الجهادُ بالـدُّعاء (2) [2/2] ومن أهم شروط استجابة الدعاء إخلاص الدعاء لله الواحد الأحد، ...

Since 2025-02-15
الجهادُ بالـدُّعاء (2)

[2/2]

ومن أهم شروط استجابة الدعاء إخلاص الدعاء لله الواحد الأحد، ومنها: متابعة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في طريقة دعائه وكيفيته وتجنب البدع والمحدثات في الدعاء، ومنها: العزم والجزم، قال، صلى الله عليه وسلم: (إذا دعا أحدكم فليعزم في الدعاء، ولا يقل: اللهم إن شئت فأعطني) [متفق عليه]، ومنها: الثقة بإجابة الله تعالى للدعاء، قال صلى الله عليه وسلم: (فإذا سألتم الله فاسألوه وأنتم موقنون بالإجابة، فإنَّ الله لا يستجيبُ لعبدٍ دعاءً من ظهرِ قلبٍ غافل) [رواه أحمد]، ومنها: الرغبة فيما عند الله تعالى من الثواب، والرهبة مما عنده من العقاب، وحضور القلب والخشوع، قال تعالى: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} [الأنبياء: 90].

كما أنَّ للدعاء آدابا ومستحبات، تجعل الدعاء أقرب للإجابة، منها: أن يكون الداعي طاهراً ويستقبل القبلة ويرفع يديه، ومنها أن يثني الداعي على الله -عز وجل- بما هو أهله ويصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل الدعاء، ومنها: أن يقدِّم بين يدي دعائه عملاً صالحاً، ومنها: الإلحاح على الله في الطلب وتكراره ثلاثاً أو أكثر، والبكاء، ومنها: خفض الصوت بالدعاء إذا كان الداعي منفرداً، أما الإمام فلا بد من رفع صوته حتى يؤمّن الناس على دعائه، ومنها: تحري مواطن إجابة الدعاء، كالثلث الأخير من الليل وأدبار الصلوات المفروضة، وبين الأذان والإقامة، وعند نزول الغيث، وعند زحف الصفوف في سبيل الله، وعند التقائها، والساعة الأخيرة من يوم الجمعة، وفي السجود، وعند سماع صياح الديكة، وعند الفطر من الصوم، وفي السفر...

هذا وليحذر الداعي من موانع استجابة الدعاء، التي منها: دعاء غير الله تعالى والاستشفاع بالأموات والغائبين، فهذا شرك أكبر مخرج من الملّة، ومنها: التوسل إلى الله بأدعية بِدعية، كدعاء الله سبحانه بجاه النبي -صلى الله عليه وسلم- قائلا: «اللهم أسألك بجاه نبيّك»، ومنها: تحجير رحمة الله، كأن يقول الداعي: اللهم ارحم فلانا واغفر لفلان ولا ترحم وتغفر لفلان، ومنها: الدعاء بالإثم وقطيعة الرحم، ومنها: ارتكاب المعاصي وخاصةً أكل الحرام كالسرقة والربا والخمر والدخان، وقد ذكر رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغُذِّي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك؟!) [رواه مسلم]، ومنها: ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال النبي، صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده، لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً منه، ثم تدعونه فلا يُستجاب لكم) [رواه الترمذي وحسنه].

كما على الداعي أن يتجنَّب مكروهات الدعاء، كالجهر الشديد بالصوت، فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: «نزلت هذه الآية {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} في الدعاء» [متفق عليه]، ومنها: التكلُّف والتصنُّع باستخدام ألفاظ مسجوعة أو غير مفهومة للعامة، وإن كانت الفصاحة في الدعاء محمودة لكي لا يتأثر المعنى، لكنّ الخروج عن المألوف في ذلك مذموم، كونه يُذهب الخشوع ويلهي القلوب، ومنها: أن يطلب الداعي مسألة لا يليق طلبها، كأن يسأل الله تعالى أن يخلِّده في الدنيا، أو أن يطلب أن تكون منزلته مثل منزلة الأنبياء...

فيا جنود الدولة الإسلامية ويا أمراءها ويا رعاياها ويا مناصريها، ادعوا الله أن ينصر خلافتكم، وأن يهزم جالوت العصر أمريكا وجنودها، فالله مستجيبٌ دعاءكم ولو بعد حين .


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 47
الثلاثاء 18 ذو الحجة 1437 ه‍ـ

• لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
  • 0
  • 0
  • 8