أن تؤدّوا الأمانات إلى أهلها (٢/٢) ولما أمر الله تعالى بأداء الأمانات نهى عن ضد ذلك وهو ...

أن تؤدّوا الأمانات إلى أهلها
(٢/٢)

ولما أمر الله تعالى بأداء الأمانات نهى عن ضد ذلك وهو الخيانة، فقال سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ * وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} [الأنفال: 27-28].
فأمر تعالى عباده المؤمنين أن يؤدوا ما ائتمنهم الله عليه من أوامره ونواهيه، فمن أدى الأمانة استحق من الله الثواب الجزيل، ومن لم يؤدها -بل خانها- استحق العقاب الوبيل، وصار خائناً لله وللرسول -صلى الله عليه وسلم- ولأمانته، منقصاً لنفسه بكونها اتصفت بأخس الصفات، وهي الخيانة، مفوتاً لها أكمل الصفات وأتمها، وهي الأمانة.

ولما كان العبد ممتحناً بأمواله وأولاده، فربما حملته محبة ذلك على تقديم هوى نفسه على أداء أمانته، أخبر تعالى أن الأموال والأولاد فتنة يبتلي الله بهما عباده، وأنها عارية ستؤدى لمن أعطاها، وترد لمن استودعها، {وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ}، والمعنى: فإن كان لكم عقل ورأي، فآثروا فضله العظيم على اللذة الصغيرة الفانية المضمحلة، فالعاقل يوازن بين الأشياء، ويؤثر أولاها بالإيثار، وأحقها بالتقديم.

من أعظم الأمانات ما ذكره الله تعالى في الآية: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا}، أمانة حكم الناس بشريعة الله وعدم اتباع أهوائهم، والحذر من أن يفتنوا من يحكمهم عن بعض شريعة الله بالترغيب أو الترهيب أو تلبيس الحق بالباطل، والقيام بأمانة الحكم بما أنزل الله هو عمل الأنبياء والربانيين والخلفاء الراشدين، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي، وإنه لا نبي بعدي، وسيكون خلفاء فيكثرون)؛ قالوا: «فما تأمرنا؟» قال: (فوا ببيعة الأول فالأول، أعطوهم حقهم، فإن الله سائلهم عما استرعاهم) [متفق عليه].

ويحمل أهل العلم أمانة عظيمة، وهي أن يبينوا الحق للناس ولا يكتموه، قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ} [آل عمران: 187]، وإذا قام أولو الأمر من الأمراء والعلماء بحقوق الأمانة الملقاة على عاتقهم، لزمت الرعية طاعتهم في طاعة الله، ومعاونتهم على تحكيم شريعة الله، والنصيحة لهم، وأن يعلم كل مؤمن في الدولة الإسلامية الأمانة التي على عاتقه، فيتقي الله فيما استرعاه إياه، كما قال النبي، صلى الله عليه وسلم: (ألا كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته، فالأمير الذي على الناس راعٍ، وهو مسؤول عن رعيته، والرجل راعٍ على أهل بيته، وهو مسؤول عنهم، والمرأة راعية على بيت بعلها وولده، وهي مسؤولة عنهم، والعبد راعٍ على مال سيده وهو مسؤول عنه، ألا فكلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته) [متفق عليه].

وما توفيقنا إلا بالله، عليه توكلنا وإليه ننيب.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. والحمد لله رب العالمين.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 52
الخميس 26 محرم 1438 ه‍ـ

• لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...more

أن تؤدّوا الأمانات إلى أهلها (٢/٢) ولما أمر الله تعالى بأداء الأمانات نهى عن ضد ذلك وهو ...

أن تؤدّوا الأمانات إلى أهلها
(٢/٢)

ولما أمر الله تعالى بأداء الأمانات نهى عن ضد ذلك وهو الخيانة، فقال سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ * وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} [الأنفال: 27-28].
فأمر تعالى عباده المؤمنين أن يؤدوا ما ائتمنهم الله عليه من أوامره ونواهيه، فمن أدى الأمانة استحق من الله الثواب الجزيل، ومن لم يؤدها -بل خانها- استحق العقاب الوبيل، وصار خائناً لله وللرسول -صلى الله عليه وسلم- ولأمانته، منقصاً لنفسه بكونها اتصفت بأخس الصفات، وهي الخيانة، مفوتاً لها أكمل الصفات وأتمها، وهي الأمانة.

ولما كان العبد ممتحناً بأمواله وأولاده، فربما حملته محبة ذلك على تقديم هوى نفسه على أداء أمانته، أخبر تعالى أن الأموال والأولاد فتنة يبتلي الله بهما عباده، وأنها عارية ستؤدى لمن أعطاها، وترد لمن استودعها، {وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ}، والمعنى: فإن كان لكم عقل ورأي، فآثروا فضله العظيم على اللذة الصغيرة الفانية المضمحلة، فالعاقل يوازن بين الأشياء، ويؤثر أولاها بالإيثار، وأحقها بالتقديم.

من أعظم الأمانات ما ذكره الله تعالى في الآية: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا}، أمانة حكم الناس بشريعة الله وعدم اتباع أهوائهم، والحذر من أن يفتنوا من يحكمهم عن بعض شريعة الله بالترغيب أو الترهيب أو تلبيس الحق بالباطل، والقيام بأمانة الحكم بما أنزل الله هو عمل الأنبياء والربانيين والخلفاء الراشدين، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي، وإنه لا نبي بعدي، وسيكون خلفاء فيكثرون)؛ قالوا: «فما تأمرنا؟» قال: (فوا ببيعة الأول فالأول، أعطوهم حقهم، فإن الله سائلهم عما استرعاهم) [متفق عليه].

ويحمل أهل العلم أمانة عظيمة، وهي أن يبينوا الحق للناس ولا يكتموه، قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ} [آل عمران: 187]، وإذا قام أولو الأمر من الأمراء والعلماء بحقوق الأمانة الملقاة على عاتقهم، لزمت الرعية طاعتهم في طاعة الله، ومعاونتهم على تحكيم شريعة الله، والنصيحة لهم، وأن يعلم كل مؤمن في الدولة الإسلامية الأمانة التي على عاتقه، فيتقي الله فيما استرعاه إياه، كما قال النبي، صلى الله عليه وسلم: (ألا كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته، فالأمير الذي على الناس راعٍ، وهو مسؤول عن رعيته، والرجل راعٍ على أهل بيته، وهو مسؤول عنهم، والمرأة راعية على بيت بعلها وولده، وهي مسؤولة عنهم، والعبد راعٍ على مال سيده وهو مسؤول عنه، ألا فكلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته) [متفق عليه].

وما توفيقنا إلا بالله، عليه توكلنا وإليه ننيب.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. والحمد لله رب العالمين.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 52
الخميس 26 محرم 1438 ه‍ـ

• لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...more

أن تؤدّوا الأمانات إلى أهلها (١/٢) الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا، ...

أن تؤدّوا الأمانات إلى أهلها
(١/٢)


الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا، والصلاة والسلام على من أرسله ربه رحمة للعالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد..

فقد قال الله تعالى: {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعًا بصيرًا} [النساء: 58].

ورد في سورة النساء الأمر بالإحسان والعدل في النساء واليتامى في الإرث وغيره، وغير ذلك من الدماء والأموال والأقوال والأفعال، وذكر الله تعالى خيانة أهل الكتاب وما أحل بهم لذلك من العقاب، وذكر أنه آتى هذه الأمة الملك والحكم، وآتاهم الحكمة بعد جهلهم وضعفهم، قال تعالى: {إن الله يأمركم}، أي أيتها الأمة، {أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها}، أي من غير خيانة ما، كما فعل أهل الكتاب في كتمان ما عندهم والإخبار بغيره، والأمانة: كل ما وجب لغيرك عليك.

ولما أمر بما يجب على الإنسان في نفسه، أمر بما يجب عليه في معاملة غيره، فقال سبحانه: {وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل}، أي السواء، بأن تأمروا من وجب عليه حق بأدائه إلى من هو له، فإن ذلك من أعظم الصالحات الموجبة لحسن المقيل في الظل الظليل، أخرج الشيخان عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل...) الحديث.

ولما أخبرهم بأمره رغبهم فيه بقوله: {إن الله نعما يعظكم به}، أي: لا أحسن ولا أفضل مما أمركم الله وذكركم ونصحكم به، ثم نبههم تعالى ليبقوا منتبهين متيقظين وهم يحفظون الأمانات ويؤدونها إلى أهلها مع استشعارهم رقابة الله عليهم، قال تعالى: {إن الله كان}، أي ولم يزل ولا يزال، {سميعًا}، أي بالغ السمع لكل ما يقوله الناس، {بصيرًا}، أي بالغ البصر إلى أعمالهم، مع علمه بما في قلوبهم من إخلاص وصدق أو ما ينافيهما، وفي هذا وعد عظيم للمطيع، ووعيد شديد للعاصي، وإلى ذلك الإشارة بالحديث المرفوع: (اعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك)،
رجح ابن جرير -رحمه الله- أن المعني بهذه الآية ولاة أمور المسلمين، وأخرج عن زيد بن أسلم -رحمه الله- أنه قال: «نزلت هذه الآية {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها} في ولاة الأمر»، وأخرج عن علي -رضي الله عنه- أنه قال: «حقٌ على الإمام أن يحكم بما أنزل الله، وأن يؤدي الأمانة، وإذا فعل ذلك، فحق على الناس أن يسمعوا، وأن يطيعوا، وأن يجيبوا إذا دعوا».
وأخرج عن مكحول -رحمه الله- في قول الله: {وأولي الأمر منكم}، قال: «هم أهل الآية التي قبلها: {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل}، الآية».
ورجح ابن كثير -رحمه الله- أن الآية تعم «جميع الأمانات الواجبة على الإنسان، من حقوق الله -عز وجل- على عباده، من الصلوات والزكوات والكفارات والنذور والصيام وغير ذلك مما هو مؤتمن عليه لا يطلع عليه العباد، ومن حقوق العباد بعضهم على بعض، كالودائع وغير ذلك مما يأتمنون به بعضهم على بعض من غير اطلاع بينة على ذلك؛ فأمر الله -عز وجل- بأدائها، فمن لم يفعل ذلك في الدنيا أخذ منه ذلك يوم القيامة، كما ثبت في الحديث الصحيح أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لتؤدن الحقوق إلى أهلها، حتى يقتص للشاة الجماء من القرناء)». وقال، رحمه الله: «وفي حديث الحسن، عن سمرة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك)؛ [رواه الإمام أحمد وأهل السنن]».

والقول الثاني أعم وأشمل من الأول، فهي تتناول كل مؤتمن على أمانة، وأول الأمانات أمانة التكاليف، وهي كل ما أمر الله به عباده من فعل أو ترك، وهي الأمانة المذكورة في قوله تعالى: {إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلومًا جهولًا} [الأحزاب: 72]، فالسموات والأرض والجبال لم يقبلن حمل أمانة التكاليف خوفاً من ألا يقمن بحقها، فيعصين الله تعالى فيعاقبهن، وآثرن أن يبقين طائعات مسخرات لا خيار لهن، ثم عرضت الأمانة على آدم -عليه السلام- على أنه وذريته إن قاموا بحقها أثيبوا، وإن لم يقوموا بحقها عوقبوا، فقبلها آدم -عليه السلام- ثم بين تعالى أن الدافع إلى التفريط في جنب الله سببان: هما الظلم والجهل، قال ابن جرير، رحمه الله: «معناه: إن الله عرض طاعته وفرائضه على السموات والأرض والجبال على أنها إن أحسنت أثيبت وجوزيت، وإن ضيعت عوقبت، فأبت حملها شفقا منها أن لا تقوم بالواجب عليها، وحملها آدم {إنه كان ظلومًا} لنفسه {جهولًا} بالذي فيه الحظ له»؛ ثم أخرج عن ابن عباس -رضي الله عنهما- في قوله تعالى: {إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها}، قال: «الأمانة: الفرائض التي افترضها الله على عباده».

• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 52

• لقراءة المقال، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...more

صحيفة النبأ - العدد 52 حوار: والي طرابلس الشيخ أبو حذيفة المهاجر: - كيف هو حال مدينة سرت ...

صحيفة النبأ - العدد 52
حوار:
والي طرابلس
الشيخ أبو حذيفة المهاجر:

- كيف هو حال مدينة سرت وأهلها بعد أن سيطر المرتدون على أجزاء واسعة منها؟

لقد تسبب أعداء الله بحربهم على مدينة سرت بتعطيل أحكام الشريعة سعياً منهم ليستبدلوا بها أحكام كوبلر وأسيادهم الصليبيين، وقد نزح جل أهلنا في سرت إلى المناطق المجاورة منذ 6 أشهر -وما يزالون- ذاقوا خلالها الأمرَّين، وزاد أعداء الله عليهم بقصف وتدمير منازلهم، ونهب ممتلكاتهم، ونبشّر أمة نبيّنا محمد -صلى الله عليه وسلم- أن أبناءهم المجاهدين سيستمرون بقتال المرتدين حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله.

- السبب الرئيسي للحملة الصليبية ضد جنود الدولة الإسلامية في الولايات الليبية هو تخوّف المشركين من امتداد عمليات المجاهدين إلى دول الجوار، ويتحدث الصليبيون وأذنابهم المرتدون عن موضوع تأمين مناطق جوار ليبيا بعد هذه الحملة، فما تعليقكم على ذلك؟

إن الجهاد في سبيل الله لإعلاء كلمته وقتال أعدائه لا يوقفه جور جائر أو عدل عادل، ولن يترك ربنا بيت مدر ولا وبر إلا ويدخله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزا يعز الله به الإسلام وذلاً يذل الله به الكفر، فقد قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (إن الله زَوَى لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها، وسيبلُغ مُلْك أمتي ما زُوي لي منها)، وإن هذه الملاحم العظام التي يخوضها المجاهدون اليوم والتحاق آلاف الموحدين بساحات الجهاد قاصدين مواطن الشهادة لهي بشارات انقشاع الظلم وظهور الحق، (وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ).

- كيف تقيّمون وضع حكومتي «الوفاق» و«المؤتمر الوطني» اليوم؟ وما مستقبل عملياتكم ضد هاتين الحكومتين المرتدتين؟

«وفاق» و«مؤتمر» و«برلمان»، وعزم على تشكيل حكومات رابعة وخامسة، هذا هو وضع الحكومات المرتدة في ليبيا، يلعن بعضهم بعضاً، قلوب شتى، يتربصون ببعضهم الدوائر، قطّع الله بينهم، وجعل بعضهم لبعض عدوا، متفرقون، وإن اجتمعوا متناحرون، حتى في جبهات القتال التي جمعتهم لحرب الدين.

وإن جنود الخلافة يمتثلون أمر ربهم بقتال كل من حارب دينه وعادى أولياءه، نعم نقاتلهم ونكفّرهم كافة، ونجهر بعداوتهم وبغضهم، ونقبّح ديمقراطيتهم وشركهم كما أمر ربنا، فلسنا ممن يشتري ودّهم أو يتحرى رضاهم بعرض من الدنيا زائل، ولا ممن يبتغي إليهم الوسائل.

وقد سقط في حبائلهم كثير ممن كانوا يدّعون نصرة الشريعة، وحب التوحيد وأهله، فإذا بهم باتوا أنصارا للطواغيت، يحزنون لحزنهم، ويقاتلون في ألويتهم وسراياهم، ووزارات دفاعهم، نسأل الله العافية.

- هل من وصية إلى جنود الدولة الإسلامية في الولايات الليبية، وهل من رسالة عامة توجهونا إلى جنود الدولة الإسلامية في كل مكان؟

إلى خير البرية، إلى المجاهدين الصابرين المحتسبين في سرت وبنغازي والموصل وحلب وفي كل مكان، إن ربكم قريب مجيب، يرى مكانكم، ويسمع كلامكم، وقد توكلتم عليه، وعقدتم أسباب النجاة بما أمر به سبحانه، فأمرتم بالمعروف، ونهيتم عن المنكر، وأقمتم الدين، وقاتلتم المشركين والمرتدين، وقد وعد ربنا من اجتمع على طاعته بالنصر والتمكين والاستخلاف ووراثة الأرض، وأن تكون لهم العاقبة، وأن يسوقهم إلى الجنة زمراً، وإن ربكم -جل جلاله- لم يكتب على عباده البلاء إلا ليميز الخبيث من الطيب، والصادق من الدعيّ، وما كان الله ليطلعكم على الغيب.

تجد من العباد من إذا مسه قرح وبلاء وشدة وعناء ظن بربه ظن السَوء، ظن أن الذين كفروا فوقنا قاهرون، وأنهم سبقوا، وأنهم ظهروا فلا غالب لهم، وأنهم يطفئون نور الله بأفواههم، وأن الله لن يتم نوره، نعوذ بالله من تلك الظنون، يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية، {وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [فصلت: 23]، قال أبو مسلم الخولاني: «اتقوا ظن المؤمن فإن الله جعل الحق على لسانه وقلبه»؛ وإن ربنا -جل ثناؤه وتقدست أسماؤه- يقول في الحديث القدسي: (أنا عندَ ظنِّ عبدي بي، إن ظنّ خيرا فله، وإن ظنّ شرا فله)، {فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [الصافات: 87].

• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 52
الخميس 26 محرم 1438 ه‍ـ

• لقراءة الحوار كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...more

Best Fertility Spells to Get Pregnant in 3 Weeks Cell +27630716312 Infertility Treatment for Male ...

Best Fertility Spells to Get Pregnant in 3 Weeks Cell +27630716312 Infertility Treatment for Male and Female.

Best Fertility Spells to Get Pregnant in 3 Weeks Cell +27630716312 Infertility Treatment for Male ...

Best Fertility Spells to Get Pregnant in 3 Weeks Cell +27630716312 Infertility Treatment for Male and Female.

Are you a childless couple and searching for powerful fertility and pregnancy spells that can help you to get a healthy baby? Are you still waiting for the good news of being parent even after the several years of marriage? If you are still awaiting the first pregnancy news to cherish your marriage life and relationships as well, you are at very right place. May be you are one of the couples who complain of miscarriages despite having pregnancy of few weeks or months. We understand the sorrow of such couples, that they have without their own fault.
*Increased fertility in women and men both
*Improved sperm count
*Better hormone regulation
*Fertile ovulation
*BOOST libido
*Improve sex life
Fertility spells to help you conceive a child of your own. Herbal fertility spells to help you get twins & pregnancy spells to have a healthy pregnancy. Improve egg health with fertility spells that will heal your womb, regulate your menstrual cycle & heal any defects. Fertility spells & fertility spells to treat hormonal imbalances in women & stimulate optimal ovulation in women. Reverse menopause & have the baby you have always wanted to have with fertility spells.
Pregnancy spells
Protect your unborn baby from bad spirits & miscarriage using pregnancy protection spells to help you have a health pregnancy to term. Help the female reproductive function optimally with pregnancy spells. Heal the male reproductive health system using fertility spells. Increase the amount of hormones that cause the eggs to mature in the ovaries with pregnancy spells to increase your chances of having multiple babies that you have always wanted. Heal erectile problems, weak erection & boost sperm health using fertility spells. No matter how long you have been having infertility issues our fertility spells & natural remedies will treat the physical & spiritual root causes of infertility.
Fertility spells for men
Remove the witchcraft in your life that is causing you not to get your wife to be pregnant with the help of this powerful sangoma healer. Traditional healing of your infertility problems caused by bewitchment and evil curses from your enemies contact us for healing. Increase your testosterone levels, male hormones & the health of your reproductive system with fertility spells and traditional medicine.

☎ Call: +27630716312 ✍ WhatsApp Now Jajjaafrica
Our E-mail. [email protected]
Our Website: https://thevoodoospellscast.odoo.com/
Our Website: https://wicca-spells-casters.myfreesites.net
Our Website: https://jajja-zawe-spells-that-work.blogspot.com
Our Website: https://spells-that-works.blogspot.com
Our Website: https://lovespellsthatworks.podbean.com
Our Website: http://blackmagicspellsthatworks.booklikes.com/
Our Website: https://psychicspellscast.odoo.com/
Our Website : https://leilaleila.over-blog.com
...more

صحيفة النبأ - العدد 52 حوار: والي طرابلس الشيخ أبو حذيفة المهاجر: - يمنّي الصليبيون وأذنابهم ...

صحيفة النبأ - العدد 52
حوار:
والي طرابلس
الشيخ أبو حذيفة المهاجر:

- يمنّي الصليبيون وأذنابهم المرتدون أنفسهم بأن معركتهم في سرت ستكون آخر المعارك ضد الدولة الإسلامية، ما تعليقكم على هذا الأمر؟

هذا مما يعدهم به الشيطان ويمنّيهم، وما يعدهم الشيطان إلا غرورا، فإن ربّنا -جل ثناؤه- قوي عزيز، لا يُذلّ جنوده، ولا يُهزم أولياؤه، عباده منصورون، وجنده هم الغالبون.

المجاهدون هم الأعلون أبداً، والصليبيون وأتباعهم المرتدون مهزومون مخذولون بطرائق قدد، وإن أمريكا وإيطاليا وفرنسا وبريطانيا وكل الأمم المتحدة الصليبية التي تخندقت لحرب الخلافة مهما تطاولت وتعاظمت فهي لا تملك لنفسها ضراً ولا نفعاً، لهم أحقر من أن يخلقوا ذبابة، وإن اجتمعوا على خلقها، بل هم أذل وأحقر من أن يستردوا ما تسلبهم الذبابة بخطامها، {ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ * مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحج: 73-74]، وكذلك هم أذل وأحقر من أن يحاربوا الله أو يعادوا أولياءه، ولترون طواغيت الأمم المتحدة وكل من يتطاول على ربنا اليوم أذلة جثاة على الركب يوم القيامة، {وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً} [الجاثية: 28].

ونقول لمن يحارب المجاهدين اليوم في سرت، الباغضين للشريعة، أهل الشقاوة والعناد والكفر والإلحاد، إنكم تقاتلون أمة لم تعقم وعقيدة لن تُهزم، وإن سرايا المجاهدين المنتشرة اليوم في صحراء ليبيا ستذيقكم الأمرَّين وستستعيد المدن والمناطق من جديد، بحول الله وقوته.

وأما رسالتنا إلى القاعدين عن الفرض المتعين في مصراتة خاصة وكافة المدن في غرب ليبيا عامة، نذكرهم أن لهم تاريخاً في التضحية والجهاد مجيداً، وإن خيرة أبنائهم هم من يقاتَلون اليوم في سرت، ومن قبلهم مئات قُتلوا في العراق والشام كانوا من صفوة رجالات الدولة الإسلامية، قتلوا على يد الحلف الصليبي ذاته، وبنفس طائراته التي تدمّر المنازل والمباني على رؤوس ساكنيها اليوم في سرت، فندعوكم إلى الوقوف إلى جانب أبنائكم المجاهدين في الدولة الإسلامية، وأن تخذّلوا عنهم ما استطعتم، وأن تمنعوا كل من غُرر به وقاتل تحت راية الصليب في سرت، وأعلن حربه على الشريعة، وتدعوه إلى التوبة إلى الله قبل أن يُقدر عليه، ويضاف إلى قوائم الهلكى، فإن القتل أنفى للقتل.

- بالانتقال إلى خارج سرت، كيف تقيّمون وضع جنود الخلافة في باقي مناطق ليبيا؟

لله الحمد والمنة، نبشّر المسلمين عامة والمجاهدين خاصة، بأن إخوانهم المجاهدين في ولايات ليبيا ما يزالون بخير عميم وفضل من الله عظيم، وما تزال مفارزهم الأمنية تنتشر في كافة المدن والمناطق، وسراياهم تجوب الصحراء شرقاً وغرباً، وما هذه الأيام إلا محنة زائلة، سيعقبها فتح وتمكين، بحول الله وقوته، وإن الدماء التي سالت دفاعاً عن الشريعة ودفعاً لأعدائها لن يضيّعها الله، ولينصرن الله من ينصره.

- في الفترة التي سبقت معركة سرت تدفق كمٌّ كبير من المهاجرين إلى الولايات الليبية، هل ما زال طريق الهجرة مفتوحا إليكم؟ وما هي أهمية المهاجرين في ساحة الجهاد عندكم؟

الحمد لله، الطريق كان و مايزال مفتوحاً لمن أراد الهجرة، وقَصَد رضى الله، وأخلص نيته له، سبحانه، وما يزال الموحدون بعربهم وعجمهم يتوافدون من كل حدب وصوب لأداء فريضة الجهاد، والثأر للدماء الزكية التي سالت على يد أعداء الدين، زاهدين بالدنيا ومتاعها الزائل، يقطعون المفازات، ليقاتلوا من كفر برب الأرض والسماوات، وكفى بالله نصيراً.

أما عن أهميتهم في ساحة الجهاد الليبية، فبسواعدهم -بعد فضل الله- أُقيمت أحكام الشريعة وقوتل أعداء الله، إلى جانب أحبابهم الأنصار، وإن من نعم الله علينا أن نفر إلى ولاياتنا كثير ممن لم تحبسهم الأعذار، كانوا حجة على من سواهم من أهل الاعتذار، وآخرون حبستهم الفاقة باعوا بيوتهم ومتاعهم وما يملكون ليلتحقوا بركب المجاهدين، قال تعالى: {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} [النحل: 110]، نسأل الله أن يتقبل هجرتهم وجهادهم والله عنده حسن الثواب.

• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 52
الخميس 26 محرم 1438 ه‍ـ

• لقراءة الحوار كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...more

صحيفة النبأ - العدد 52 حوار: والي طرابلس الشيخ أبو حذيفة المهاجر: - ستة أشهر من المعارك ولم ...

صحيفة النبأ - العدد 52
حوار:
والي طرابلس
الشيخ أبو حذيفة المهاجر:

- ستة أشهر من المعارك ولم يتمكن المرتدون بعد من حسم المعارك في سرت رغم مساندة الصليبيين لهم برا وجوا. ما هو السبب المباشر -بعد فضل الله- في تأخير تقدم المرتدين طيلة هذه الفترة؟ وما هي أهم التكتيكات العسكرية التي تسببت بهذا القدر الكبير من الخسائر في صفوفهم؟

هذا الثبات من جنود الخلافة في مدينة سرت محض توفيق من الله، ثبتوا لإيمانهم الجازم أن كل ما خلق الله سبحانه من حجر وشجر ورمال، أودية وجبال، مطر ورياح، ظلمة ليل أو ضياء نهار، كلهم عبيد له، وخلق من خلقه، ركّعٌ سجّد، يوالون أولياءه، ويعادون أعداءه، لا يحبون أن يعصى الله في أرضه، جند محضرون، يسخّرهم لنصرة أوليائه متى شاء، سبحانه.

أما بالنسبة لأساليب القتال، فلله الحمد، الإخوة استخدموا في هذه الحرب أساليب عديدة كانت سبباً -بعد توفيق الله- في استمرار المعركة إلى هذه الفترة، ومنها التشريك، والعبوات الناسفة، والأنفاق، والالتفافات التي أعيت أعداء الله، ومن ثم كان لسرايا الصحراء المتواجدة خارج سرت، والمنتشرة على الخط الساحلي بين سرت ومصراتة الدور الكبير والأثر البالغ في إطالة أمد المعركة داخل أحياء سرت -بفضل الله- فكانت لهم صولات وجولات، من العمليات الاستشهادية التي اخترقت تحصينات المرتدين، والعبوات والكمائن وحواجز التفتيش على طرق إمداد أعداء الله، والتي استنزفت المرتدين المتوجهين لحرب الشريعة في سرت.

ولا يفوتنا أن نذكر ملحمة من ملاحمهم، حين انغمست إحدى سرايا الصحراء بعد أن تبايع الإخوة فيها وتعاهدوا أن لا يلفتوا وجوههم حتى يلقوا ربهم، فاقتحموا مدينة سرت من جهتها الشرقية وسيطروا على منطقة السواوة وميناء وفندق سرت وقصور الضيافة، بعد أن قطعوا 30 كم داخل مناطق سيطرة المرتدين، ولم يبقَ بينهم وبين إخوانهم المحاصرين في سرت إلا شارع واحد، فُقتلوا مقبلين غير مدبرين بعد أن أنكوا بأولياء الشيطان، وأثخنوا فيهم، فاستنجد المرتدون بطيران الصليبيين، ليسعد فرساننا بالشهادة في سبيل ربهم، نصرة لإخوانهم وأخواتهم، وذباً عن الشريعة، رحلوا مقبلين غير مدبرين، نحسبهم ولا نزكيهم على الله.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 52
الخميس 26 محرم 1438 ه‍ـ

• لقراءة الحوار كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...more

صحيفة النبأ - العدد 52 حوار: والي طرابلس الشيخ أبو حذيفة المهاجر: - لعل موضوع الحملة ...

صحيفة النبأ - العدد 52
حوار:
والي طرابلس
الشيخ أبو حذيفة المهاجر:

- لعل موضوع الحملة الصليبية على ولاية طرابلس، التي شارك فيها مرتدو ما يعرف بـ «عملية البنيان المرصوص» هي أهم الأحداث التي طبعت هذه الفترة. كيف بدأ هجوم الصحوات على مدينة سرت؟ ولماذا الإصرار الكبير من قبلهم على دخول المدينة رغم التكاليف الباهظة التي تحمّلوها في سبيل ذلك؟

إن أعداء الله الصليبيين باتوا خائفين وجلين على قلاعهم وحصونهم، لسيطرة الدولة الإسلامية على مساحات واسعة من سواحل الشمال الإفريقي في ولايات ليبيا، وتحكيمها للشريعة، ونشرها للتوحيد، وتحذيرها من الشرك، وتحريضها على الجهاد، فتراكضوا لحربها، واستجلبوا لذلك خيلهم ورجلهم، حربٌ لن تقيهم ما يحذرون، ولن تزيد طينهم إلا بلّة، بعون الله وتوفيقه، حرب لو لم تقم لحقَّ على المجاهد أن يراجع سريرته، ويشك في طويته.
حرب خاض رحاها المجاهدون مطمئنين موقنين بنصر الله، بعد أن تسابق إلى لقاء ربهم خيرة مشايخنا وأمرائنا -تقبلهم الله أجمعين- ومنهم أميرنا وشيخنا والي طرابلس السابق الذي تقدّم ركب الانغماسيين، مقتحماً جموع المرتدين، وبعد توفيق الله نفّذ بحزامه الناسف بين جموعهم، فصدّقت أفعاله أقواله، وفدى الشريعة بدمائه الزكية، نسأل الله أن يعلي منزلته ويتقبله في الفردوس، وكان ذلك قبل ثلاثة أشهر.

بدأ الهجوم بعد أن تمالأت على حرب الشريعة أغلب الكتائب العسكرية التابعة لوزارة الدفاع في الغرب الليبي وخاصة كتائب مدينة مصراتة، وبتواصل مباشر مع الصليبيين، وتحت غطائهم الجوي، وقد مكن الله عباده المجاهدين من التنكيل بكتائبهم المتناحرة التي تجمعها غرفة عمليات أسموها «البنيان المرصوص»، والتي أعلنت عند بدء المعركة أن قوامها يزيد على 10 ألاف مقاتل على الأرض، بالإضافة لغطاء جوي (صليبي - ليبي)، أمام قلة مؤمنة صابرة محتسبة يظنون أنهم ملاقو الله، واثقون بموعوده سبحانه.

فوفّق الله عباده للتصدي لهم في ملحمة من أكبر ملاحم التوحيد في زماننا، دفاعاً عن أرض حكمها بالشريعة عباد نصروا أنفسهم بالتوحيد، واستكثروا من قلتهم بالعزيز الحميد، يجالدون أعداء الله 6 أشهر متواصلة، منّ ربنا فيها على عباده المستضعفين ونفذوا 120 عملية استشهادية استهدفت تجمعات المرتدين وأرتالهم، بالإضافة إلى مئات العبوات الناسفة والكمائن التي قطعت المرتدين، ليسقط منهم حتى اللحظة قرابة 5000 مرتد بين قتيل وجريح، ولله الحمد والمنة، ولم يثن المجاهدين أو يزعزعهم طيران التحالف (الصليبي - الليبي)، الذي نفذ حتى اليوم قرابة 2300 غارة جوية، ولا آلاف الصواريخ وقذائف المدافع والدبابات.

أما عن استماتة المرتدين في القتال فباعثها بغض التوحيد وأهله، وتمني زوال الشريعة، إضافة إلى التزام أوامر أسيادهم الصليبيين الذين يقاتلوننا حتى نكفر بالله، ونجعل له أنداداً في حكمه وتشريعه، يقاتلوننا حتى نلقي شريعة الله وراء ظهورنا ونكفر بها، ونؤمن بالديمقراطية، ونترك الجهاد، فالسعيد الفائز من لقي ربه وهو قابض على جمرة التوحيد، مستمسك بالعروة الوثقى.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 52
الخميس 26 محرم 1438 ه‍ـ

• لقراءة الحوار كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...more

واللهُ أشدُّ بأساً وأشدُّ تنكيلاً عندما تشتد الحرب، ويحمى لهيبها، وتقترب نارها شيئا فشيئا من ...

واللهُ أشدُّ بأساً وأشدُّ تنكيلاً


عندما تشتد الحرب، ويحمى لهيبها، وتقترب نارها شيئا فشيئا من المضارب، مهددة بحرق كل شيء، هنالك يبتلى المؤمنون ويزلزلون زلزالا شديدا.

وهناك يختلط العرق المتصبّب من جباه المجاهدين وهم يقارعون المشركين، بدموعهم وهم يدعون ربّهم مخلصين له الدين، أن يكفّ عنهم بأس الذين كفروا، وينصرهم عليهم.

وهناك أيضا تتمحص القلوب، ويظهر الإيمان، فيثمر العمل الصالح ثباتا ويقينا، وينجم النفاق فتثمر المعاصي والذنوب انهزاما ونفاقا، وهناك أيضا يسأل الناس جميعا متى نصر الله.

وهناك يسمع أولياء الله من جديد كلام ربهم، {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا} [النساء: 84]، ويعلم كل واحد منهم التوجيه الربّاني له إلى السبيل الوحيد لكف بأس الذي كفروا والتنكيل بهم، وهو القتال في سبيل الله، فينطلق إلى ساح الحتوف، سافر الوجه، ثابت الجنان، لا يلتفت إلى القاعدين والمخذلين، وكأن الآية ما نزلت إلا لتحرّضه وحده من دون العالمين، وإن التفت إلى إخوانه المجاهدين ألقى على أسماعهم أمر الله هذا لهم بأن يقاتل كل امرئ منهم في سبيل الله، محرضا لهم، وشادّا عزائمهم، مذكرا لهم بأن استجلاب نصر الله لا يكون إلا بطاعته فيما أمر بجهاد أعداء الله، وأما من عصاه ورضي أن يكون مع الخوالف فأنّى ينصره الله، وأنّى يُردّ عنه بأس الذين كفروا، وأنّى يرى بأس الله وتنكيله فيهم.

إن المؤمن يفرح عندما يرى أفعال جنود الخلافة في ولاياتها كافة وهم يصدّون الحملة الصليبية على الموصل، لا لأنه يرى حجم نكايتهم في المرتدين وحسب، ولكن لأنه يدرك أنهم فهموا سنّة الله في كسر صولة المشركين، وكفّ بأس الكافرين، واستجلاب النصر من الله ربّ العالمين، ألا وهو قتال جنود الطواغيت والإثخان فيهم، حتى يرتدوا على أعقابهم خائبين مدحورين، وقد طحنتهم المعارك، واستنفدت طاقاتهم وإمكانياتهم، وأهلكت جيوشهم، وأجبرتهم على التخندق خلف أسوارهم خائفين، لا يعرفون من أين سيخرج المجاهدون عليهم، أيصعدون إليهم من الأرض، أم ينزلون عليهم من السماء، وما ذلك على الله بعزيز.

فقد كانت حرب الصمود والاستنزاف التي يخوضها الثابتون على أطراف نينوى، وإغارات الانغماسيين التي قطعت قلوب مرتدي البيشمركة في كركوك، وغزوة فرسان الصحراء التي نزلت كالصاعقة على رؤوس الروافض والصحوات في الرطبة، والصولات المباركة التي أشغلت المشركين في الكسك وسنجار، وغيرها من أفعال الموحدين التي شهدناها خلال الأيام الماضية خير شاهد ودليل على أن البأس لا يردّ إلا بمثله، وأن إشغال الكفار بأنفسهم خير من تركهم لينشغلوا بنا، وأن ضربة في الظهر تساوي عشرات من مثيلاتها في الوجه أو الصدر، وأن الحرب خدعة.

هذا عدا عن التكاليف الباهضة التي تحملها الصليبيون والروافض خلال الأيام القليلة من الحملة، التي دفعتهم دفعا إلى تكذيب تصريحاتهم المتفائلة التي رافقت إعلانهم انطلاقها، إذ تبين لهم أن كل يوم من المعارك يكلفهم مائة قتيل على الأقل والملايين من الدولارات، وأن الحملة إن استمرت على هذه الحالة فلن تمضي شهورها إلا وقد أبيد جيشهم عن بكرة أبيه، وقد تكلفوا من الأموال أضعاف ما تكلفوه في كامل حملتهم ضد الدولة الإسلامية منذ بدايتها قبل عامين، فكيف إن عجزوا في النهاية عن تحقيق غايتهم، وهو ما سيكون، بإذن الله، وانقلب الأمر عليهم كرّة لجنود الخلافة لن تتوقف إلا على قمم جبال كردستان، وعلى شواطئ الخليج، بإذن الله تعالى.

فيا جنود الدولة الإسلامية، ويا أسود التوحيد، لقد رأيتم بأعينكم قبل غيركم كيف نصركم الله في أيام معدودة، فأوقفتم العالم كله على قدم واحدة وأنتم تنكلون بأعداء الله في قلب مدنهم المحصنة في كركوك والرطبة وغيرها، وحبستم أنفاس الطواغيت والمرتدين وهم يترقبون صولتكم التالية، فلا توقفوا ما بدأتموه، ولا تريحوا أعداءكم ساعة من نهار، ولا تأذنوا لهم بطرفة عين في ليل.

وليحرص كل منكم على أن يكون قتاله خالصا لوجه الله، وليحرّض المؤمنين على القتال، عسى الله أن يكفّ بقتالكم بأس الكافرين كما وعدكم، سبحانه، وعسى أن تستجلبوا بذلك نصر الله لكم وبأسه الشديد على عدوه وعدوكم، والله أشد بأسا وأشد تنكيلا.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 52
الخميس 26 محرم 1438 ه‍ـ

• لقراءة الصحيفة، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...more

السلطان محمود الغزنوي يمين الدولة وقامع البدعة (٢/٢) كما كان للسلطان مواقف مع الأشاعرة ...

السلطان محمود الغزنوي
يمين الدولة وقامع البدعة

(٢/٢)
كما كان للسلطان مواقف مع الأشاعرة الضُلال، منها ما ذكره الذهبي في «السير»، قال: «دخل ابن فورك على السلطان محمود، فقال: لا يجوز أن يوصف الله بالفوقية لأن لازم ذلك وصفه بالتحتية، فمن جاز أن يكون له فوق جاز أن يكون له تحت. فقال السلطان: ما أنا وصفته حتى يلزمني، بل هو وصف نفسه. فبهت ابن فورك».
وقال الذهبي أيضا: «قال: أبو الوليد سليمان الباجي: لما طالب ابن فورك الكرامية أرسلوا إلى محمود بن سبكتكين صاحب خراسان يقولون له: إن هذا الذي يؤلب علينا أعظم بدعة وكفرا عندك منا، فسله عن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، هل هو رسول الله اليوم أم لا؟ فعظم على محمود الأمر، وقال: إن صح هذا عنه لأقتلنه! ثم طلبه وسأله، فقال: كان رسول الله، وأما اليوم فلا. فأمر بقتله، فشفع إليه وقيل: هو رجل له سن. فأمر بقتله بالسم. فسُقي السم».

وقال ابن حزم: «حدثت فرقة مبتدعة تزعم أن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب -صلى الله عليه وسلم- ليس هو الآن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهذا قول ذهب إليه الأشعرية، وأخبرني سليمان بن خلف الباجي -وهو من مقدميهم اليوم- أن محمد بن الحسن بن فورك الأصبهاني على هذه المسألة قتله بالسم محمود بن سبكتكين صاحب ما دون وراء النهر من خراسان رحمه الله... ونعوذ بالله من هذا القول فإنه كفر صراح لا ترداد فيه... فكذبوا القرآن في قول الله، عز وجل: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ}، وكذّبوا الآذان، وكذّبوا الإقامة التي افترضها الله تعالى خمس مرات كل يوم وليلة على كل جماعة من المسلمين، وكذّبوا دعوة جميع المسلمين التي اتفقوا على دعاء الكفار إليها وعلى أنه لا نجاة من النار إلا بها، وأكذبوا جميع أعصار المسلمين من الصحابة فمن بعدهم في إطباق جميعهم برّهم وفاجرهم على الإعلان بلا إله إلا الله محمد رسول الله، ووجب على قولهم هذا الملعون أنه يُكذّب المؤذنون والمقيمون ودعاة الإسلام في قولهم محمد رسول الله وأن الواجب أن يقولوا محمد كان رسول الله، وعلى هذه المسألة قَتل الأميرُ محمود بن سبكتكين مولى أمير المؤمنين وصاحب خراسان -رحمه الله- ابنَ فورك شيخ الأشعرية، فأحسن الله جزاء محمود على ذلك ولعن ابن فورك وأشياعه وأتباعه» [الفصل].
ولم يكن السلطان الغزنوي ليسكت عن دعاة الضلال وأهل الكلام.

وقد أثنى أبو العباس بن تيمية -رحمه الله- على السلطان الغزنوي، فقال: «ولما كانت مملكة محمود بن سبكتكين من أحسن ممالك بني جنسه: كان الإسلام والسنة في مملكته أعز، فإنه غزا المشركين من أهل الهند ونشر من العدل ما لم ينشره مثله، فكانت السنة في أيامه ظاهرة والبدع في أيامه مقموعة» [الفتاوى].

وقال رحمه الله: «وكان من خيار الملوك وأعدلهم وكان من أشد الناس قياما على أهل البدع» [منهاج السنة].

وهكذا كانت بركة مبايعة الإمام ومحاربة المبتدعة والزنادقة: تمكين ونصر على الأعداء، قال ابن كثير في أحداث (421 هـ): «لما كان في ربيع الأول من هذه السنة توفي الملك العادل، الكبير المثاغر، المرابط المؤيد، المنصور المجاهد، يمين الدولة أبو القاسم محمود بن سبكتكين، صاحب بلاد غزنة وتلك الممالك الكبار، وفاتح أكثر بلاد الهند قهرا، وكاسر بدودهم وأوثانهم كسرا، وقاهر هنودهم وسلطانهم الأعظم قهرا».

فهي شذرات من سيرة سلطان عادل، نصر التوحيد والسنّة، وقمع الشرك والبدعة، وحرص على تثبيت جماعة المسلمين في الوقت الذي انتصب لحرب الخلافة والعمل على إضعافها كثير من الفرق المبتدعة والطوائف الضالة، فكان لولاية السلطان محمود لأمير المؤمنين القادر دور كبير في قمع تلك الطوائف وإعادة الهيبة للخلافة القرشية.
وفي خراسان اليوم جيل من الموحّدين ممّن نصر الله بهم الإسلام وأهله، يحاربون الشرك، ويقمعون البدعة، ويعتصمون بالجماعة، نسأل الله أن يجعل على أيديهم فتح السند والهند من جديد، إنه ولي ذلك والقادر عليه، والحمد لله رب العالمين.

• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 51
الخميس 19 محرم 1438 ه‍ـ

• لقراءة المقل كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...more
Loading prayer times ...
00:00:00 Time to
8 Dhu al-Hijjah 1446
Fajr 00:00 Dhuhr 00:00 Asr 00:00 Maghrib 00:00 Isha 00:00