله تعالى: { وَتِلْكَ الأمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ }، وقوله عزّ وجل: { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء..} وقوله: { بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أوتُوا الْعِلْمَ..}، بل قرن الله تعالى شهادة أهل العلم بشهادته سبحانه وشهادة الملائكة فقال: { شَهدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأَوْلُوا الْعِلْمِ قَائِمًا بالْقِسْطِ لا إله إلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }، وكفى بذلك فضلا وشرفا.


[ إفتتاحية النبأ - بين الهداية والعلم - العدد: 441 ]
...more

التشريعات الربانية خير للبلاد والعباد • قد يعلم المرء المصلحة أو الحكمة من بعض التشريعات ...

التشريعات الربانية خير للبلاد والعباد

• قد يعلم المرء المصلحة أو الحكمة من بعض التشريعات الربانية وقد تخفى عليه، إلا أن ما ينبغي التسليم به في كل الأحوال أن كل التشريعات فيها الخير والمصلحة للعباد، علمها من علمها وجهلها من جهلها، حتى لو كان ظاهر بعضها خلاف ذلك؛ ذلك أن مشرعها خالق البشرية، العليم بما يصلحها، الخبير بأحوالها، ولعل أكثر العبادات التي تعرضت للقيل والقال حول المصلحة المترتبة عليها هي الجهاد في سبيل الله، وذلك لما يصاحبها من مشاق وتضحيات، تجعل طلاب الدنيا يؤجلون بسببها أو يلفون العمل بهذه العبادة العظيمة وربما يحاربون ويناصبون أهلها العداء.

[ إفتتاحية النبأ - وهو خيرٌ لكم - العدد: 446 ]
...more