"جهاد" الإخوان والسرورية في سبيل الديموقراطية إن أغلب الفصائل المسلحة الموجودة في ساحة الشام ...

"جهاد" الإخوان والسرورية في سبيل الديموقراطية

إن أغلب الفصائل المسلحة الموجودة في ساحة الشام اليوم، ومثلها ما كان موجودا في ساحة العراق سابقا إنما تستقي فكرها ومنهجها بطريقة أو بأخرى من حركة "الإخوان المسلمين"، أو من تيار "السرورية" بوصفه النسخة السعودية المعدلة من الحركة، مهما حاولت هذه الفصائل أن تزعم الابتعاد عنها، وقامت بانتقاد منهجها.

وبالرجوع إلى فكر تلك الحركة المنحرفة ومعرفة منهجها، يمكننا تفسير الانحرافات في مناهج الكثير من الفصائل، والتي يعجز حتى أنصارها عن فهم سبب انتكاساتها المفاجئة بالنسبة لهم، ولعل في الانحرافات التي ظهرت من الفصائل خلال "مؤتمر الرياض" وعلى رأسها إقرارهم بالديموقراطية، والدولة المدنية، وغيرها من الكفريات، بعد سنوات من الزعم بأن غاية "جهادهم" هو تطبيق الشريعة الإسلامية مثالًا مناسبًا للبحث.

"منهج (حسن البنا) و(سعيد حوى) لا منهج الرسول صلى الله عليه وسلم"

يعتبر (سعيد حوى) واحدا من رموز "الإخوان المسلمين" في العالم كله، لا لكونه كان "المراقب العام للإخوان في سوريا" فحسب، بل لكونه أهم منظريهم خلال ربع القرن الماضي، وواضعا لبعض المناهج التي تدرس في حلقاتهم وأُسرهم على مستوى العالم، ومن خلال كتاباته يمكننا استخلاص البعض من أهم أسس النظرية السياسية عند "الإخوان المسلمين"، وهذه الأسس هي:

2- احترام قوانين الطواغيت والعمل من خلالها:

الأساس الآخر لعمل "الإخوان المسلمين" يتمثل في أن عملها يكون في إطار طاعة قوانين الطواغيت والخضوع لها، وعدم مخالفة هذه القوانين، وبالتالي لا يكون الخروج على هؤلاء الطواغيت، ومخالفة قوانينهم إلا في حالة التهديد باستئصال حركتهم تماما من قبل الطواغيت، وفي هذا يقول (سعيد حوى): "إننا ندعو الإسلاميين في كل مكان في العالم إلى أن تبقى حركتهم ضمن القانون، وأن يطوروا وجودهم وحركتهم عبر القانون، ويجب أن يعرف العالم أن خطتنا السياسية لتحقيق أهدافنا لا تقوم على أساس ثورة في كل قطر، بل نحن نعتمد في حركتنا السياسية على نظرية تقول: إننا سنصل إلى كل أهدافنا المحلية والعالمية عبر القانون إذا أعطينا حرية عمل" [جند الله - تخطيطا، ص 124]، وبالتالي يكون "نضال" الإخوان في سبيل إقناع الحكومات الطاغوتية على السماح لهم بالعمل فقط، بناء على ظنهم أن ذلك سيؤدي لانتشارهم وشعبيتهم، واستقطابهم للمزيد من الأتباع، وبالتالي ازدياد قوتهم إلى الحد الذي يمكنهم من الوصول إلى الحكم، عن طريق الديموقراطية، أو عن طريق "الثورة" في حال حاول الطاغوت إضعافهم وكسر شوكتهم.

▫ المصدر:
صحيفة النبأ الأسبوعية العدد 11
...more

"جهاد" الإخوان والسرورية في سبيل الديموقراطية إن أغلب الفصائل المسلحة الموجودة في ساحة الشام ...

"جهاد" الإخوان والسرورية في سبيل الديموقراطية

إن أغلب الفصائل المسلحة الموجودة في ساحة الشام اليوم، ومثلها ما كان موجودا في ساحة العراق سابقا إنما تستقي فكرها ومنهجها بطريقة أو بأخرى من حركة "الإخوان المسلمين"، أو من تيار "السرو٫رية" بوصفه النسخة السعودية المعدلة من الحركة، مهما حاولت هذه الفصائل أن تزعم الابتعاد عنها، وقامت بانتقاد منهجها.

وبالرجوع إلى فكر تلك الحركة المنحرفة ومعرفة منهجها، يمكننا تفسير الانحرافات في مناهج الكثير من الفصائل، والتي يعجز حتى أنصارها عن فهم سبب انتكاساتها المفاجئة بالنسبة لهم، ولعل في الانحرافات التي ظهرت من الفصائل خلال "مؤتمر الرياض" وعلى رأسها إقرارهم بالديمو٫قراطية، والدولة المدنية، وغيرها من الكفريات، بعد سنوات من الزعم بأن غاية "جهادهم" هو تطبيق الشريعة الإسلامية مثالًا مناسبًا للبحث.

"منهج (حسن البنا) و(سعيد حوى) لا منهج الرسول صلى الله عليه وسلم"

يعتبر (سعيد حوى) واحدا من رموز "الإخوان المسلمين" في العالم كله، لا لكونه كان "المراقب العام للإخوان في سوريا" فحسب، بل لكونه أهم منظريهم خلال ربع القرن الماضي، وواضعا لبعض المناهج التي تدرس في حلقاتهم وأُسرهم على مستوى العالم، ومن خلال كتاباته يمكننا استخلاص البعض من أهم أسس النظرية السياسية عند "الإخوان المسلمين"، وهذه الأسس هي:

1- الديموقراطية:

موضحا أن الديموقراطية هي الأساس الذي ينبغي أن يقوم عليه نشاطهم، يقول (سعيد حوى) "إننا نحذر أنفسنا وإخواننا من محاربة الديموقراطية العملية، بل نرى أن المطالبة بمزيد من الديموقراطية هو الطريق العملي لانتصار الإسلام على أرض الإسلام، وقد فطن أعداؤنا لهذا فاغتالوا الديموقراطية وأوجدوا ديكتاتوريات وبدائل، وغفل الكثيرون من أبناء الإسلام عن الإيجابيات التي تقدمها لنا الديمو٫قراطية، ونظروا إلى المسألة في إطارها النظري العقدي، ولم ينظروا في إطار الواقع الذي يقول إنه حيثما كانت الأكثرية فهي التي تحكم، ومبادئها هي التي تسود" [جند الله - تخطيطا، ص 83]، فالطريق إلى "انتصار الإسلام" وفق المنهج الإخواني المنحرف هو المطالبة بالمزيد من الديموقراطية، بغض النظر عندهم عن الجانب العقدي المتمثل في كونها أحد صور الشرك بالله، وأن من يمارس هذا الشرك أو يعين عليه أو يدعو إليه أو يرضى به يكون مشركا بالله تعالى، فالمهم عندهم ما يظنونه من "منافع" هذه الوسيلة الشركية من أنها ستؤدي إلى انتصار حركتهم الذي يسميه هذا الضال المضل "انتصار الإسلام"، بناء على أن المسلمين هم الأكثرية في "البلدان الإسلامية" وبالتالي إذا جرت انتخابات فإن هؤلاء "المسلمين" سينجحون في إيصال من يريدون لتحقيق الأغلبية في البرلمانات، وعن طريق هذه "الأغلبية البرلمانية" يمكن فرض تطبيق الشريعة، وهذه النظرية السياسية الفاشلة هي التي تحكم كل تحركات الإخوان في كل مكان منذ تأسيس حركتهم، ومنذ أيام مؤسسها (حسن البنا)، الذي رشح نفسه لانتخابات "المجلس النيابي" مرتين، انسحب من الأولى بسبب ترهيبه أو ترغيبه من قبل رئيس الحكومة (النحاس باشا)، فيما خسر في الثانية، متّهماً الإنكليز ورئيس الحكومة (أحمد ماهر) بتزوير الانتخابات.

وبناء على هذا الأساس نفهم طبيعة صراع "الإخوان المسلمين" في مصر اليوم مع الطاغوت (عبد الفتاح السيسي)، حيث فقد الآلاف من أنصارهم حيواتهم، وغيب منهم عشرات الألوف في السجون، وهم ليس عندهم إلا المطالبة بعودة الديموقراطية، وإزالة "حكم العسكر"، وغيرها من الشعارات التي ليس فيها ذكر لشريعة أو دين.

▫ المصدر:
صحيفة النبأ الأسبوعية العدد 11
...more

ونقول لليهود والصليبيين وأذنابهم وأحزابهم، لأمريكا وأوروبا وروسيا وحلفائهم وعملائهم، للرو↦افض ...

ونقول لليهود والصليبيين وأذنابهم وأحزابهم، لأمريكا وأوروبا وروسيا وحلفائهم وعملائهم، للرو↦افض والمرتدين بأصنافهم وأجناسهم: (قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ)، وإن ربنا - عز وجل - العليم الحكيم قال لنا: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ)، وإن ربنا - عز وجل - العزيز العليم قال لنا: (وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا)، فتربصوا أيها الكفار والمرتدون، إنا معكم متربصون، وإن ربنا - عز وجل - الجبار القهار قال لنا: (قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ)، وإن ربنا العظيم القدير - سبحانه - قال لنا: (وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ)، فقد وعدنا ربنا - سبحانه - إحدى الحسنيين ووعدنا بالنصر والغلبة ووعدكم أيها الكفار بالخزي والعذاب من عنده أو بأيدينا، ووعدكم بالخذلان والهزيمة، ولا يخلف الله الميعاد سبحانه، وإنا نعدكم - بإذن الله - أن كل من يشارك في الحرب على الدولة الإسلامية، ليدفعن الثمن غاليا بإذن الله، وليندمن، فتربصي أمريكا، تربصي أوروبا، تربصي روسيا، تربصوا أيها الروافض، تربصوا أيها المرتدون، تربصوا يا يهود، إنا معكم متربصون.

اللهم منزل الكتاب، مجري السحاب، هازم الأحزاب، اهزمهم وزلزلهم، اهزمهم وانصرنا عليهم، وصلِّ اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

مقتطف من الكلمة الصوتية لأمير المؤمنين الشيخ أبو بكر البغدادي - تقبله الله - بعنوان: (فتربّصوا إنّا معكم متربّصون)
...more

ويا جنود الدولة الإسلامية اصبروا إنكم على الحق، اصبروا إن الله معكم، هو مولاكم وهو ناصركم فنعم ...

ويا جنود الدولة الإسلامية اصبروا إنكم على الحق، اصبروا إن الله معكم، هو مولاكم وهو ناصركم فنعم المولى ونعم النصير، اصبروا فإنما هي معركة أحزاب جديدة، وعما قريب - بإذن الله - تقلع خيامهم وتنكفئ قدورهم ويهزمهم الله - سبحانه -، وبعدها نغزوهم - بإذن الله - ولا يغزوننا، فاثبتوا وكونوا على يقين من نصر الله، وإن هذا الاجتماع عليكم وهذه الزلزلة لهو وعد الله للمؤمنين، فقد وعد الله عباده المتقين بالنصر بعد البأساء والضراء والزلزلة، قال تعالى: (وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَٰذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا)، فقد استبشر المؤمنون يوم الأحزاب بقرب النصر، لما رأوا مَثَل الذين خلوا من قبلهم من الشدة والابتلاء، فلا بد أن يشتد البلاء وتعظم المحن، حتى ينجم النفاق ويرسخ الإيمان، لينزل النصر، ولقد نصرنا الله - تبارك وتعالى - منذ عشر سنين، يوم أعلنا قيام دولة الإسلام، ثم نزلت بنا المحن، وماجت الفتن، وعظم الابتلاء، حتى انحسرت الدولة الإس،لامية عن كثير من المناطق التي فتحتها وسيطرت عليها، وضاقت علينا الأرض بما رحبت، حتى ظن أعداء الدولة الإس،لامية أنهم قضوا عليها، وحتى قال المنافقون والذين في قلوبهم مرض: (مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا)، وحتى قال المج،اهدون الصابرون المؤمنون: (مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ)، فلما ثبتوا وصبروا وعلم الله المنافقين وعلم المؤمنين نزل نصر الله، أقرب وأسرع مما ظن المؤمنون، وعادت الدولة - بفضل الله - أقوى مما كانت بأضعاف، فاثبتوا أيها المج،اهدون، وما أمامكم إلا إحدى الحسنيين، إما ظهور وإما شهادة، ولا خير في عيشنا إن لم نعش تحت حكم الله وفي ظل شرعه، وما أعذب الموت في نصرة دين الله والذود عن شرعه وحكمه، فاثبتوا فإما حياة عزيزة كريمة وإما قتلة سعيدة وشهادة مشرِّفة، فازهدوا في الدنيا وأقبلوا على الله، فالدنيا فانية، وما عند الله خير وأبقى، وأقلعوا عن المعاصي، واجتنبوا الظلم، وأطيعوا أمراءكم، فلا تنازعوا، وأكثروا من قراءة القرآن، وأكثروا من التوبة والاستغفار، (وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)، وإذا لقيتم أعداء الله فاستعينوا بالله واثبتوا ورددوا قول: لا حول ولا قوة إلا بالله، واصبروا ينصركم الله ويثبت أقدامكم، ويفتح عليكم من حيث لم تحتسبوا، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ).

وإن وصيتي لكم إخراج أسرى المسلمين في كل مكان وخصوصا طلبة العلم في غياهب سجون الطواغيت، فاصبروا يا أسرانا ولا تظنوا أن يطيب لنا عيش ولمّا نخرجكم جميعا بحول الله وقوته

مقتطف من الكلمة الصوتية لأمير المؤمنين الشيخ أبو بكر البغدادي - تقبله الله - بعنوان: (فتربّصوا إنّا معكم متربّصون)
...more

الجهادُ بالـدُّعاء (2) [2/2] ومن أهم شروط استجابة الدعاء إخلاص الدعاء لله الواحد الأحد، ...

الجهادُ بالـدُّعاء (2)

[2/2]

ومن أهم شروط استجابة الدعاء إخلاص الدعاء لله الواحد الأحد، ومنها: متابعة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في طريقة دعائه وكيفيته وتجنب البدع والمحدثات في الدعاء، ومنها: العزم والجزم، قال، صلى الله عليه وسلم: (إذا دعا أحدكم فليعزم في الدعاء، ولا يقل: اللهم إن شئت فأعطني) [متفق عليه]، ومنها: الثقة بإجابة الله تعالى للدعاء، قال صلى الله عليه وسلم: (فإذا سألتم الله فاسألوه وأنتم موقنون بالإجابة، فإنَّ الله لا يستجيبُ لعبدٍ دعاءً من ظهرِ قلبٍ غافل) [رواه أحمد]، ومنها: الرغبة فيما عند الله تعالى من الثواب، والرهبة مما عنده من العقاب، وحضور القلب والخشوع، قال تعالى: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} [الأنبياء: 90].

كما أنَّ للدعاء آدابا ومستحبات، تجعل الدعاء أقرب للإجابة، منها: أن يكون الداعي طاهراً ويستقبل القبلة ويرفع يديه، ومنها أن يثني الداعي على الله -عز وجل- بما هو أهله ويصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل الدعاء، ومنها: أن يقدِّم بين يدي دعائه عملاً صالحاً، ومنها: الإلحاح على الله في الطلب وتكراره ثلاثاً أو أكثر، والبكاء، ومنها: خفض الصوت بالدعاء إذا كان الداعي منفرداً، أما الإمام فلا بد من رفع صوته حتى يؤمّن الناس على دعائه، ومنها: تحري مواطن إجابة الدعاء، كالثلث الأخير من الليل وأدبار الصلوات المفروضة، وبين الأذان والإقامة، وعند نزول الغيث، وعند زحف الصفوف في سبيل الله، وعند التقائها، والساعة الأخيرة من يوم الجمعة، وفي السجود، وعند سماع صياح الديكة، وعند الفطر من الصوم، وفي السفر...

هذا وليحذر الداعي من موانع استجابة الدعاء، التي منها: دعاء غير الله تعالى والاستشفاع بالأموات والغائبين، فهذا شرك أكبر مخرج من الملّة، ومنها: التوسل إلى الله بأدعية بِدعية، كدعاء الله سبحانه بجاه النبي -صلى الله عليه وسلم- قائلا: «اللهم أسألك بجاه نبيّك»، ومنها: تحجير رحمة الله، كأن يقول الداعي: اللهم ارحم فلانا واغفر لفلان ولا ترحم وتغفر لفلان، ومنها: الدعاء بالإثم وقطيعة الرحم، ومنها: ارتكاب المعاصي وخاصةً أكل الحرام كالسرقة والربا والخمر والدخان، وقد ذكر رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغُذِّي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك؟!) [رواه مسلم]، ومنها: ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال النبي، صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده، لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً منه، ثم تدعونه فلا يُستجاب لكم) [رواه الترمذي وحسنه].

كما على الداعي أن يتجنَّب مكروهات الدعاء، كالجهر الشديد بالصوت، فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: «نزلت هذه الآية {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} في الدعاء» [متفق عليه]، ومنها: التكلُّف والتصنُّع باستخدام ألفاظ مسجوعة أو غير مفهومة للعامة، وإن كانت الفصاحة في الدعاء محمودة لكي لا يتأثر المعنى، لكنّ الخروج عن المألوف في ذلك مذموم، كونه يُذهب الخشوع ويلهي القلوب، ومنها: أن يطلب الداعي مسألة لا يليق طلبها، كأن يسأل الله تعالى أن يخلِّده في الدنيا، أو أن يطلب أن تكون منزلته مثل منزلة الأنبياء...

فيا جنود الدولة الإسلامية ويا أمراءها ويا رعاياها ويا مناصريها، ادعوا الله أن ينصر خلافتكم، وأن يهزم جالوت العصر أمريكا وجنودها، فالله مستجيبٌ دعاءكم ولو بعد حين .


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 47
الثلاثاء 18 ذو الحجة 1437 ه‍ـ

• لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...more

الغلظة على الكفار والمرتدين في سيرة الخلفاء الراشدين [2/2] وأما في اليمامة فقد جرت أشد المعارك ...

الغلظة على الكفار والمرتدين في سيرة الخلفاء الراشدين

[2/2]
وأما في اليمامة فقد جرت أشد المعارك وأحماها وطيسا مع المرتدين من أتباع مسيلمة الكذاب، وبذل فيها الصحابة -رضوان الله عليهم- أقصى ما يستطيعون حتى مكّنهم الله من رقاب أعدائهم فأبادوا خضراءهم، قال ابن كثير: «فكان جملة من قتلوا في الحديقة وفي المعركة قريبا من عشرة آلاف مقاتل، وقيل واحد وعشرون ألفا، وقتل من المسلمين ستمائة وقيل خمسمائة»، وقال ابن الأثير في «الكامل»: «ووصل كتاب أبي بكر إلى خالد أنْ يقتل كل محتلم، وكان قد صالحهم فوفى لهم ولم يغدر»، ولولا الصلح الذي عقده خالد بن الوليد -رضي الله عنه- مع مجاعة عن قومه بني حنيفة قبل وصول كتاب الصديق -رضي الله عنه- لاستأصل ما بقي منهم، والله أعلم.

وفي البحرين بعد أن أثخن العلاء بن الحضرمي -رضي الله عنه- بمرتديها ففروا أمامه وتبعهم المسلمون ينكلون بهم، ركب المرتدون السفن وعبروا الخليج، قال ابن كثير: «ثم ركب المسلمون في آثار المنهزمين يقتلونهم بكل مرصد وطريق، وذهب من فر منهم أو أكثرهم في البحر إلى دارين»، وهنا لم يترك لهم المسلمون فرصة التقاط الأنفاس أو الهرب بأنفسهم، فقرروا عبور الخليج بالسفن إليهم، ولما وجدوا أنَّ ذلك سيؤخرهم عن مبتغاهم قرر العلاء الحضرمي -رضي الله عنه- أن يخوض هو وجيشه الخليج متوكلاً على ربه مستعينا به، قال ابن كثير: «فأجاز بهم الخليج -بإذن الله- يمشون على مثل رملة دمثة فوقها ماء، لا يغمر أخفاف الإبل، ولا يصل إلى ركب الخيل ومسيرته للسفن يوم وليلة، فقطعه إلى الساحل الآخر فقاتل عدوه وقهرهم واحتاز غنائمهم ثم رجع فقطعه إلى الجانب الآخر، فعاد إلى موضعه الأول وذلك كله في يوم، ولم يترك من العدو مخبرا واستاق الذراري والأنعام والأموال»، وعلى هذه الوتيرة كانت كل حروب الردة، تنكيل وإثخان بالمرتدين حتى يرجعوا لأمر الله أو يقتلوا على ردتهم.

وبفراغ الصديق -رضي الله عنه- من حروبهم، عمد إلى البدء في فتوح العراق والشام، فالمرتدون عقبة كؤود في طريق الجهاد في سبيل الله ونشر الإسلام في الأرض لا بد من اقتلاعها، حتى يتيسر لأمة الإسلام دعوة من خالفها من الأمم وقتالهم على أمر الله.

وفي إحدى معاركه مع الفرس المجوس أقسم سيف الله المسلول -رضي الله عنه- أن يجري النهر بدمائهم، قال ابن كثير: «وقال خالد اللهم لك علي إن منحتنا أكتافهم أن لا أستبقي منهم أحدا أقدر عليه حتى أجري نهرهم بدمائهم، ثم إن الله -عز وجل- منح المسلمين أكتافهم، فنادى منادي خالد الأسر الأسر لا تقتلوا إلا من امتنع من الأسر، فأقبلت الخيول بهم أفواجا يساقون سوقا وقد وكَّل بهم رجالا يضربون أعناقهم في النهر، ففعل ذلك بهم يوما وليلة، ويطلبهم في الغد ومن بعد الغد، وكلما حضر منهم أحد ضربت عنقه في النهر، وقد صرف ماء النهر إلى موضع آخر، فقال له بعض الأمراء إن النهر لا يجري بدمائهم حتى ترسل الماء على الدم فيجري معه فتبرَّ بيمينك، فأرسله فسال النهر دما عبيطا، فلذلك سمى نهر الدم إلى اليوم... وبلغ عدد القتلى سبعين ألفا».

وفي إحدى حروب خالد بن الوليد -رضي الله عنه- مع الروم سأله أحد قادتهم -وهو ماهان- اللقاء والمحاورة ليرده عن قصده فكان الجواب المرعب من خالد مُوقفاً له عند حده. قال ابن كثير: «فقال ماهان: إنا قد علمنا أنّ ما أخرجكم من بلادكم الجهد والجوع، فهلموا إلى أن أعطي كل رجل منكم عشرة دنانير وكسوة وطعاما وترجعون إلى بلادكم، فإذا كان من العام المقبل بعثنا لكم بمثلها؛ فقال خالد: إنه لم يخرجنا من بلادنا ما ذكرت، غير أنَّا قوم نشرب الدماء، وأنه بلغنا أنه لا دم أطيب من دم الروم، فجئنا لذلك؛ فقال أصحاب ماهان: هذا والله ما كنا نحدَّث به عن العرب».

وفي خلافة علي -رضي الله عنه- ظهر قوم غلوا فيه وادعوا ربوبيته فأمر بإحراقهم جميعا، ذكر الذهبي في «تاريخ الإسلام»: «جاء أُناس إلى علي فقالوا: أنت هو! قال: من أنا؟ قالوا: أنت هو! قال: ويلكم من أنا؟ قالوا: أنت ربنا! قال: ارجعوا! فأبوا، فضرب أعناقهم، ثم خدّ لهم في الأرض، ثم قال: يا قنبر ائتني بحزم الحطب، فحرقهم بالنار، وقال: لما رأيت الأمر أمراً منكراً أوقدت ناري ودعوت قنبرا».


إن ما ذكرناه من قصص هنا لا يعدو كونه نماذج قليلة من نمط تعامل الصحابة مع الكفرة والمرتدين في حروبهم معهم، فمن شاء أن يسير على هداهم فقد اهتدى ونجا، ومن أراد أن يتبع غير سبيلهم، فسيوليه الله ما تولّى من المناهج والملل الضالة المضلة، ومن زعم أنه أهدى منهم فقد كذب على الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- والله يهدي إلى سواء السبيل.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 47
الثلاثاء 18 ذو الحجة 1437 ه‍ـ

• لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...more

الغلظة على الكفار والمرتدين في سيرة الخلفاء الراشدين [1/2] كان الصحابة -رضوان الله عليهم- أرقّ ...

الغلظة على الكفار والمرتدين في سيرة الخلفاء الراشدين

[1/2]
كان الصحابة -رضوان الله عليهم- أرقّ الناس أفئدة، وألينهم قلوبا وجانبا، وأحسنهم معشرا وأخلاقا، وأخلصهم في الدعوة والحرص على نشر الدين ورفع راية الإسلام، وكانوا أشد الناس حرصا على التمسك بالهدي النبوي واتّباع سنّة الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الأمور كلّها، ومن ذلك قضية التعامل مع الكفار في أوقات السلم وأوقات الحروب على حد سواء، فقد كانوا أشداء على الكفار، يغلظون عليهم بالسيف واللسان، حتى ثبّتوا للدين أصوله، وأقاموا للإسلام قواعده، ورفعوا للتوحيد رايته.

وأولهم الصديق -رضي الله عنه- الذي ثبّت الله الإسلام بثباته حين عزم على قتال المرتدين الذين امتنعوا عن شريعة واحدة من شرائع الإسلام الظاهرة المتواترة، وهي فريضة الزكاة، فلم يفرق بينهم وبين من عاد إلى عبادة الأوثان أو من اتبع الدجّالين، لذا عقد الألوية وبث السرايا، ومنها اللواء الذي عقده لسيف الله المسلول خالد بن الوليد، رضي الله عنه.

وفي أولى صولاته مع المرتدين تمكن خالد -رضي الله عنه- من كسر جيش طليحة بن خويلد الأسدي، ومن انضم إليه من قبائل العرب، ففلَّ جمعهم وكسر شوكتهم، فأرسل الصديق إليه يوصيه بالتنكيل والإثخان فيهم، قال ابن كثير: «وقد كتب أبو بكر الصديق إلى خالد بن الوليد حين جاءه أنه كسر طليحة ومن كان في صفه وقام بنصره، فكتب إليه: ليزدك ما أنعم الله به خيرا، واتق الله في أمرك، فإن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون، جُدَّ في أمرك ولا تلن، ولا تظفر بأحد من المشركين قتل من المسلمين إلَّا نكلت به، ومن أخذت ممن حاد الله أو ضاده ممن يرى أن في ذلك صلاحا فاقتله» [البداية والنهاية].

وقد أنفذ سيف الله المسلول الوصية، فانطلق يطلب مَن بقي مِن المرتدين مِن فلول الجيش المنهزم وينكل بهم ويقتص منهم، قال ابن كثير: «فجعل يتردَّد في طلب هؤلاء شهرا يأخذ بثأر من قتلوا من المسلمين الذين كانوا بين أظهرهم حين ارتدوا، فمنهم من حرَّقه بالنار ومنهم من رضخه بالحجارة، ومنهم من رمى به من شواهق الجبال، كل هذا ليعتبر بهم من يسمع بخبرهم من مرتدة العرب»، وفي هذا إرهاب لمن بقي من المرتدين الذين بدءوا يتسامعون هذه الأخبار فبادر بعضهم إلى التوبة والانقياد وعاند آخرون وأصروا على القتال والجلاد.

ولما قدم وفد بزاخة يسألون أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- الصلح متعهدين بالرجوع إلى أحكام الإسلام كافة، خيّرهم بين الحرب المجلية أو السلم المخزية، قال ابن كثير: «فقالوا يا خليفة رسول الله أما الحرب المجلية فقد عرفناها، فما السلم المخزية؟ قال: تؤخذ منكم الحلقة والكراع وتتركون أقواما يتبعون أذناب الإبل، حتى يري الله خليفة نبيه والمؤمنين أمرا يعذرونكم به، وتؤدون ما أصبتم منا ولا نؤدي ما أصبنا منكم، وتشهدون أن قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار»، والحديث عند البخاري مختصرا.

وهذا الفعل من الصديق -رضي الله عنه- إذلال لمن حارب الله ورسوله ليتبين لهم سوء ما فعلوه وعظم ما اقترفوه، وفيه تأمين لدولة الإسلام من خطرهم بنزع سلاحهم بعد توبتهم، وهو منبئ عن عزة الإسلام والمسلمين، فمع أنَّ الحرب لم تنته بعد مع المرتدين، إلا أنه فرض الشروط التي تدل على عزة المسلمين وعزة دولتهم وذلة من يعاديها أو يحاربها.

وللصديق رضي الله عنه موقف آخر مع مرتد خادع المسلمين وحاربهم وهو الفجاءة السلمي، فكان جزاؤه أن يحرقه بالنار، قال ابن كثير: «وقد كان الصديق حرَّق الفجاءة بالبقيع في المدينة، وكان سببه أنه قدم عليه فزعم أنه أسلم وسأله أن يجهز معه جيشا يقاتل به أهل الردة، فجهز معه جيشا فلما سار جعل لا يمر بمسلم ولا مرتد إلا قتله وأخذ ماله، فلما سمع الصديق بعث وراءه جيشا فردّه، فلما أمكنه بعث به إلى البقيع فجُمعت يداه إلى قفاه، وألقي في النار فحرقه وهو مقموط».

وأما في اليمامة فقد جرت أشد المعارك وأحماها وطيسا مع المرتدين من أتباع مسيلمة الكذاب، وبذل فيها الصحابة -رضوان الله عليهم- أقصى ما يستطيعون حتى مكّنهم الله من رقاب أعدائهم فأبادوا خضراءهم، قال ابن كثير: «فكان جملة من قتلوا في الحديقة وفي المعركة قريبا من عشرة آلاف مقاتل، وقيل واحد وعشرون ألفا، وقتل من المسلمين ستمائة وقيل خمسمائة»، وقال ابن الأثير في «الكامل»: «ووصل كتاب أبي بكر إلى خالد أنْ يقتل كل محتلم، وكان قد صالحهم فوفى لهم ولم يغدر»، ولولا الصلح الذي عقده خالد بن الوليد -رضي الله عنه- مع مجاعة عن قومه بني حنيفة قبل وصول كتاب الصديق -رضي الله عنه- لاستأصل ما بقي منهم، والله أعلم.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 47
الثلاثاء 18 ذو الحجة 1437 ه‍ـ

• لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...more

الجهادُ بالـدُّعاء (2) [1/2] الدعاء سلاح المؤمن، وهو نوعٌ من أنواع الجهاد في سبيل الله ...

الجهادُ بالـدُّعاء (2)

[1/2]

الدعاء سلاح المؤمن، وهو نوعٌ من أنواع الجهاد في سبيل الله باللسان، ويتأكد بحق المستضعفين من المسلمين ومن لم ييسر الله لهم مباشرة القتال بالنفس والمال، وقد كان الدعاء سبب انتصار طالوت وجنوده الموحدين على جالوت وجنوده الكافرين كما في سورة البقرة، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أول ما يفزع إليه إذا داهم المسلمين عدو أو حاصرهم أو التحمت صفوفهم بالمشركين.

وكذا كان الصحابة -رضي الله عنهم- وتابعوهم، لا يلجؤون في معاركهم إلّا إلى ربِّهم، يتوكلون عليه، وينكسرون بين يديه، ويتضرعون إليه، ويتبرؤون من حولهم وقوتهم إلى حوله وقوته سبحانه، فما يلبثون إلا أن يثبِّتهم جلَّ جلاله، وينزّل عليهم السكينة، ويخذل عدوهم ويقذف في قلوبهم الرعب ويردَّهم مهزومين.

فهذا الصحابي الجليل النعمان بن مقرن، أرسله الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- على رأس جيشٍ لقتال الفرس الذين خرجوا بمائة وخمسين ألف مقاتل لغزو بلاد المسلمين عام 21 هـ، فالتقى الجمعان في منطقة نهاوند في بلاد فارس، وانتظر النعمان ليبدأ القتال في في أحبِّ الساعات التي كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتحين لقاء العدو فيها، وذلك عند الزوال، فلما كان قريباً من تلك الساعة ركب فرسه وسار في الناس ووقف على كل راية يذكّرهم ويحرّضهم ويعدهم الظفر، وقال لهم: «إني مكبّر ثلاثاً، فإذا كبَّرت الثالثة فإني حامل فاحملوا»، ثم دعا قائلاً: «اللهم أعزز دينك، وانصر عبادك، واجعل النعمان أول شهيدٍ اليوم، اللهم إني أسألك أن تقرَّ عيني بفتح يكون فيه عز الإسلام، واقبضني شهيداً»، فبكى الناس وأمَّنوا على دعائه.

فماذا كانت العاقبة؟! فبعد أن اقتتلوا قتالاً شديداً، انهزم الفرس وقُتل منهم ما بين الزوال والإعتام ما ملأ أرض المعركة دماً يزلق به الناس والدواب، فلما أقرَّ الله عين النعمان بالفتح ورأى هزيمة المشركين؛ اصطفاه شهيداً في آخر المعركة استجابةً لدعوته [الكامل في التاريخ لابن الأثير].
ولو أتينا نتتبع آثار السلف الصالح في استخدامهم لسلاح الدعاء في معاركهم، وكيف أن الدعاء كان له الأثر البالغ في انتصاراتهم؛ لطال بنا المقام، فمن ذلك أن الفاتح الكبير القائد قتيبة بن مسلم الباهلي -رحمه الله- كان يصطحب معه في فتوحاته العلماء والفقهاء والعُبَّاد، يستنصر بدعائهم، ففي أواخر القرن الأول الهجري وفي إحدى غزواته، صافَّ قتيبة الترك، فهاله أمرهم وجموعهم وعدتهم؛ فبعث يسأل عن الإمام التابعي محمد بن واسع -رحمه الله- فقيل له: «هو ذاك في ميمنة الجيش متكئاً على قوسه رافعاً إصبعه يناجي ربه النصر على العدو»، فقال قتيبة قولته المشهورة: «تلك الإصبع أحبُّ إليَّ من مائة ألف سيف شهير وشاب طرير» [سير أعلام النبلاء]، وما قال ذلك واستبشر بالنصر إلا لعلمه بفضل سلاح الدعاء وأهميته، وبالفعل فإنه لما التقى جيش الترك المشركين وقاتلهم؛ فتح الله له وكسرهم، وأخذ البلاد منهم، وقتل منهم خلقا وأسر آخرين، وغنم أموالا كثيرة [البداية والنهاية].

وتعالوا بنا نقف مع فاتحٍ ثانٍ، إنه القائد البطل والي خراسان أسد بن عبد الله القسري -رحمه الله- ففي إحدى معاركه الطاحنة مع الترك عام 119 هـ صلى بعسكر المسلمين الصبح ثم خطب بهم قائلاً: «إنَّ عدو الله الحارث بن سريج -وهو ممن خرج عن طاعة بني أمية في زمن هشام بن عبد الملك- استجلب طاغيته -يقصد خاقان الترك- ليطفئ نور الله ويبدل دينه، والله مذله إن شاء الله، وإنّ عدوكم الكلب أصاب من إخوانكم ما أصاب، وإن يرد الله نصركم لم تضركم قلتكم وكثرتهم، فاستنصروا الله»، ثم قال: «إنه بلغني أن العبد أقرب ما يكون إلى الله إذا وضع جبهته لله، وإني نازلٌ وواضعٌ جبهتي، فادعوا الله واسجدوا لربكم وأخلصوا له الدعاء».

ففعلوا ثم رفعوا رؤوسهم وهم لا يشكّون في الفتح، وساروا لقتال الترك المشركين، فلما وصلوا لبَلْخ -إحدى مدن خراسان- صلى بالناس ركعتين طوَّلهما، ثم نادى في الناس أن ادعوا الله، وأطال في الدعاء ودعا بالنصر وأمَّن الناس على دعائه، فقال: «نُصرتم وربِّ الكعبة إن شاء الله» ثلاث مرات.

فلما وصلوا للمشركين والمرتدين انهزم الحارث وولى خاقان مدبراً وتلاشى الترك في الأرض لا يلوون على أحد، فتبعهم المسلمون يقتلون من يقدرون عليه حتى انتهوا إلى أغنامهم، فاستاقوا أكثر من خمس وخمسين ومائة ألف شاة [تاريخ الطبري].

تلك كانت قبسات من مآثر أسلافنا التي نستلهم منها أن الدعاء أحد أهم أسباب النصر على العدو، متى ما تحققت فيه شروط الاستجابة وانتفت موانعها.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 47
الثلاثاء 18 ذو الحجة 1437 ه‍ـ

• لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...more

صحيفة النبأ العدد 47 الإفتتاحية: فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم إن القتال في سبيل الله وفاء ...

صحيفة النبأ العدد 47
الإفتتاحية:
فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم


إن القتال في سبيل الله وفاء بالعهد الذي بين الله تعالى ومن آمن به حقا، والذي وصفه سبحانه بقوله: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة: 111]، ولا يكمل إيمان مسلم حتى يوفي ما عليه من شروط هذا البيع، وينال لقاء ذلك الجنة التي وعد الله بها عباده المؤمنين حقا، وذلك الفوز العظيم.

ولعظيم درجة الشهداء بين المؤمنين فإن هممهم تتسابق لنيل هذه الدرجة، وبلوغ تلك المرتبة، وإن أنفسهم تتسابق على ورود حياض المنايا، يتنازعون كؤوسها، ويفزعون إلى سوح القتال كلما سمعوا هيعة إليها، يطلبون الموت مظانّه، قربة إلى الله ربّ العالمين، غير متناسين بالطبع الشطر الآخر من مقتضيات الطلب الربّاني منهم، المتمثّل بقتل المشركين، وضرب رقابهم، قربة أخرى إلى الله ربّ العالمين.

وتأكيدا على فضل هذا النوع من القربات، جعل الله تعالى قتل الكافرين وسفك دمائهم كفارة للذنوب والمعاصي، وعهد نجاة من النار لمن فعله من المسلمين، كما قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (لا يجتمع كافر وقاتله في النار أبدا) [رواه مسلم]، بل ورتّب في الزيادة فيه والإكثار منه زيادة في الإيمان، كما قال سبحانه: {وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [التوبة: 120]، وكل ذلك الفضل ينعم به الله تعالى على المسلمين رغم أنه سبحانه يقتلهم بقضائه وقدره، كما قال جلّ جلاله: {فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} [الأنفال: 17]، فهو يُنعم على من يجعل فعل القتل للكافرين على أيديهم من أهل الإيمان.

وإن التعبّد بقتل المشركين، والتقرّب بدمائهم إلى الله سبحانه، وطلب التكفير عن الذنوب والخطايا بها، مما أُمر به الموحّدون ممن سبقنا، حيث جعلها الله شرطا لقبول التوبة من بني إسرائيل بعد أن وقعوا في شرك عبادة العجل، فأمر المسلمين منهم بقتل المرتدين، كما في قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [البقرة: 54]، رغم أنه جل جلاله قد أخذ على بني إسرائيل الميثاق بأن لا يسفكوا دماءهم، ولكن لعظم جريمة الشرك، جعلها الله أشد عنده من القتل وسفك الدماء اللذين جعلهما الله جزاء للكافرين في الدنيا، قبل أن يلاقوا العذاب الأليم في الآخرة، كما في قوله تبارك وتعالى: {وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ} [البقرة: 191].

وإذا علم الموحّد أن الله سبحانه جعل جزاء الكفار في الدنيا أن يُقتلوا على أيدي المؤمنين علم أنه يجب عليه أن يتعبّد الله بقتلهم ما استطاع إلى ذلك سبيلا، وبأي وسيلة يمكّنه الله منها، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها، وأنه لا يحقر قتل أي فرد من المشركين الحربيين مهما صغر قدره عندهم، وإن كان يسعى لاستهداف أئمة الكفر منهم، وخاصة الطواغيت وجنودهم وعلماء السوء المجادلين عنهم وأحفاد قارون المرتبطين بهم، لما في ذلك من كسر لشوكتهم، وتنكيس لرايتهم.

فليحرص أتباع ملّة إبراهيم -عليه السلام- على قتل المشركين كحرصهم على الشهادة في سبيل الله، وليسْعَ المنغمس في أعداء الله إلى إيقاع أكبر قدر من القتل في صفوف المشركين، فإن له بكل نفس منهم يزهقها عملا صالحا، وكفارة للذنوب، وتحقيقا للنجاة من النار، وخزيا وعذابا للمشركين، وشفاء لصدور المؤمنين، وإذهابا لغيظ قلوبهم، وتوبة من الله يتوب بها على من يشاء من عباده الموحّدين، والله عليم حكيم.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 47
الثلاثاء 18 ذو الحجة 1437 ه‍ـ
...more

أيها المسلمون، عليكم أن تدركوا أن الدولة الإسلا،مية منذ نشأتها قبل عشر سنين وإلى اليوم هي رأس ...

أيها المسلمون، عليكم أن تدركوا أن الدولة الإسلا،مية منذ نشأتها قبل عشر سنين وإلى اليوم هي رأس الحربة في الصراع بين فسطاط الإيمان وفسطاط الكفر، بل هي عمود هذا الفسطاط وأركانُه وأساسُه، ولأن أعداء الله يدركون هذا جيدا، اجتمعت جميع قوى الكفار والمرتدين في العالم بأسره، واتفقت قاطبة على حرب الدول،ة الإس،لا،مية، والسعي ليل نهار لإضعافها والقضاء عليها بكافة الوسائل وشتى السبل، وإن اجتماعهم هذا دليل على أن الدولة الإسلا،مية عمود فسطاط الإيمان ورأس حربة خندقه، دليل أوضح من الشمس في رابعة النهار، لم يعد يخفى حتى على العجائز والصبيان، ولا ينكره إلا مشاقق للحق معاند.

أيها المسلمون، إن خوض هذه الحرب واجب على كل مسلم، ولا يعذر فيها أحد، وإنا نستنفركم جميعا في كل مكان، ونخص أبناء بلاد الحرمين، فانفروا خفافا وثقالا، شيبا وشبابا، قوموا يا أحفاد المهاجرين والأنصار، قوموا على آل سلول الطغاة المرتدين، وانصروا أهلكم وإخوانكم في الشام والعراق واليمن، وأفغانستان والقوقاز ومصر وليبيا والصومال والفلبين وإفريقيا وإندونيسيا وتركستان وبنغلادش وكل مكان، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ * إِلَّا تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)، وقال سبحانه: (انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ).

مقتطف من الكلمة الصوتية لأمير المؤمنين الشيخ أبو بكر البغدادي - تقبله الله - بعنوان: (فتربّصوا إنّا معكم متربّصون)
...more

أيها المسلمون، ارجعوا إلى كتاب ربكم - عز وجل - وسنة نبيكم - صلى الله عليه وسلم - لتعلموا حقيقة هذه ...

أيها المسلمون، ارجعوا إلى كتاب ربكم - عز وجل - وسنة نبيكم - صلى الله عليه وسلم - لتعلموا حقيقة هذه الحرب، وحقيقة هذا التحالف اليهودي الصليبي الصفوي، بقيادة أمريكا وتخطيط اليهود، ولتعلموا حقيقة من يقف في صفه وخندقه وفسطاطه، فلقد قال لكم ربكم عز وجل: (وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ)، وقال تعالى: (وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا)، وقال سبحانه: (إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ)، وقال تعالى: (لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ)، وقال سبحانه: (وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ)، وقال سبحانه: (إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ)، وقال سبحانه: (مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ)، ثم بعد كل هذا، ما زال من المسلمين من يشك أنها ليست حربا على الإسلام والمسلمين، ما زال من المسلمين من يظن أن اجتماع دول الكفار وملله على حرب الدولة الإسلامية، ليس حربا على شرع الله وأمة محمد صلى الله عليه وسلم، فأي ضلال بلغ من يعتقد هذا؟ وعلى أي دين أصبح من يقف في خندق هذا التحالف ضد الدولة الإس،لامية؟ وعلى أي دين بات من يحرض على الدولة الإسلامية ليل نهار ويدعو لقتالها، بل لأولوية قتالها، وهي تقف هذا الموقف تقارع وحدها جيوش الكفر قاطبة؟

• مقتطف من الكلمة الصوتية لأمير المؤمنين الشيخ أبو بكر البغدادي - تقبله الله - بعنوان: (فتربّصوا إنّا معكم متربّصون)
...more

أيها المسلمون، لا تتعجبوا من اجتماع أمم الكفر ودوله وملله على الدولة الإسلامية، فهذا حال الطائفة ...

أيها المسلمون، لا تتعجبوا من اجتماع أمم الكفر ودوله وملله على الدولة الإسلامية، فهذا حال الطائفة المنصورة في كل زمان، وسيستمر هذا الاجتماع وتشتد الفتن والمحن حتى يكتمل الفسطاطان، فلا يبقى في هذا منافق، ولا يبقى في ذاك مؤمن، ثم كونوا على يقين أن الله سينصر عباده المؤمنين، وأبشروا واطمئنوا فإن دولتكم لا زالت بخير، وكلما ازداد تكالب الأمم عليها كلما ازدادت يقينا بنصر الله، وأنها على الصراط المستقيم، وكلما اشتدت بها المحن كلما لفظت الأدعياء والمنافقين، وازداد صفها نقاء وازدادت صلابة وثباتا.

أيها المسلمون، إن المعــركة اليوم لم تعد مجرد حملة صليبية، وإنما هي حرب أمم الكفر جميعا ضد أمة الإسلام، ولم يسبق في تاريخ أمتنا أن اجتمع عليها العالم بأسره في معــركة واحدة كما هو حاصل اليوم، إنها معركة الكفار جميعا ضد المسلمين جميعا، وإن كل مسلم معني بهذه الحرب، معني بامتثال أمر الله له، بتأدية فريضة الجهاد في سبيل الله، فإن امتثل فله الحسنى، والنجاة والفوز والقرب من الله ونيل رضاه، وإن عصى فله السوء والهلاك والخسران، والبوء بغضب الله وسخطه، وإن كل مسلم معني بهذه الحـرب، بالدفاع عن دين الله وشرعه، ونصـرة المستضعفين من الرجال والنساء والولدان، فهذه الحرب حرب كل مسلم، وعليه خوضها للدفاع عن دينه ونفسه وماله وعرضه وكرامته، فشمروا لحـربكم أيها المسلمون في كل مكان، شمروا وأنتم واثقون من نصر الله، شمروا ولا تهنوا ولا تحزنوا، ولقد قال لكم ربكم - عز وجل - عن الكفار: (لَأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِم مِّنَ اللَّهِ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَفْقَهُونَ لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ)، وصدق الله عز وجل، وها هم النصـارى الصلـيبيون وأمم الكـفر وملله معهم ومن ورائهم اليهود، لا يجرؤون على المجيء برا لقتال ثلة قليلة من المجاهدين، وكل يدفع صاحبه ليورطه، لا يجرؤون على المجيء لامتلاء قلوبهم رعبا من المجا،هدين، ولأنهم بفضل الله تأدبوا في أفغانستان والعراق، وعلموا أنه لا طاقة لهم بالمجاهـدين، لا يجرؤون على المجيء لأنهم يعلمون يقينا ما ينتظرهم من الأهوال والويلات، في الشام والعراق وليبيا وأفغانستان وسيناء وأفريقيا واليمن والصومال، يعلمون ما ينتظرهم في دابق والغوطة من الهزيمة والهلاك والدمار، يعلمون أنها الحرب الأخيرة، وبعدها - بإذن الله - نغزوهم ولا يغزوننا، ويسود الإسلام العالم من جديد، وإلى قيام الساعة، ولذا يؤخرون المجيء ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، ويعملون جاهدين لحشد المزيد من أذنــابهم وعملائهم، من الصحوات والمرتدين وملحدي الأكراد، وقطعان الروافض البهائم، وما زالت أمريكا وحلفاؤها يحلمون بالقضاء على الخلافـة عبر وكلائهم وأذنابهم.

وكلما فشل لهم حلف أو قُطع ذنب، سارعوا لإنشاء آخر، حتى أعلنوا مؤخرا عن التحالف السلــولي المسمى زورا بالإسلامي، وقد أعلن أن هدفه محــاربة الخلافة، ولو كان تحالفا إسلاميا لأعلن نصرته ونجدته لأهل الشام المستضعفين المنكوبين، وأعلن حــربه على النصيرية وأسيادهم الروس، ولو كان إسلاميا لأعلن العداوة والحـرب على الروافض المشركين والأكراد الملحدين في العراق، الذين استباحوا أهل السنة قتلا وتشريدا وعاثوا في ديارهم فسادا، ولو كان تحالفا إسلاميا لما أيدته الصين الملحدة وطالبت الدخول فيه، ولو كان تحالفا إسلاميا لأعلن براءته من أسياده اليـهود والصلـيبيين، ولجعل هدفه قتل اليهود وتحرير فلسطين، نعم فلسطين، التي ظن اليهود أننا نسيناها وظنوا أنهم أشغلونا عنها، كلا يا يهـود، ما نسينا فلسطين لحظة، وبإذن الله لن ننساها وقريبا قريبا بإذن الله تسمعون دبيب المجاهدين، وتحاصركم طلائعهم، في يوم ترونه بعيدا ونراه قريبا، وها نحن نقترب منكم يوما بعد يوم، وإن حسابكم لعسير عسير، لن تهنؤوا في فلسطين أبدا يا يــهود، ولن تكون داركم وأرضكم، لن تكون فلسطين إلا مقبــرة لكم، وما جمعكم الله فيها إلا ليقـتلكم المسلمون، حتى تختبئوا خلف الشجر والحجر، ولقد علمتم ذلك جيدا، فتربصوا إنا معكم متربصون.

• مقتطف من الكلمة الصوتية لأمير المؤمنين الشيخ أبو بكر البغدادي - تقبله الله- بعنوان: (فتربّصوا إنّا معكم متربّصون)
...more
Loading prayer times ...
00:00:00 Time to
16 Dhu al-Qi'dah 1446
Fajr 00:00 Dhuhr 00:00 Asr 00:00 Maghrib 00:00 Isha 00:00