وجوب الكلام في علماء السوء وفضحهم لقد نزلت هذه الشريعة الإسلامية لتحقق المقاصد الخمس، التي لا ...

وجوب الكلام في علماء السوء وفضحهم

لقد نزلت هذه الشريعة الإسلامية لتحقق المقاصد الخمس، التي لا تستقيم حياة الناس في دينهم ودنياهم إلا بها، وهي: حفظ الدين، وحفظ النفس، وحفظ العقل، وحفظ العرض، وحفظ المال.

ولا شك أن حفظ الدين هو أعظم المصالح والغايات، ولذلك حرم الله الشرك وحرم أسبابه، وحرم القول عليه بغير علم، وحرم البدع والمحدثات، ولذلك أيضا كان من الواجبات: تحذير الأمة من الشرك والبدع، وبيان حال أهلهما وكشف زيفهم وباطلهم، وهذا من النصيحة الواجبة حفظا لدين المسلمين، كما ثبت عن تميم الداري -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (الدين النصيحة)، قلنا: لمن؟ قال: (لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم) [رواه مسلم].
ولذلك كان الرد على أهل البدع والتحذير منهم من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال الله تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [آل عمران: ١٠٤].

قال أبو العباس بن تيمية، رحمه الله: «ومثل أئمة البدع من أهل المقالات المخالفة للكتاب والسنة أو العبادات المخالفة للكتاب والسنة، فإن بيان حالهم وتحذير الأمة منهم واجب باتفاق المسلمين... إذ تطهير سبيل الله ودينه ومنهاجه وشرعته ودفع بغي هؤلاء وعدوانهم على ذلك واجب على الكفاية باتفاق المسلمين ولولا من يقيمه الله لدفع ضرر هؤلاء لفسد الدين وكان فساده أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب؛ فإن هؤلاء إذا استولوا لم يفسدوا القلوب وما فيها من الدين إلا تبعا وأما أولئك فهم يفسدون القلوب ابتداء» [مجموع الفتاوى].

وقد ثبت في السنة ما يدل على الكلام في رجل السوء وعيبه باسمه لا على سبيل العموم فحسب، ويقاس عليه صاحب البدعة، فيجوز اغتيابه لتحذير الناس منه، عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: «استأذن رجل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: (ائذنوا له، بئس أخو العشيرة) أو (ابن العشيرة)، فلما دخل ألان له الكلام، قلت: يا رسول الله، قلت الذي قلت، ثم ألنت له الكلام؟ قال: (أي عائشة، إن شر الناس من تركه الناس، أو ودعه الناس، اتقاء فحشه) [متفق عليه].

وقد كان السلف يحذّرون من أخذ العلم عن المبتدعة كما روى مسلم في صحيحه عن الإمام محمد بن سيرين قال: «إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم».

وقال: «لم يكونوا يسألون عن الإسناد، فلما وقعت الفتنة، قالوا: سموا لنا رجالكم! فينُظر إلى أهل السنة فيُؤخذ حديثُهم، ويُنظر إلى أهل البدع فلا يُؤخذ حديثهم».

وهذا شبابة بن سوار الفزاري (المتوفى: 206 هـ) لما تلبّس ببدعة الإرجاء ترك الأخذ عنه الإمام أحمد بن حنبل وقال: (لم أكتب عنه للإرجاء) [تهذيب الكمال].

ومقتضى ذلك أن من أهل البدع من حملوا من العلم وحفظوا منه وبرعوا في كثير من الفنون ومع ذلك ما اغتر أئمة السنة بهم، بل جانبوهم، لأن علمهم لم يكن تزكية لهم بل حجة عليهم، فالعلم هو الخشية، والعلم هو العمل، كما قال إبراهيم النخعي: «كنا إذا أردنا أن نأخذ عن شيخ سألناه عن مطعمه ومشربه ومدخله ومخرجه، فإن كان على استواء أخذنا عنه وإلا لم نأته» [الكامل في ضعفاء الرجال].

بل لم يكن السلف يتورعون عن ذكر المخطئ في الرواية -لسوء حفظه أو ضبطه- بعينه وإن كان من أهل الصلاح والاستقامة، ليحذر الناس من خطئه، وليس هذا من الغيبة المحرمة بل هو نصح واجب حتى لا يلصق ذلك الخطأ بالشريعة في أذهان الناس فيظنونه من الدين فيتبعوهم، ولذلك ظهر في التاريخ الإسلامي عِلْمٌ جليل عظيم سمي بعِلْمِ «الجرح والتعديل»، كان من أعظم مفاخر الأمة، فبه حُفظت السنة، وبه مُيِّز الصحيح من الضعيف.
وعلم «الجرح والتعديل» هو أحد علوم الحديث، وموضوعه يبحث في أحوال الرواة -نقلة العلم- في عدالتهم وضبطهم وصدقهم وأمانتهم، فيذكرون الراوي بما فيه من جرح كضعف أو تدليس أو وهم أو كذب.

بل أفرد العلماء التصانيف في أولئك المجروحين كما صنف البخاري كتابا أسماه «الضعفاء»، وكذا صنف بنفس الاسم أبو جعفر العقيلي (المتوفى: 322 هـ)، وكذا صنف النسائي صاحب السنن (المتوفى: 303 هـ) كتابا أسماه «الضعفاء والمتروكون»، وكذا صنف بنفس الاسم الدارقطني (المتوفى: 385 هـ)، وابن الجوزي (المتوفى: 597 هـ)، وكذا صنف ابن عدي الجرجاني (المتوفى: 365 هـ) كتابا أسماه «الكامل في ضعفاء الرجال»، ولغيرهم من العلماء مصنّفات مشهورة ومهمّة في هذا الفن.

وقال عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل، رحمهما الله: «جاء أبو تراب النخشبي إلى أبي، فجَعَل أبي يقول: فلان ضعيف، فلان ثقة. قال أبو تراب: يا شيخ، لا تغتب العلماء! فالتفت أبي إليه فقال له: ويحك هذه نصيحة، ليس هذا غيبة» [تاريخ بغداد].

وذكر ابن الجوزي عن محمد بن بندار الجرجاني قال: «قلت لأحمد بن حنبل إنه ليشتد عليّ أن أقول فلان ضعيف وفلان كذاب؛ فقال: إذا سكتَّ أنت وسكتُّ، أنا فمتى يعرف الجاهل الصحيح من السقيم؟» [الضعفاء والمتروكون].

ولئن كان هذا نهج الأئمة فيمن أخطأ أو وهم -في الرواية- من أهل الصلاح والاستقامة أن يذكر خطؤه ليحذر الناس من خطئه، فإن هديهم مع أهل البدع والأهواء أشد وأعظم، من التحذير والهجر كما سبق بيانه.

وأما أصحاب البدع المكفرة فقد انبرى لهم الأئمة بالردود والزجر والتحذير، والهجر والتشهير والتكفير، فذاك الضال «بشر المريسي» لمّا قال بخلق القرآن، وألحد في أسماء الله، وأنكر بعض القطعيات، زجره أئمة السنة، وحذروا منه، وصنفوا في الرد عليه باسمه، كما فعل الإمام أبو سعيد الدارمي في كتابه الموسوم: «نقض عثمان بن سعيد، على بشر المريسي الجهمي العنيد فيما افترى على الله في التوحيد»، بل كفّره أئمة السنة وألحقوه بسلفه الجهم بن صفوان، قال حماد بن زيد حين سئل عن بشر المريسي: «ذلك كافر» [الدارمي: النقض على المريسي]، وقال عبد اللطيف آل الشيخ، رحمه الله: «أهل العلم متفقون على تكفيره» [مجموعة الرسائل].

وهذا المريسي كان ممن طلب العلم عند ثلة من علماء زمانه وفقهاء عصره، وحظي بالسماع منهم ومشافهتهم، ولم يكن من عامة الدهماء، بل قال الذهبي في ترجمته: «المتكلم، المناظر، البارع [بشر المريسي]... كان بشر من كبار الفقهاء؛ أخذ عن القاضي أبي يوسف، وروى عن حماد بن سلمة، وسفيان بن عيينة؛ ونظر في الكلام، فغلب عليه، وانسلخ من الورع والتقوى، وجرد القول بخلق القرآن، ودعا إليه، حتى كان عين الجهمية في عصره وعالمهم» [السير].

بل نجد أن أئمة السنة لم يتوقفوا عند تكفير الجهمية ورأسهم المريسي والتحذير منهم، ولكن حرضوا أيضا على قتل كبارهم، فهذا الإمام يزيد بن هارون -رحمه الله- يقول: «الجهمية كفار، حرضت غير مرة أهل بغداد على قتل المريسي» [الدارمي: الرد على الجهمية].

وهذا أمير المؤمنين هارون الرشيد يقول: «بلغني أن بشرا المريسي يزعم أن القرآن مخلوق، لله علي إن أظفرني به إلا قتلته قتلة ما قتلتها أحدا قط» [عبد الله بن أحمد: السنة].

وعبر التاريخ جرت حوادث تكفير وقتل وصلب لكثير من الزنادقة، ورؤوس المبتدعة الغلاة، أمثال قتل الجعد بن درهم، والجهم بن صفوان، والحسين بن منصور الحلاج.

وعلى هذا سار الأئمة الأعلام في معاملتهم لأئمة الضلال والزندقة، فنجد أبا العباس بن تيمية -رحمه الله- يتكلم في الزنديق الحلولي ابن عربي بعينه، وألف كتابه «منهاج السنة» ردا على رأس الرافضة أبي منصور الحلي، وكذلك كتب رسائل في الرد على القبوري البكري المصري وغيره من دعاة الضلال.

وكذلك نجد هذا المنهج واضحا عند الإمام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- وتلامذته من العلماء الصادقين، إذ لم يتركوا مناسبة إلا وفضحوا فيها الزنادقة من الداعين إلى الشرك، والمجادلين عن المشركين، والمفترين على أهل التوحيد، من أمثال ابن عفالق، وابن فيروز، وأولاد مويس، وابن جرجيس وغيرهم، بل ألّفوا في بعضهم مؤلفات كاملة، فضلا عن الرسائل المخصوصة، والفتاوى الكثيرة.

فالكلام في المبتدعة والزنادقة وفضحهم بأسمائهم والحكم عليهم بما هم أهل له منهج أصيل عند أهل السنة والجماعة، ومن باب أولى اتباع منهجهم مع علماء الطواغيت وجهمية العصر الذين يسوقون الناس إلى الشرك والكفر -ومن ثم نار جهنم- بترويجهم للضلال، وكتمانهم للحق، وتلبيسهم على الناس، ونسأل الله أن يعيننا على فضحهم وبيان أمرهم للناس.


* المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 49
الخميس 5 محرم 1438 ه‍ـ

• لقراءة الصحيفة، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...more

وَإنَّ لِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقّاً (٢/٢) وهناك من الأزواج من يتحجج في تقصيره مع زوجه بانشغاله ...

وَإنَّ لِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقّاً

(٢/٢)
وهناك من الأزواج من يتحجج في تقصيره مع زوجه بانشغاله بالصلاة والعبادة، وهذا أيضا لم يفقه هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي كان أتقى البشر وأعبدهم، ومع ذلك لم يضيع حقا واحدا من حقوق أزواجه؛ فعن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: «دخلت امرأة عثمان بن مظعون على نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- فرأينها سيئة الهيئة، فقلن: ما لك؟ ما في قريش رجل أغنى من بعلك! قالت: ما لنا منه شيء؟ أما نهاره فصائم، وأما ليله فقائم! فدخل النبي -صلى الله عليه وسلم- فذكرن ذلك له، فلقيه النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: (يا عثمان، أما لك فيَّ أسوة؟) قال: وما ذاك يا رسول الله؟ فداك أبي وأمي؛ قال: (أما أنت فتقوم الليل وتصوم النهار، وإن لأهلك عليك حقا، وإن لجسدك عليك حقا، صل ونم، وصم وأفطر) [رواه ابن حبان]، فهذا لمن شغلته عن أهله نوافل العبادات الكثيرة، فكيف بمن انشغل عنهم بتضييع الأوقات في اللهو والسمر؟!

بل لقد بوّب البخاري في صحيحه: «باب: كيف يكون الرجل في أهله»، جاء فيه: عن الأسود، قال: «سألت عائشة، ما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يصنع في أهله؟ قالت: كان في مهنة أهله، فإذا حضرت الصلاة قام إلى الصلاة»، قال ابن رجب، رحمه الله: «وقد فسرت عائشة هذه الخدمة في رواية عنها، فروى المقدام بن شريح، عن أبيه، عن عائشة، أنه سألها كيف كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يصنع إذا كان في بيته؛ قالت: مثل أحدكم في مهنة أهله، يخصف نعله، ويرقع ثوبه، ويضع الشيء» [فتح الباري].

وإن كانت بعض النساء اليوم ممن يشح عليهن أزواجهن بالوقت ويغدقون عليهن باللامبالاة، لا يبغين من بعولتهن خدمة ولا مساعدة في أمور البيت وشؤونه، وإنما فقط شيئا من الوقت والعناية!

وعن بعض الأزواج -أصلحهم الله- فحدث ولا حرج، عمل في النهار وسهر في الليل وسمر مع الأصحاب والأحباب، وينسى الزوج أن زوجه تنتظر اليوم أو اليومين والثلاثة حتى تنال حقها من زوجها -خاصة إن كان له من الزوجات غيرها- ومع ذلك فإنه يتأخر عنها حتى لا يبقى لها منه إلا أن يلقي بجسده المتعب على فراشه في آخر الليل، ليغادر بيتها في الصباح، وتبدأ رحلة الانتظار من جديد.

هذا وإن كنا ننصح الأزواج بتقوى الله في نسائهم، وتمتيعهن بما لهن من حقوق، وأن يكونوا لهن كأبي زرع لأم زرع تأسيا بنبينا -صلى الله عليه وسلم- إلا أنه لا يفوتنا أيضا أن نذكِّر بعض النساء بشكر النعم، إذ وجدنا كثيرا من الزوجات يكثرن التذمر والشكوى من انشغال الزوج وغيابه عن البيت حتى وإن حضر متى تهيأ له ذلك وأرضاها واسترضاها، وعلى مثل هذه أن تعلم أن الرجل لم يخلق ليبقى حبيسا في البيت مع الزوجة والأبناء، فالله -عز وجل- قد خصه بالقوامة، وفرض عليه الجهاد، وهذه الدولة الإسلامية دولة فتية بحاجة إلى جهود الرجال وصبر النساء واحتسابهن الأجر عند الله تعالى، وإنما النساء شقائق الرجال، ولتحذر الزوجة المسلمة من مغبة تثبيط الزوج عن الجهاد والرباط في سبيل الله، فتفتنه تارة بالبنين وتارة بنفسها، لتبعده عن دينه وترده عن أمر ربه عز وجل.

باتت تذكرني بالله قاعدة
والدمع ينهل من شأنيهما سبلا
يا بنت عمي كتاب الله أخرجني
كرها وهل أمنعن الله ما فعلا
فإن رجعت فرب الناس يرجعني
وإن لحقت بربي فابتغي بدلا
ما كنت أعرج أو أعمى فيعذرني
أو ضارعا من ضنا لم يستطع حولا

ورحم الله نساء السلف، فقد كانت الواحدة منهن يخرج بعلها غازيا ولعله يغيب عنها شهورا طوالا، وربما سنينا، ولا يفت ذلك في عضد صبرها وهمتها في تربية الأبناء، بل تلقاه بنفس راضية وقلب شاكر.

فيا عبد الله اعلم أن لأهلك عليك حقا، ويا أمة الله اعلمي إن لله على زوجك حقا، ولنفسه عليه حق، ولأهله وضيوفه وأصحابه عليه حق، والمؤمن يعطي كل ذي حق حقه، ويعين أخاه على أداء ما عليه من حقوق، والحمد لله رب العالمين.


* المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 49
الخميس 5 محرم 1438 ه‍ـ

• لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...more

وَإنَّ لِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقّاً (١/٢) لقد خلق الله تعالى الذكور والإناث، وحرّم عليهم السفاح، ...

وَإنَّ لِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقّاً

(١/٢)
لقد خلق الله تعالى الذكور والإناث، وحرّم عليهم السفاح، وأباح لهم النكاح، وجعله ميثاقا غليظا، فقيّده بشروط وضوابط، وأعطى لكلا الزوجين حقوقا، وألزمهم بواجبات، هي للبيت بمثابة الأوتاد، فإذا ما ضيعها أحدهما أو حاد، خر عليهما السقف أو كاد.

وقد أُعطيت الزوجة في الإسلام حقوقا مهمة قُدّمت حتى على الانشغال المفرط في نوافل العبادات الكثيرة، غير أن بعض الرجال اليوم هم من المقصرين والمفرطين في جنب زوجاتهم، والحجة هي العمل وكثرة المسؤوليات الموكلة إليهم، وإننا وإن كنا نقر بانشغال بعضهم، إلا أن ذلك ليس عذرا لهم أمام الله تعالى إن هو سألهم عن حقوق الزوجات وما جاء في عشرة النساء.

وهذا نبينا -صلى الله عليه وسلم- ومع عظم الأمانة التي حملها، وكبر الرسالة التي كُلّف بتبليغها لأهل الأرض قاطبة، إلا أن ذلك لم يجعله يفرّط في حقوق زوجاته، أو يقصّر في تأدية ما عليه من واجبات تجاههن.

فعن عون ابن أبي جحيفة عن أبيه قال: «آخى النبي -صلى الله عليه وسلم- بين سلمان وأبي الدرداء، فزار سلمان أبا الدرداء فرأى أم الدرداء متبذلة، فقال لها: ما شأنك؟ قالت: أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا؛ فجاء أبو الدرداء فصنع له طعاما، فقال: كل؛ قال: فإني صائم؛ قال: ما أنا بآكل حتى تأكل؛ فأكل، فلما كان الليل، ذهب أبو الدرداء يقوم، فقال: نم؛ فنام، ثم ذهب يقوم فقال: نم؛ فلما كان من آخر الليل، قال سلمان: قم الآن فصليا؛ فقال له سلمان: إن لربك عليك حقا، ولنفسك عليك حقا، ولأهلك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه؛ فأتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فذكر ذلك له، فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: (صدق سلمان)» [رواه البخاري].

وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يوفّر من وقته ما يجلس فيه مع زوجاته، بل لا يضيع فرصة تسنح له يدخل فيها السرور على قلب زوجته، فها هم الأحباش يلعبون بحرابهم في المسجد، وعائشة أم المؤمنين تنظر إلى لعبهم، والنبي لا يتذمر من فعلها، ولا يزجرها، ولا يستعجلها لتنتهي، حتى تسأم هي فتقعد! والحديث في صحيح البخاري.
بل وأكثر من ذلك، فها هو -صلى الله عليه وسلم- يجد الوقت لإدخال السرور على قلب زوجه حتى في السفر، السفر الذي هو قطعة من العذاب، لما يحصل للمسافر فيه من مشقة وتعب، فعن عائشة -رضي الله عنها- أنها كانت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في سفر قالت: «فسابقته فسبقته على رجلي، فلما حملت اللحم سابقته فسبقني فقال: (هذه بتلك السبقة) [رواه أبو داود]، هكذا كان نبينا المعلم -صلى الله عليه وسلم- وهكذا كان هديه في عشرة النساء.

وبعض الرجال اليوم لا يكاد يدخل بيته ويجلس مع زوجته، حتى يصيبه الملل وكأن جبالا قد رست على صدره، ويشتد به النعاس فلا يكاد يقدر على فتح جفنيه، ولو كان مع صحبه لما كان هذا حاله، بل لربما وجدناه من أشدهم نشاطا، وأكثرهم سردا للقصص والحكايات، فهل قرأ مثل هذا الزوج حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- أو سمعه؟ فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: «قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي) [رواه الترمذي]، وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: «قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لنسائهم)» [رواه أحمد والترمذي]، قال الشوكاني في شرح الحديثين: «وأحقهم بالاتصاف به هو من كان خير الناس لأهله، فإن الأهل هم الأحقاء بالبِشر وحسن الخلق والإحسان وجلب النفع ودفع الضر، فإذا كان الرجل كذلك فهو خير الناس، وإن كان على العكس من ذلك فهو في الجانب الآخر من الشر، وكثيرا ما يقع الناس في هذه الورطة، فترى الرجل إذا لقي أهله كان أسوأ الناس أخلاقا وأشجعهم نفسا وأقلهم خيرا، وإذا لقي غير الأهل من الأجانب لانت عريكته وانبسطت أخلاقه وجادت نفسه وكثر خيره، ولا شك أن من كان كذلك فهو محروم التوفيق زائغ عن سواء الطريق، نسأل الله السلامة» [نيل الأوطار].

* المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 49
الخميس 5 محرم 1438 ه‍ـ

• لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...more

Kanika Exports are manufactures & exporters of various types of products like- Threaded Rods/ Bars, ...

Kanika Exports are manufactures & exporters of various types of products like- Threaded Rods/ Bars, Coil Rods/ Tie Rods , Threaded Studs, Hex Nuts, Hex Bolts, Plain Washers, Spring Washers, Spring Channel Nut,Strut Channel ,Channel Accessories ,Channel Brackets, Channel Fitting Accessories, Mild Steel Threaded Rods , Zinc Plated Threaded Rods, Steel Threaded Rods, Medium Carbon Steel Threaded Rods, Double Ended Threaded Rods, Fully Threaded Studs, Rolled threaded bars,MS thread rods and bars, UNF Threaded Rods, UNEF Threaded Rods, UNC Threaded Rods, Unified Threaded Rods, Metric Threaded Rods, BSW Threaded Rods, Black Thread Rods, plain threaded rods, oiled threaded rods, self color threaded rods Variety of Pipe Clamps , Hanger Clamps , Cantilever Arms , Base Plates etc. We exports our products to various countries like- Australia, Canada, USA , United Kingdom, Africa, UAE, Bangladesh, Sri Lanka and Nepal etc. from India, Punjab, Ludhiana. https://www.kanikagroup.in - Mobile No- 9872100027 ...more

صحيفة النبأ العدد 49 حوار: أمير هيئة الهجرة من أتانا مهاجراً إلى الله أعنَّاه.. ومن أراد دار ...

صحيفة النبأ العدد 49
حوار:

أمير هيئة الهجرة
من أتانا مهاجراً إلى الله أعنَّاه..
ومن أراد دار الكافرين منعناه

(٤/٤)
• نعود إلى موضوع منع المسلمين من السفر إلى دار الكفر، هلا بيّنتم للقراء بعض أسباب منعها إضافة إلى الفتنة في الدين التي يتعرض لها المسافر إلى دار الكفر؟

لا شك أنّ الحكم الشرعي هو الأساس في كل أفعال المسلمين، فإذا نهانا الله -عز وجل- عن أمر انتهينا عنه مهما رأينا فيه من منافع، وكذلك فإن من واجب الإمام أن ينهى الناس عنه لأنه مأمور بإقامة الدين فيهم، ومأمور بسياستهم بأحكام الشريعة لا وفق الأهواء، والمصالح الموهومة، ولذلك أنشأت الدولة الإسلامية ديوان الحسبة مثلا لنهي الناس عن المنكر بالإضافة إلى أمرهم بالمعروف، وقد أسند أمر الإذن بالسفر إلى دار الكفر للمضطرين من المسلمين إلى الإخوة في ديوان الحسبة بادئ الأمر لكونه يندرج في إطار النهي عن المنكر، حتى أذن الله بإنشاء «هيئة الهجرة» فأصبح من اختصاصها.

ويزداد النهي عن سفر المسلمين إذا كان هناك احتمال تعرضهم لأخطار تهدد دينهم أو أنفسهم أو أموالهم أو أعراضهم كما هو حاصل الآن مع من يخرج من أراضي الدولة الإسلامية إلى الأراضي التي يسيطر عليها المرتدون في محيطها، من روافض ونصيريين وصحوات وملاحدة وغيرهم.

فمن تلك المخاطر عمل المرتدين على إيقاع من يفد إليهم من دار الإسلام في الردّة، عن طريق طلبهم منه الإدلاء بمعلومات عن الدولة الإسلامية وجنودها، أو محاولة تجنيده للتجسس عليها، أو تجنيده كمقاتل في صفوف قواتهم المحاربة للإسلام، أو إلزامه بالمشاركة في أفعال كفرية كالتحاكم إلى المحاكم الوضعية أو إرسال الأبناء إلى المدارس التي تدرّس مناهج وطنية قومية شركية، أو دفعه إلى سب الموحّدين والطعن في دينهم، وطلبهم منه مدح المرتدين وأديانهم، وغير ذلك من الأفعال التي يعلم الناس يقينا أن المرتدين لا يتركون من يصير في ذمتهم -غالبا- حتى يوقعوه فيها.

ومنها مخاطر على الأنفس، فكثيرا ما يُعرض الداخلون إلى ديار الكفر للقتل والاعتقال والتعذيب من قبل الجنود المرتدين، وخاصة الروافض والنصيريين والأتراك منهم.

هذا فضلا عن سلب أموالهم على الحواجز والسيطرات، وإجبارهم على دفع الأموال الكبيرة للسماح لهم بالدخول إلى دار الكفر، بعد إذلالهم وتجويعهم في مخيمات الذل والمهانة على أطراف مدنهم وحدود مناطقهم، كما يحدث في الأنبار وكركوك ودمشق وكردستان والأردن وغيرها من المناطق.

بالإضافة إلى إجبار النساء على خلع الحجاب، وإهانتهن بالكلام والأفعال، وإمكان الاعتداء عليهن من قبل أولئك المجرمين الذين لا يرقبون في مؤمن إلّاً ولا ذمّة.

ولهذا فنحن حريصون كل الحرص أن لا نسمح لمسلم بدخول ديار الكفر لغير ضرورة، طاعة لله ورسوله ثم طاعة لأولي الأمر، وحفاظا على المسلمين من أن يخسروا دينهم أو أنفسهم أو أموالهم أو أعراضهم أو ذلك كله، والله المستعان.
وحتى من نأذن له بسبب اضطراره، فإننا نحاول أن نقلل من المخاطر عليه ما وسعَنا ذلك، من خلال التشديد أكثر على سفر النساء وخاصة الشابّات منهن، ومنع دخول الشباب في سن التجنيد إلى دار الكفر لغاية التجارة، وما شابه من الإجراءات.

• جزاك الله خيرا على هذا التوضيح لعمل «هيئة الهجرة»، ونسأل الله أن يعينكم على أداء ما وُكِّلتم بالقيام به من وظائف، وحمل ما ألقي على عاتقكم من أعباء، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وإياكم أخي الحبيب، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.


* المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 49
الخميس 5 محرم 1438 ه‍ـ

• لقراءة الحوار كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...more

صحيفة النبأ العدد 49 حوار: أمير هيئة الهجرة من أتانا مهاجراً إلى الله أعنَّاه.. ومن أراد دار ...

صحيفة النبأ العدد 49
حوار:

أمير هيئة الهجرة
من أتانا مهاجراً إلى الله أعنَّاه..
ومن أراد دار الكافرين منعناه

(٣/٤)
• لعل من المفيد أن توضحوا للقارئ الفرق بين عمل «هيئة الهجرة» في الدولة الإسلامية وعمل إدارات «الهجرة والجوازات» في الدول الكافرة.

قد يكون هنالك تشابه بالشكل والإجراءات الظاهرة، ولكن لا مقارنة من ناحية الأحكام والقواعد المطبّقة، وسبب ذلك -كما هو معلوم- اختلاف مرجعية الأحكام، فأحكامنا كلها مرجعها إلى شريعة الله، ومرجعهم إلى قوانينهم الوضعية التي يكتبها طواغيتهم ويعدّلونها بحسب أهوائهم وآرائهم.

فمن حيث المبدأ يكون التفريق في المعاملة بين الأفراد في الدول الكافرة على أساس الوطنية والجنسية، فمن يحمل جنسية البلد يحق له -عادة- الإقامة فيه بلا شروط، ومن لا يحمل هذه الجنسية لا يُسمح له بعبور حدودها إلا بموافقات حكومية، وتكون إقامته فيها محدودة مشروطة، فيما يكون التفريق في المعاملة لدينا على أساس الدين، فكل مسلم له حق في الانتقال إلى دار الإسلام والإقامة فيها، لا فرق بينه وبين أي من سكانها على أساس المولد أو مكان الإقامة الأصلي، بل يتقدّم المهاجر على أهل الدار بفضل الهجرة، ونسعى جهدنا لإزالة العقبات أمام هجرة المسلمين من دار الكفر إلى دار الإسلام، وقد بذلت الدولة الإسلامية الأموال الكثيرة في سبيل ذلك وما تزال، والكافر لا يسمح له بدخول دار الإسلام، أو الإقامة فيها إلا بعهد أو أمان، إن كان ممن يعطى عهدا أو أمانا.

إذ يمكن له أن يدخل دار الإسلام بعقد أمان، ويكون بهذا العقد آمنا على نفسه وماله ما دام في دار الإسلام، وفياً لشروط أمانِهِ، كما حدث مع بعض النصارى الغربيين الذين دخلوا لزيارة أقارب لهم هنا، ثم عادوا إلى ديارهم بعد أن جالوا في دار الإسلام آمنين مطمئنين، وكذلك يمكن له أن يدخل في ذمة المسلمين فيعيش في ظل الدولة الإسلامية بأمان يدفع الجزية عن يد وهو صاغر، مثل واقع النصارى في الرقة وغيرها من المدن، إذ إنهم يعيشون آمنين على دمائهم وأموالهم وأعراضهم بعد ضرب الجزية عليهم، ومن يتعرض لهم بظلم فإنه يعرّض نفسه للعقوبة في الدنيا والآخرة.

وكذلك فإننا لا نسمح للمسلمين بالخروج إلى دار الكفر للإقامة الدائمة أبدا لأنه حرام قطعا، أما السفر المؤقت فلا يحل إلا للضرورة، كالمريض مرضا قد يؤدي إلى إهلاكه أو تلف شيء من أعضائه، ولا يتوفر علاجه في دار الإسلام، أو التاجر الذي يؤذن له بالسفر لجلب ما يلزم من السلع لحاجة المسلمين إليها، أو بعض الحالات الخاصة التي يقرّرها الإمام لما فيها من مصلحة عامة للمسلمين.

• وماذا بخصوص حركة السلع والمواد عبر المعابر، وداخل أراضي الدولة الإسلامية، هل هناك أيضا إجراءات تفضيلية للمسلمين على الكافرين؟

بالتأكيد، فأموال الكفار يفرض عليها العشور، وهي كمية من المال للإمام اقتطاعها من أموال الكفار المعدّة للتجارة دون أموال المسلمين التي لا يصحّ تعشيرها، ولذلك يسميها بعض الفقهاء «عشور التجارات» تمييزا لها عن «عشور الصدقات» -أي زكاة الفريضة- التي تؤخذ من المسلمين فقط، فتفضيل المسلم بذلك لكونه ينقل تجارته عبر معابر دار الإسلام دون فرض أموال عليه، بخلاف الكافر الذي ستزيد العشور من سعر بضاعته بلا شك.

• هل هناك إجراءات أخرى سوى العشور تفرض على حركة السلع عبر معابر الدولة الإسلامية؟

لا شك أن المعابر من أهم الوسائل لحماية الاقتصاد داخل أراضي الدولة الإسلامية، فبواسطة ضبط حركة السلع الداخلة والخارجة والعابرة يمكن حماية الاقتصاد، وتحفيز مختلف أنواع النشاط الاقتصادي من تعدين ورعي وزراعة وصناعة وتجارة، فعن طريق ضبط الواردات يمكننا حماية الاقتصاد من التدمير بفعل المنافسة الكبيرة في الأسعار، إذ تنخفض تكاليف إنتاج كثير من السلع الواردة من بلاد الكفر عنها في دار الإسلام، ما يؤدّي إلى عدم قدرة منتوجاتنا على منافستها في السوق، الأمر الذي سيتسبب في خسائر كبيرة للمنتجين، وقد يؤدّي إلى تدمير عملية الإنتاج بالكامل وجعلنا بالتالي رهائن بيد التجار في دار الكفر والحكومات الطاغوتية التي توجههم، والتي لا توفر فرصة لإيقاع الضرر بالإسلام والمسلمين عموما، وبالدولة الإسلامية خصوصا.

ولذا فإننا نمنع أحيانا دخول السلع التي قد تهدد الإنتاج المحلّي، كما نستخدم ضبط حركة السلع العابرة لهذا الغرض، وذلك بمنع عبور السلع المماثلة لما يُنتج في دار الإسلام، وبالتالي تنشيط حركة الصادرات لمنتجاتنا، وزيادة مداخيل المنتجين بذلك.

وكذلك فإنه في حال حدوث اضطراب في الأسواق يهدد المنتجين أو التجار أو المستهلكين فيمكن باستخدام عملية ضبط الصادرات أو الواردات إعادة التوازن إلى السوق.

ويكون هذا العمل كلّه بناء على توصيات من ديوان الزراعة، أو من غرفة التجارة والصناعة، التابعَين للجنة المفوضة في الدولة الإسلامية.


* المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 49
الخميس 5 محرم 1438 ه‍ـ

• لقراءة الحوار كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...more

صحيفة النبأ العدد 49 حوار: أمير هيئة الهجرة من أتانا مهاجراً إلى الله أعنَّاه.. ومن أراد دار ...

صحيفة النبأ العدد 49
حوار:

أمير هيئة الهجرة
من أتانا مهاجراً إلى الله أعنَّاه..
ومن أراد دار الكافرين منعناه

(٣/٤)
• لعل من المفيد أن توضحوا للقارئ الفرق بين عمل «هيئة الهجرة» في الدولة الإسلامية وعمل إدارات «الهجرة والجوازات» في الدول الكافرة.

قد يكون هنالك تشابه بالشكل والإجراءات الظاهرة، ولكن لا مقارنة من ناحية الأحكام والقواعد المطبّقة، وسبب ذلك -كما هو معلوم- اختلاف مرجعية الأحكام، فأحكامنا كلها مرجعها إلى شريعة الله، ومرجعهم إلى قوانينهم الوضعية التي يكتبها طواغيتهم ويعدّلونها بحسب أهوائهم وآرائهم.

فمن حيث المبدأ يكون التفريق في المعاملة بين الأفراد في الدول الكافرة على أساس الوطنية والجنسية، فمن يحمل جنسية البلد يحق له -عادة- الإقامة فيه بلا شروط، ومن لا يحمل هذه الجنسية لا يُسمح له بعبور حدودها إلا بموافقات حكومية، وتكون إقامته فيها محدودة مشروطة، فيما يكون التفريق في المعاملة لدينا على أساس الدين، فكل مسلم له حق في الانتقال إلى دار الإسلام والإقامة فيها، لا فرق بينه وبين أي من سكانها على أساس المولد أو مكان الإقامة الأصلي، بل يتقدّم المهاجر على أهل الدار بفضل الهجرة، ونسعى جهدنا لإزالة العقبات أمام هجرة المسلمين من دار الكفر إلى دار الإسلام، وقد بذلت الدولة الإسلامية الأموال الكثيرة في سبيل ذلك وما تزال، والكافر لا يسمح له بدخول دار الإسلام، أو الإقامة فيها إلا بعهد أو أمان، إن كان ممن يعطى عهدا أو أمانا.

إذ يمكن له أن يدخل دار الإسلام بعقد أمان، ويكون بهذا العقد آمنا على نفسه وماله ما دام في دار الإسلام، وفياً لشروط أمانِهِ، كما حدث مع بعض النصارى الغربيين الذين دخلوا لزيارة أقارب لهم هنا، ثم عادوا إلى ديارهم بعد أن جالوا في دار الإسلام آمنين مطمئنين، وكذلك يمكن له أن يدخل في ذمة المسلمين فيعيش في ظل الدولة الإسلامية بأمان يدفع الجزية عن يد وهو صاغر، مثل واقع النصارى في الرقة وغيرها من المدن، إذ إنهم يعيشون آمنين على دمائهم وأموالهم وأعراضهم بعد ضرب الجزية عليهم، ومن يتعرض لهم بظلم فإنه يعرّض نفسه للعقوبة في الدنيا والآخرة.

وكذلك فإننا لا نسمح للمسلمين بالخروج إلى دار الكفر للإقامة الدائمة أبدا لأنه حرام قطعا، أما السفر المؤقت فلا يحل إلا للضرورة، كالمريض مرضا قد يؤدي إلى إهلاكه أو تلف شيء من أعضائه، ولا يتوفر علاجه في دار الإسلام، أو التاجر الذي يؤذن له بالسفر لجلب ما يلزم من السلع لحاجة المسلمين إليها، أو بعض الحالات الخاصة التي يقرّرها الإمام لما فيها من مصلحة عامة للمسلمين.

• وماذا بخصوص حركة السلع والمواد عبر المعابر، وداخل أراضي الدولة الإسلامية، هل هناك أيضا إجراءات تفضيلية للمسلمين على الكافرين؟

بالتأكيد، فأموال الكفار يفرض عليها العشور، وهي كمية من المال للإمام اقتطاعها من أموال الكفار المعدّة للتجارة دون أموال المسلمين التي لا يصحّ تعشيرها، ولذلك يسميها بعض الفقهاء «عشور التجارات» تمييزا لها عن «عشور الصدقات» -أي زكاة الفريضة- التي تؤخذ من المسلمين فقط، فتفضيل المسلم بذلك لكونه ينقل تجارته عبر معابر دار الإسلام دون فرض أموال عليه، بخلاف الكافر الذي ستزيد العشور من سعر بضاعته بلا شك.

• هل هناك إجراءات أخرى سوى العشور تفرض على حركة السلع عبر معابر الدولة الإسلامية؟

لا شك أن المعابر من أهم الوسائل لحماية الاقتصاد داخل أراضي الدولة الإسلامية، فبواسطة ضبط حركة السلع الداخلة والخارجة والعابرة يمكن حماية الاقتصاد، وتحفيز مختلف أنواع النشاط الاقتصادي من تعدين ورعي وزراعة وصناعة وتجارة، فعن طريق ضبط الواردات يمكننا حماية الاقتصاد من التدمير بفعل المنافسة الكبيرة في الأسعار، إذ تنخفض تكاليف إنتاج كثير من السلع الواردة من بلاد الكفر عنها في دار الإسلام، ما يؤدّي إلى عدم قدرة منتوجاتنا على منافستها في السوق، الأمر الذي سيتسبب في خسائر كبيرة للمنتجين، وقد يؤدّي إلى تدمير عملية الإنتاج بالكامل وجعلنا بالتالي رهائن بيد التجار في دار الكفر والحكومات الطاغوتية التي توجههم، والتي لا توفر فرصة لإيقاع الضرر بالإسلام والمسلمين عموما، وبالدولة الإسلامية خصوصا.

ولذا فإننا نمنع أحيانا دخول السلع التي قد تهدد الإنتاج المحلّي، كما نستخدم ضبط حركة السلع العابرة لهذا الغرض، وذلك بمنع عبور السلع المماثلة لما يُنتج في دار الإسلام، وبالتالي تنشيط حركة الصادرات لمنتجاتنا، وزيادة مداخيل المنتجين بذلك.

وكذلك فإنه في حال حدوث اضطراب في الأسواق يهدد المنتجين أو التجار أو المستهلكين فيمكن باستخدام عملية ضبط الصادرات أو الواردات إعادة التوازن إلى السوق.

ويكون هذا العمل كلّه بناء على توصيات من ديوان الزراعة، أو من غرفة التجارة والصناعة، التابعَين للجنة المفوضة في الدولة الإسلامية.


* المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 49
الخميس 5 محرم 1438 ه‍ـ

• لقراءة الحوار كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...more

صحيفة النبأ العدد 49 حوار: أمير هيئة الهجرة من أتانا مهاجراً إلى الله أعنَّاه.. ومن أراد دار ...

صحيفة النبأ العدد 49
حوار:

أمير هيئة الهجرة
من أتانا مهاجراً إلى الله أعنَّاه..
ومن أراد دار الكافرين منعناه

(٢/٤)
• ذكرت في كلامك أن تطبيق هذه الأحكام هو من التجديد في الدين، بسبب عدم عمل الناس بها لفترة طويلة من الزمن، هلا وضحت هذا الأمر أكثر...

لا يخفى عليكم أن أمة الإسلام تفرّقت منذ إزالة منصب الإمامة الذي كان يجمع المسلمين ويوحّد دار الإسلام، فانقسمت دار الإسلام إلى دويلات عديدة يحكم كل منها سلطان من السلاطين، وقد حافظ كثير منهم على انتماء بلادهم إلى دار الإسلام، بالتزامهم بالإسلام وحكمهما بأحكام الشريعة، إلى أن علا الكفرة في الأرض، فصاروا يضمّون أجزاء من دار الإسلام إلى دار الكفر التي بحوزتهم، وأزالوا حكم الله منها، وأحلّوا أحكامهم الجاهلية الوضعية مكانها، وتابعهم على ذلك -رغبة ورهبة- أولياؤهم الحاكمون لبلاد المسلمين المسلوبة، وهكذا تقلّصت دار الإسلام شيئا فشيئا إلى الحد الذي صار فيه الحكم في الأرض كلها لقوانين الكفر وأحكامه.

وبالوصول إلى هذه الحال فقد انعدم التفريق بين البلاد لعدم وجود دار للإسلام في الأرض، وجهد الكفار وحلفاؤهم من الطواغيت والمرتدين وأتباعهم من المنهزمين على محو مفهوم الدارين لا من الواقع والوجود فقط، بل من عقول المسلمين أيضا، وحاولوا أن يجعلوا مكانه مفهوم الأوطان القائم على الحدود المصطنعة التي أنشأها المشركون لتقاسم ملكية الأرض فيما بينهم، ثم رسّخوها بعد رحيلهم عنها ليتمكّنوا من إدارتها عن طريق الطواغيت الذين نصّبوهم عليها، وهكذا تلاشت الفروق بين الدور، لا فرق بينها إلا في حجم اضطهاد المسلمين، والزيادة في الكفر، وصار أقصى أماني المسلم أن يكون في أرض يُسمح له فيها بقدر أكبر من إظهار بعض دينه مع علمه اليقيني بأن الكفار لن يمكنوه بحال من إظهار دينه كاملا.

ولكن بعد أن مكّن الله للدولة الإسلامية، وسادت شريعة الله على الأرض الواقعة تحت سلطانها، صار هذا الجزء من العالم دار الإسلام الوحيدة في الأرض، إذ لا سيادة للشريعة على أي جزء من العالم سواها، وعليه فقد عاد التقسيم الشرعي للعالم إلى دارين، وصار واجبا على المسلمين التحول من دار الكفر التي يسكنونها إلى دار الإسلام التي أذن الله بإقامتها، كما وجب على أعيانهم الجهاد لحماية هذه الدار، خاصة في ظل الهجمة الصليبية الشرسة عليها، التي تسعى إلى إعادة سيادة الكفر وشرائعه على هذه الأرض، وإعادة التقسيم القديم على أساس الحدود المصطنعة، ومنها حدود (سايكس - بيكو) التي كسرها المجاهدون، بفضل الله.

كما صار واجبا على إمام المسلمين أو من ينوب عنه -وهم في حالتنا العاملون في «هيئة الهجرة»- أن يعملوا ما بوسعهم لضبط معابر دار الإسلام، وضمان التفريق بينها وبين دار الكفر في المعاملات.

فنحن اليوم -بفضل الله- نعيد استخراج الأحكام الشرعية التي تتعلق بهذا الباب من الكتب التي دُفنت فيها لعقود، نعيدها إلى حيز الواقع بتطبيقها والعمل بها، والحمد لله وحده.


* المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 49
الخميس 5 محرم 1438 ه‍ـ

• لقراءة الحوار كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...more

صحيفة النبأ العدد 49 حوار: أمير هيئة الهجرة من أتانا مهاجراً إلى الله أعنَّاه.. ومن أراد دار ...

صحيفة النبأ العدد 49
حوار:

أمير هيئة الهجرة
من أتانا مهاجراً إلى الله أعنَّاه..
ومن أراد دار الكافرين منعناه

(١/٤)
• يتبادر إلى الذهن عند سماع اسم هذه الهيئة أنها مختصة باستقبال المهاجرين في سبيل الله، فهل يصيب المرء عندما يفهم عمل الهيئة بهذا الشكل؟

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى أصحابه الغرّ الميامين، وبعد...

فلا شك أن الهجرة في سبيل الله من أفضل العبادات التي يتقرّب بها العبد إلى مولاه -عزّ وجل- وأن إعانة المسلمين على أداء هذه العبادة، واستقبالهم عند الدخول إلى دار الإسلام، والقيام على شؤونهم حتى يستقر أمرهم من الأعمال التي نحمد الله أن سخّرنا للقيام بها، وأعاننا عليها، ومع هذا فقد منّ الله علينا في «هيئة الهجرة» بالقيام بوظائف أخرى تندرج كلّها في إطار إنفاذ أحكام الله التي منشؤها اختلاف الدارين، دار الإسلام ودار الكفر، وبنفاذ هذه الأحكام -وغيرها- فإننا نسأل الله أن نكون ممن يقيم الدين، ويجدّد الإسلام في هذا الباب الذي أغفله الناس منذ زمن طويل، وصار مجرّد كلام منثور في كتب الفقه، يروونه ولا يعملون به، فالدولة الإسلامية اليوم -بفضل الله- أعادت استخراج هذه الأحكام، وعملت بها في إطار سعي أمرائها وجنودها لإقامة الدين، وتحكيم شريعة رب العالمين.

• هلّا وضّحت للقراء ما المقصود بالأحكام التي منشؤها اختلاف الدارين؟

لا خلاف في أن الله فرّق بين المسلم والكافر في الأحكام، وهم كلّهم خلقه وملكه، كما قال سبحانه: {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ} [القلم: 35]، وبناء عليه اختلفت كثير من الأحكام لتعلقها فقط بحكم فاعلها إن كان مسلما أو كافرا، لذلك نجد الفقهاء يشترطون لصحّة كثير من الأفعال اتّصاف فاعلها بالإسلام، كالعبادات، إذ لا تصحّ من كافر، والإمامة، إذ لا يصح عقدها إلا لمسلم، والشهادة في بعض القضايا، فلا تقبل فيها شهادة الكافر.

وكذلك فرّق الله سبحانه بين الأرض في الأحكام، وهي كلّها خلقه وملكه، فجعل منها دار إسلام ودار كفر، وذلك بحسب الأحكام السائدة فيها، فأيما أرض سادت عليها أحكام الإسلام -بشوكة المسلمين- فهي دار إسلام، وأيما أرض سادت عليها أحكام الكفر، فهي دار كفر، وبناء على هذا الاختلاف بين الدارين نشأت كثير من الأحكام في الإسلام، علما أن الحكم على الدار لا يستلزم منه الحكم على أهلها، فقد تكون الدار دار إسلام، وجلّ أهلها من كفرة أهل الذمة، وقد تكون دار كفر وجلّ أهلها من المسلمين المستضعفين.

ومن أشهر الاختلافات في هذه الأحكام، أحكام الإقامة الدائمة والمؤقتة، إذ يجب على المسلم الإقامة في دار الإسلام، ويجوز له السفر فيما بين أقطارها وبلدانها، وتحرم عليه الإقامة في دار الكفر، وتجب عليه الهجرة منها إلى دار الإسلام، أما الكافر فإنه لا يبقى في دار الإسلام بغير عهد أو أمان، فإن خرج الذمّي من دار الإسلام ولحق بدار الكفر، فقد نقض عهده، وصار من أهل الحرب، وغيرها كثير من الأحكام يمكن معرفتها بالرجوع إلى الكتاب والسنة وكلام أهل العلم.


* المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 49
الخميس 5 محرم 1438 ه‍ـ

• لقراءة الحوار كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...more

صيادو الصحوات.. أسلوب مبتكر لاصطياد المرتدين النبأ – ولاية شمال بغداد - خاص مفتاح ...

صيادو الصحوات..
أسلوب مبتكر لاصطياد المرتدين


النبأ – ولاية شمال بغداد - خاص

مفتاح العاصمة وحزامها الشمالي، خاض فيها جنود الدولة الإسلامية، ملاحم كبرى ضد الجيش الرافضي وميليشياته من جهة وضد صحوات الردة من جهة أخرى، ألا وهي ولاية شمال بغداد.

فبعد أن شكّلت أمريكا صحوات الردة عام 1428 هـ ودعمتهم في قتالهم المجاهدين، وأصبحوا مع الرافضة والصليبيين في خندق واحد، اضطُر المجاهدون للانحياز من حزام بغداد الشمالي، وتاجر مرتدو الصحوات بهذه المناطق وسلموها للرافضة على طبق من ذهب.

واشترك مرتدو الصحوات العشائرية التي عُرفت حينها باسم مجالس الإسناد في الأمر مع إخوانهم من مرتدي الفصائل الذين انقلبوا على أعقابهم وانضموا إلى مشروع الصحوات الأمريكي، من أمثال فصائل (الجيش الإسلامي) و(كتائب ثورة العشرين) و(جيش المجاهدين) وغيرهم.

وظن المرتدون وأسيادهم أنهم تخلصوا من مجاهدي الدولة الإسلامية إلى الأبد بعد انحياز كتلة المقاتلين الكبرى من تلك المناطق، مع بقاء بعض الأفراد المستخفين بتوحيدهم، المستمرين في جهادهم، ولكن خيب الله ظنون المشركين وحلفائهم، إذ جعل الله أولئك القلة القليلة من مجاهدي الدولة الإسلامية عذابا عليهم، وسيفا مسلطا على رقابهم، فزرعوا في قلوبهم الخوف، وحرموهم لذة الراحة والاطمئنان حتى داخل بيوتهم.

لم يبالِ أولئك المجاهدون بقلة عددهم، ولا بضعف ذات يدهم، ولا بكثرة أعدائهم، وتنوع صنوف المشركين والمرتدين من حولهم، بل حوّلوا كل ذلك -بفضل الله- إلى أسلحة فتاكة في حربهم، فاستخدموا أسلحة أعدائهم في قتلهم، وزرعوا الشقاق في صفوفهم، وجعلوا من قلة عددهم سببا في سرعة الاختفاء بعد تحقيق الأهداف.

وكان حجر الأساس في عملياتهم النوعية يتمثل بالتنكر بزيّ الأجهزة الأمنية وتنفيذ عمليات مداهمة لمواقع اجتماع ومنازل رؤوس الردة من الصحوات ومجالس الإسناد، وقتلهم أو اعتقالهم واغتنام أموالهم وأسلحتهم، إلى جانب خلق حالة خوف ورعب في نفوس عناصر الأجهزة الأمنية أنفسهم.

فشُكِّلت المفرزة الأمنية الأولى على يد الشيخ أبي هاني العيساوي، تقبله الله، الذي بدأ العمل مع مجاهدَين اثنين فحسب، وبما توفر من إمكانيات مالية قليلة، رغم عسر الحال وضيق ذات اليد آنذاك.

ازداد بعد ذلك عدد عناصر المفرزة الأمنية إلى 8 أفراد، بعد اختيار مجموعة ممن خرجوا من المعتقلات الأمريكية والرافضية ليكونوا هم نواة (صيادو الصحوات).

فجاءت العملية الأولى التي شنها (صيادو الصحوات) في المشروع اليابس، وتحديداً بجانب العبايجي في منطقة الطارمية، في قاطع (ذو النورين)، إذ تنكر المجاهدون بزي شرطة الردة الاتحادية الرافضية التي كان لها الشوكة الأكبر في المنطقة بين الأجهزة الأمنية الرافضية، فكانت العملية أول ضربة من نوعها لحلفاء الصليبيين والرافضة، حيث قامت المجموعة المقتحمة باغتيال رأس من رؤوس الصحوات، الذي يعمل أيضا مقاولا يبني السجون والمقرات الأمنية للحكومة الرافضية، بالإضافة إلى مداهمة أحد الدور التي يتخذها الروافض مقرا لهم، لتقوم المفرزة بالإجهاز على خمسة منهم، في عملية شكلت ضربة قوية للصحوات وأسيادهم الرافضة، ونشرت الرعب في المنطقة.

ومما زاد من تأثير العملية، أن المنفّذين تركوا العديد من الأدلة التي تؤدي إلى اتهام الرافضة وبالتحديد عناصر الشرطة الاتحادية بالوقوف وراء الهجوم، ومن ذلك الحديث بلهجة قريبة من تلك التي يتكلم بها الروافض في مناطقهم.

كما كان للغزوة تأثير إيجابي كبير على المجاهدين، من خلال زيادة الثقة في نفوسهم، وتقويتهم من الناحية الماديّة، إذ اغتنمت المفرزة المنفذة مبلغا كبيرا من منزل المقاول المرتد، استخدمها الشيخ أبو هاني -تقبله الله- في تسليح المزيد من العناصر، وشراء المزيد من الملابس والمعدات التي يستخدمها الروافض من عناصر الجيش والأجهزة الأمنية.

وجاءت العملية الثانية لصيادي الصحوات لتطيح برأس أحد كبار قادة الصحوات، «رئيس مجلس إسناد شمال بغداد» المرتد أبي حاتم (كريم الحلبوسي) المعروف بجرائمه ضد المجاهدين، والذي كان المرجع الرافضي حسين الصدر في ضيافته قبل يومين من مقتله.

مداهمة منزل هذا المرتد كانت بالغة الصعوبة، نظراً لطبيعة المنطقة التي يقيم فيها، فهو يقيم بجوار مقر أمني ونقطة تفتيش رافضية، لا تبعد عنه سوى بضعة مئات من الأمتار، ولِتجاوز هذه العقبات هدى اللهُ المجاهدين إلى طريقة تمكنهم من دخول منزل المرتد الحلبوسي من دون إثارة الشكوك، فاتفقوا على تفجير عبوة ناسفة وهمية قرب نقطة التفتيش الرافضية، ومن ثم مداهمة بيت المرتد بحجة البحث عن مُفجِّر العبوة، وكان لهم ما أرادوا، فاقتحموا المنزل في الساعة الثانية فجراً.

أخرج المجاهدون -الذين وضع أميرهم على كتفيه رتبة نقيب في الشرطة الاتحادية- المرتد (كريم الحلبوسي) من غرفة نومه، وهو يسب ويشتم القوة الأمنية ويصرخ كاشفا دوره في محاربة المجاهدين ومعاونته الروافض وعلاقته بكبار مسؤوليهم، ومهددا من اعتقلوه برفع الأمر إلى كبار مسؤولي الحكومة الرافضية، وكان ما قاله عن توليه للروافض وعمالته لهم آخر ما قاله، قبل أن يقتله المجاهدون برصاص بنادقهم مع ولده الذي كان ساعده الأيمن في جرائمه ضد المجاهدين.

وأثناء انسحاب المفرزة الأمنية من الموقع حدثت اشتباكات عنيفة مع عناصر الحراسة الشخصية للمرتد الحلبوسي وبعض أقاربه الذين هبوا لنجدته، ففَجَّرت المفرزة عبوتين ناسفتين تم تجهيزهما مسبقاً قُتل فيهما عدد من المرتدين، ليعود الإخوة إلى مواقعهم سالمين وأعينهم على رؤوس كفر أخرى لا بد من قطفها.

كانت هذه العمليات بداية لعمليات نوعية كبيرة لجنود الدولة الإسلامية في الولاية، سببت صدامات مباشرة بين الصحوات وأسيادهم الأمريكان، وزعزعت الثقة بينهم، وأفقدتهم الأمن في قلب مناطقهم بل حتى في داخل منازلهم، كما كان نجاحها حافزا على تطبيق الأسلوب في قواطع أخرى من ولاية شمال بغداد، حيث انتشرت مفارز (صيادي الصحوات) في ربوعها لتنشر الرعب والموت في مناطق سيطرة الصحوات، حتى وصلت جحافل جيش الخلافة إلى الولاية لينضم إليها أولئك الأسود. وهذا ما سنتناوله في العدد القادم بإذن الله.


* المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 49
الخميس 5 محرم 1438 ه‍ـ

• لقراءة الصحيفة، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...more

صحيفة النبأ العدد 49 وليمكننّ لهم دينهم بعد إعلان قيام الدولة الإسلامية في العراق، اختلطت ...

صحيفة النبأ العدد 49
وليمكننّ لهم دينهم


بعد إعلان قيام الدولة الإسلامية في العراق، اختلطت فرحة الموحدين بها مع خوفهم على هذه الدولة الفتية من أن تقتلعها أعاصير الفتن والمحن التي كانت تحيط بها، إلا أن الله تعالى أبقاها وأيّدها لتكون أملا لكل من يريد التمكين لدين الله في الأرض، وتحكيم شريعته في الناس، والذي لا يكون إلا بنصب إمام يسوس الناس بالإسلام، ويأطر الناس على الحق أطرا.

مرّت الأيام، ودخلت الدولة الإسلامية في طور البأساء والضرّاء والزلزلة، حتى قال الناس: زالت دولة الإسلام! فخرج أمير المؤمنين الشيخ أبو عمر البغدادي -تقبله الله- ليعلنها مدويّة: «إن دولة الإسلام باقية»، متحدّيا بذلك الكفرة والمرتدين، ومطمئنا ومثبتا الموحّدين المجاهدين، فثبت ومن معه على هذا الأمر حتى توفاه الله مع ثلة من خيرة إخوانه، وفيهم العديد من الأمراء الكبار على رأسهم وزير الحرب أبو حمزة المهاجر، تقبلهم الله تعالى جميعهم في الشهداء.

حينها أصاب المؤمنين حزن عظيم على فقد إخوانهم وقادتهم، وهمٌّ كبيرٌ على مصير الدولة الإسلامية من بعدهم، ففرّج الله عنهم بأن هداهم لاختيار خليفة للشيخ أبي عمر البغدادي، والذي خرج عليهم بعد حين من الزمن ليعلن لهم وللعالم أجمع أنه على نهج من سبق وصدق -نحسبهم كذلك- في حرصهم على بقاء راية التوحيد مرفوعة شامخة إلى أن يسلمها المجاهدون إلى المهدي، وصدع أمير المؤمنين الشيخ أبو بكر البغدادي -حفظه الله- بأعلى الصوت بأن دولة الإسلام باقية -بإذن الله- لتنزل كلماته فرحا وسرورا على قلوب الموحّدين، وتملأ قلوب المرتدّين والمنافقين غيظا وكمدا من جديد.

ثم جعل الله من بعد عسر يسرا، ومن بعد ضيق فرجا، وامتدت الدولة الإسلامية إلى الشام، فزاد فرح الموحّدين بذلك، وازداد غيظ أعدائها، فطفقوا يحيكون المؤامرات ويستشفعون بالأحياء والأموات إلى أميرها حتى يعود بجنوده إلى العراق، ويتركوا لهم الشام لينفّذوا فيها مشاريعهم الخائبة المهلكة، وصاروا يكتفون من الدولة الإسلامية بوقف تمددها إلى الشام بعد أن يأسوا من إزالة اسمها ومحو ذكرها، فكان ذلك القرار المبارك، الذي أثبتت الأيام توفيق الله لعباده فيه، حين خرج عليهم أمير المؤمنين مجددا، ليعلن أن دولة الإسلام باقية في العراق والشام، بإذن الله، فيعلم الصديق والعدو على حدٍّ سواء أن جنودها تجاوزوا -بفضل الله- كل العقبات دون تمدد الدولة التي دفع ثمن قيامها قوافل من الشهداء، وأن هدفهم القادم سيكون ترسيخ حالة جديدة من الجهاد تتجاوز المرحلة السابقة، والتمهيد لإقامة خلافة على منهاج النبوة، تقسم الأرض إلى فسطاطين، والتحضير لجعل العالم كله ساحة معركة مفتوحة مع الكافرين.

واستجاب الله تعالى دعاء الموحّدين، ومكّن لعباده الذين استُضعفوا في الأرض، وأعاد بهم الخلافة، وأعلى بهم راية الدين، وصارت الدولة الإسلامية مصدر تهديد للكفرة والمرتدين في العالم أجمع بعد أن كان خطرها عليهم لا يتجاوز أجزاء من العراق ومساحات من الشام، وضج قادة الفصائل والأحزاب من إعادة الخلافة خوفا وفَرَقا على مناصبهم السخيفة، وأسماء تنظيماتهم المهترئة، واستنفر معهم الطواغيت سحرتهم وأحبارهم ليحرّضوا الناس عليها، ويحذروهم منها، وكلّهم أمل أن يتراجع مجاهدو الدولة الإسلامية عن إقامتهم الخلافة، ويكفّوا عن التحريض على حل الفصائل، ويتوقف أمير المؤمنين عن قبول البيعات من مشارق الأرض ومغاربها، قانعين ببقاء الدولة الإسلامية في العراق والشام.

واليوم يؤمّل الكفرة والمرتدون أنفسهم من جديد بزوال الخلافة، مع يقينهم باستحالة إزالة الدولة الإسلامية -بإذن الله- بعد أن تعلموا ذلك من تجاربهم السابقة معها، فهل يرقبون من الدولة الإسلامية اليوم أن تؤكّد لهم من جديد، وبيقين مصدره ثقة كبيرة بالله تعالى ووعده لعباده الموحّدين بالنصر والتمكين، أنها باقية -بإذن الله- برايتها النقيّة من الشرك، ومنهجها الخالي من البدع، وولاء جنودها لأهل الإسلام، وبراءتهم من أهل الشرك والأوثان، وحربها على المشركين بالشدة والغلظة، وإقامتها لما أوجبه الله عليها من الدين، وسعيها الدائم لتحقيق التمكين في الأرض، وتحكيم الشريعة على كل البشر، فيكون الدين كله لله.

نعم إنها باقية، وستبقى بإذن الله، حتى تجبر الروم على صلحها، وتقاتلهم على غدرهم، وتفتح أرضهم، ويكسر جنودها صلبانهم، ويقاتل آخرهم الدجال جنديا في جيش عيسى بن مريم -عليهما السلام- وسيعلم الذين كفروا أي منقلب ينقلبون.


* المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 49
الخميس 5 محرم 1438 ه‍ـ

• لقراءة الصحيفة، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...more

المثبطون قال الله تعالى: {قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ وَالْقَائِلِينَ ...

المثبطون

قال الله تعالى:
{قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا (18)} [سورة الأحزاب]

"فوصف المثبطين عن الجهاد -وهم صنفان- بأنهم إما أن يكونوا في بلد الغزاة أو في غيره:
- فإن كانوا فيه عوقوهم عن الجهاد بالقول أو بالعمل أو بهما.
- وإن كانوا في غيره راسلوهم أو كاتبوهم: بأن يخرجوا إليهم من بلد الغزاة ليكونوا معهم بالحصون أو بالبعد..

• {فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ (19)}
وهذا السلق بالألسنة الحادة يكون بوجوه:

▪ تارة يقول المنافقون للمؤمنين:
هذا الذي جرى علينا بشؤمكم؛ فإنكم أنتم الذين دعوتم الناس إلى هذا الدين وقاتلتم عليه وخالفتموهم؛ فإن هذه مقالة المنافقين للمؤمنين من الصحابة.

▪ وتارة يقولون: أنتم الذين أشرتم علينا بالمقام هنا والثبات بهذا الثغر إلى هذا الوقت وإلا فلو كنا سافرنا قبل هذا لما أصابنا هذا.

▪ وتارة يقولون: أنتم مع قلتكم وضعفكم تريدون أن تكسروا العدو وقد غركم دينكم كما قال تعالى: {إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ غَرَّ هَٰؤُلَاءِ دِينُهُمْ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}.

▪ وتارة يقولون: أنتم مجانين لا عقل لكم تريدون أن تهلكوا أنفسكم والناس معكم.

▪ وتارة يقولون: أنواعا من الكلام المؤذي الشديد."

[مجموع الفتاوى] لابن تيمية -رحمه الله-


• المصدر:
صحيفة النبأ – العدد 482
السنة السادسة عشرة - الخميس 14 شعبان 1446 هـ

• لقراءة الصحيفة، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...more
Loading prayer times ...
00:00:00 Time to
23 Sha'aban 1446
Fajr 00:00 Dhuhr 00:00 Asr 00:00 Maghrib 00:00 Isha 00:00